يعد الحفاظ على وزن صحي من الأمور الهامة لمرضى السكري؛ إذ يساعد ذلك على تنظيم مستويات السكر في الدم وإفراز هرمون الإنسولين داخل الجسم، كما يخفِّف من أعراض المرض، ويحتاج بعض المرضى فقدان الوزن الزائد للوصول للوزن الصحي، وتعد جراحة فقدان الوزن أحد الطرق المساعدة على ذلك.[١][٢]


هل تعالج جراحات إنقاص الوزن مرض السكري؟

نعم، من الممكن أن تساهم جراحات إنقاص الوزن على السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، إذ تعد السمنة من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة به، كما وتزيد من صعوبة التحكُّم في مستويات السكر بالدم،[٣][٤] ويُعزى السبب في ذلك إلى قدرة هذه الجراحات على إنقاص الوزن بفعالية، فعند تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون، يزداد تراكم الدهون في الكبد والعضلات، كما يزداد مستوى الأحماض الدّهنية في الدم، وهذا يزيد من الالتهابات ومقاومة خلايا الجسم للإنسولين (عدم استجابة خلايا الجسم لتأثير هرمون الإنسولين الضروري لنقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا، وبالتالي مقاومة تأثيره في خفض مستويات السكر المرتفعة في الدم)، وبالتالي فإن خسارة الوزن عن طريق هذه الجراحات يساهم فعليًّا في العلاج.[٤]


وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2015 ميلادي، ونُشرت في مجلة JAMA Surgery إلى أنّ جراحة ربط المعدة (أحد جراحات إنقاص الوزن) تساعد على فقدان كمية أكبر من الوزن الزائد، كما تساهم في انخفاض مستويات السكر بدرجة أكبر، ممّا يُقلِّل من حاجة الشخص لأخذ الأدوية، بالإضافة إلى دورها في تحسين مستويات الكوليسترول في الدم، ومستويات ضغط الدم.[٥][٦]


من هو مريض السكري المؤهل لإجراء جراحة إنقاص الوزن؟

إذا كان الشخص يريد أن يجري جراحة إنقاص الوزن لعلاج السكري يجب أن يوافق الشروط التالية:

  • مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر، ومصابًا بالسكري من النوع الثاني: أو مصابًا بأي أمراض أخرى مرتبطة بزيادة الوزن، مع عدم القدرة على الوصول إلى مستوى السكر الطبيعي في الدم عن طريق اتباع العلاجات الدوائية التي يوصي بها الطبيب، بالإضافة إلى الالتزام بتناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام، أي عدم قدرة المريض بعد الالتزام بهذه العلاجات على الوصول إلى أقل من 125 ميليجرام/ ديسيلتر بعد الصيام، أو أقل من 7% للسكر التراكمي.[٤][٧]



مؤشر كتلة الجسم يشير إلى وزن الجسم بالكيلوغرام مقسومًا على مربع طول الشخص بوحدة المتر مربع، ويستخدم للإشارة فيما إذا كان وزن الشخص طبيعيًا أو لا، وتترواح نسبته الطبيعية بين 18.5-24.9، في حين يعد الشخص مُصابًا بالسمنة إذا كانت نسبته تساوي 30 أو أكثر.




  • عدم القدرة على السيطرة على مرض السكري بشكل كاف باتباع جميع تعليمات الطبيب والالتزام بأخذ الأدوية التي يوصي بها: بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، أي حتى لو كان أقل من 35 كيلوغراماً/متراً مربعاً.[٤]
  • عدم جدوى طرق إنقاص الوزن الأخرى: مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، أو عدم القدرة على الحفاظ على وزن صحي.[٨]
  • موافقة الشخص على الالتزام بأنماط حياة صحيّة طويلة الأمد بعد الجراحة: ويقصد بهذا إجراء تغييرات صحية دائمة في نمط الحياة من ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي، بالإضافة إلى إجراء فحوصات منتظمة.[٨]


أنواع جراحات إنقاص الوزن

تتعدد جراحات إنقاص الوزن، ومنها ما يلي:

  • جراحة المُجازة المعدية: (Gastric bypass) ومبدئها تقليص حجم المعدة، ممّا يجعل الشخص غير قادر على تناول كميات الطعام المُعتادة، إذ يفصل الجراح الجزء العلوي من المعدة عن باقي المعدة، ليتشكل كيس صغير للمعدة، ويتم توصيل هذا الكيس بالأمعاء الدقيقة، فعندما يتناول الشخص طعامه سيذهب الطعام إلى الكيس الصغير، متجاوزًا بذلك الجزء العلوي من المعدة، والنتيجة هي الشبع بسرعة، وامتصاص سعرات حرارية أقل من الطعام.[٩][١٠]
  • تكميم المعدة: (Gastric sleeve) ينطوي هذا الإجراء على إزالة جزء كبير من المعدة، لتقليل المساحة المتاحة للطعام، دون إزالة أي جزء من الأمعاء أو تجاوزها،[٩] كما تُسبِّب هذه الجراحة إحداث بعض التغييرات الهرمونية التي من شأنها تعزيز شعور الشبع، وتقليل الشعور بالجوع، وبالتالي تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم.[١١]
  • ربط المعدة القابل للتعديل: (Adjustable gastric band) وفي هذه الجراحة يستخدم الطبيب رباطًا أو شريطًا قابلًا للنفخ حول الجزء العلوي من المعدة بهدف فصله عن الجزء السفلي، فينتج كيس صغير يذهب إليه الطعام، ونظرًا لصغر حجمه يشعر الشخص بالشبع بسرعة،[٩] وتتميز هذه الطريقة بأنها قابلة للانعكاس، والتعديل، لأنه لا يتم قطع أي جزء من المعدة أو الأمعاء في هذه الطريقة.[١١]
  • جهاز الزرع الكهربائي: وهو إجراء جراحي لزراعة جهاز كهربائي تحت جلد البطن مباشرة، يتميز بقدرته على تقليل الشعور بالجوع، عبر التحكم في الإشارات العصبية من المعدة إلى الدماغ.[٩]
  • بالون المعدة: (Gastric balloon) وهو إجراء يتم فيه إدخال بالون - مصنوع من السيليكون ومعبّأ بمحلول ملحي- داخل المعدة عن طريق الفم، ليساعد على إنقاص الوزن لأنه يحتل مساحة من المعدة، وهذا يعني الشعور بامتلاء المعدة بسرعة.[١٢]
  • جراحة تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر: ( with duodenal switch) واختصاراً (BPD/DS) يُوصَى بهذا الإجراء عادةً في حالات أقل شيوعًا من الإجراءات السابقة، ويتضمن خطوتين رئيسيتين، الخطوة الأولى هي تكميم المعدة عبر إزالة حوالي 80% منها، فيصبح شكل المعدة مثل الأنبوب الذي يشبه الموزة، ثم الخطوة الثانية التي تتجاوز معظم الأمعاء عبر توصيل الجزء الأخير من الأمعاء مع الاثني عشر الذي يقع بالقرب من المعدة، وتساهم هذه العملية في تحديد كمية الطعام التي يتناولها الشخص بشكل كبير، بالإضافة إلى تقليل امتصاص العناصر الغذائية، خاصةً البروتينات والدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجراحة قد تتم بعمليتين منفصلتين، أو قد تُجرى كإجراء واحد.[١٣]


الآثار الجانبية لجراحة السمنة

من الممكن أن يكون هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لجراحة السمنة، مثلها مثل أي عملية جراحية أخرى، وتكون كما يلي:[١٤]

  • حدوث نزيف في موقع الجراحة.
  • الإصابة بالإسهال.
  • عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية الكافية، وهذا قد يتسبب بفقر الدم، وهشاشة العظام.
  • الإصابة بمتلازمة الإفراغ السريع: (بالإنجليزية: Dumping syndrom)، وتعني دخول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة من المعدة بسرعة، وهذا قد يرافقه الشعور بألم في البطن، والتعرق، والتقيؤ، والغثيان.
  • الإصابة بعدوى أو التهاب بطانة البطن، أو غيرها من الالتهابات.
  • جرح في الجهاز الهضمي.
  • الآثار الجانبية الناتجة عن التخدير أثناء العملية.
  • حدوث تجلطات في الدم.


الحياة بعد الجراحة

هناك بعض الأمور التي عليك أن تأخذها بعين الاعتبار بعد الجراحة، وتكون كالتالي:[٨]

  • اتبع نظام غذائي يعتمد على تناول السوائل أو الأطعمة اللينة، وانتقل بعدها تدريجيًّا إلى نظام غذائي اعتيادي متوازن، ويجب عليك الالتزام به مدى الحياة، وربما يكون هناك حاجة لتناول مكملات الفيتامينات والمعادن.
  • اتبع برنامج تمارين رياضية مناسبة لك واستمر عليها مدى الحياة.
  • التزم بمواعيد المتابعة مع الطبيب.


المراجع

  1. "Bariatric Surgery and Diabetes", upmc, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  2. "Losing Weight Can Have Big Impact on Those with Diabetes", newsnetwork.mayoclinic., Retrieved 24/6/2021. Edited.
  3. "Type 2 diabetes", mayoclinic, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Bariatric (Weight-Loss) Surgery for Treating Diabetes"، clevelandclinic، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2021. Edited.
  5. "Three-Year Outcomes of Bariatric Surgery vs Lifestyle Intervention for Type 2 Diabetes Mellitus Treatment", jamanetwork, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  6. Sari Harrar, "Is Weight Loss Surgery the Answer for Diabetes?", EndocrineWeb, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  7. "Body Mass Index (BMI) Calculator", diabetes, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "weight loss surgery for type 2 diabetes", diabetes, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "How Weight Loss Surgery Helps Type 2 Diabetes", webmd, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  10. "Weight loss surgery", nhs, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Pros and Cons of Diabetes Weight Loss Surgery", diabetesmealplans, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  12. "Intragastric balloon ", mayoclinic, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  13. "Biliopancreatic diversion with duodenal switch (BPD/DS)", mayoclinic, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  14. "Bariatric surgery and type 2 diabetes", medicalnewstoday, Retrieved 24/6/2021. Edited.