يمثِّل إجراء عملية جراحية لمريض السكري العديد من التحديات، إذ غالبًا ما يحتاج إلى إجراء تعديلات على أدويته وجرعاتها قبل وبعد العملية للتمكُّن من السيطرة على مستويات السكر في الدم ضمن مستويات محددة، فهذا من شأنه أن يمنع حدوث أيّة مضاعفات، كالعدوى، أو تأخر التئام الجروح،[١][٢] فما هي الأمور التي يجب على مريض السكري الانتباه لها بعد إجراء العمليات الجراحية؟ وما هي النصائح التي قد تساعده على تسريع الشفاء؟

ما بعد العمليات الجراحية لمريض السكري

يحاول الفريق الطبي السيطرة على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق محدد بعد إجراء العمليات الجراحية لمرضى السكري، كما يقومون بمراقبة مستويات السكر عن كثب بعد العملية، وذلك حتى يتعافى المريض، ويتمكن من اتباع جميع التدابير اللازمة التي يوصي بها الطبيب للسيطرة على مستويات السكر في دمه، فذلك يساعد على التقليل من احتمالية حدث أي مضاعفات مُحتملَة.[٣][٤]


الأكل والشرب بعد الجراحة لمريض السكري

عادةً ما يُعطَى مريض السكري الذي أجريت له عملية جراحية الإنسولين ومحاليل تحتوي على السكر عن طريق الوريد وذلك إلى حين تمكنه من تناول الطعام والشراب مرة أخرى، ومع تخلُّص المريض من الشعور بالغثيان وتعافيه يصبح بالإمكان منحه وجبة خفيفة، ومع بدء تناول الوجبات الاعتيادية لا بد من العودة لإعطائه أدوية علاج السكري كما من قبل، وتجدر الإشارة إلى أنّه غالبًا لا يُسمَح للمريض بالعودة إلى المنزل حتى يتعافى من الغثيان ويتمكن من تناول وجبة خفيفة على الأقل، وفي الحقيقة إنّ بعض المرضى يتمكنون من تناول الطعام مباشرةً بعد العملية، في حين يحتاج آخرين إلى وقت أطول حتى يتمكنوا من تناول الطعام، ويختلف ذلك باختلاف نوع العملية التي أجراها المريض بشكل أساسي.[٥][٣]

المخاطر التي قد يواجهها مرضى السكري بعد العمليات الجراحية

نذكر من المخاطر التي قد يواجهها مرضى السكري بعد العمليات الجراحية الآتي:


اضطراب مستويات السكر في الدم

قد يحدث اضطراب في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري بعد العمليات الجراحية، حيث يصبح الجسم أثناء العملية الجراحية أقل حساسية لهرمون الإنسولين، أي تقل استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين الضروري لنقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا، وبالتالي يبقى السكر في الدم، فترتفع مستوياته هناك، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الجراحة والحالة التي يكون فيها الجسم تستدعي إفراز بعض الهرمونات التي تزيد من مقاومة الإنسولين، لكن يجدر الإشارة إلى أنّ الفريق الطبي يتمكنون من السيطرة على ذلك بإعطاء حقن الأنسولين خلال العملية.[٢][٦]


ومن المحتمل أن يواجه الفريق الطبيب ومريض السكري بعض الصعوبة بالسيطرة على مستويات السكر بعد العملية، فيستدعي هذا إجراء المزيد من التدابير حتى التمكُّن من السيطرة عليها كإعطاء حقن الإنسولين، وهذا قد يُعزى للأسباب التالية:[٤]

  • وجود صعوبة في تناول الطعام.
  • التقيؤ.
  • الإجهاد والتوتر الذي يعاني منه المريض بعد العملية.
  • الخمول وقلة النشاط عن ذي قبل.
  • الشعور بالألم.
  • تناول بعض الأدوية التي تزيد من نسبة السكر في الدم.


الإصابة بتقرحات الفراش

على مريض السكري أن يحاول التحرك أو يغير موضعه على السرير على الأقل باستمرار بأسرع وقت بعد العملية، إذ إنّ المكوث في السرير لفترة طويلة يزيد من احتمالية الإصابة بتقرحات الفراش، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض مرضى السكري قد لا يشعرون بإصابتهم بالتقرحات، خاصةً في حال كانوا يعانون من تضرُّر الأعصاب الناتج عن الإصابة بالسكري وقلة الإحساس بأصابع القدمين واليدين، وهذا يزيد من أهمية تحركُّهم بأسرع وقت ممكن، فبإمكان المريض بمساعدة الطاقم الطبي أن يتحرك ويتجول في المكان بشكل بسيط، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك يساعد أيضًا على السيطرة على مستويات السكر في الدم.[٣][٤]


بطء التئام الجروح بعد العملية الجراحية

من المتوقع أن يستغرق مريض السكري وقتًا أطول في الشفاء من غيره، وتجدر الإشارة إلى أنّ السيطرة على مستويات السكري في الدم ضمن النطاق المُستهدَف يقلِّل من الوقت اللازم لشفاء الجروح، وعادةً تُزال الخيوط أو الدبابيس من الجرح بعد 7-10 أيام من العملية.[٣][٤]


الإصابة بالعدوى بعد الجراحة

يقلِّل السيطرة على مستويات السكر في الدم من احتمالية الإصابة بالعدوى بعد العمليات الجراحية، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا بدّ من مراقبة علامات العدوى بعد العملية الجراحية، ومن ذلك: الحمى، واحمرار مكان جرح العملية أو انتفاخه، أو سخونته، أو الشعور بألم مكانه، أو خروج بعض الإفرازات منه، وإخبار الطبيب في حال حدوث مثل هذه العلامات،[٣][٤] فقد يصف الطبيب أدوية وكريمات تحتوي على مضادات حيوية للعلاج في مثل هذه الحالة.[٧]


مخاطر أخرى

وتتضمن هذه الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى كعدوى الرئة، واضطراب مستويات الأيونات داخل الجسم كالصوديوم والبوتاسيوم، الأمر الذي قد يسبِّب مشاكل في القلب، والكلى.[٤][٨]


أمور يجب أن يقوم بها مريض السكري عند عودته إلى المنزل

نذكر من الأمور التي يجب على مريض السكري اتباعها بعد عودته إلى المنزل ما يلي:[٢]

  • الحرص على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الذي يحدده الطبيب، وغالبًا ما يكون 80-130 ميليغرام/ ديسيلتر، وذلك لتقليل فرص الإصابة بالعدوى بعد الجراحة وتعزيز الشفاء.
  • المتابعة المستمرة لمستويات السكر في الدم، وغالبًا ما يوصي الطبيب بقياس السكر حوالي 2-4 مرات يوميًّا لمدّة 4 أسابيع بعد الجراحة.
  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء بعد العملية، أو أي مشروبات خالية من السكر.
  • التواصل مع الطبيب على الفور وإخباره في حال كان مستوى السكر في الدم يتجاوز 200 ميليغرام/ ديسيلتر، فقد يقوم الطبيب حينها بالتعديل على أدوية علاج السكري وجرعاتها.
  • اتباع تعليمات الطبيب كافة المتعلقة بالأدوية الفموية وحقن الإنسولين.


لماذا يفضل البقاء بالمستشفى بعد العمليات الجراحية لمرضى السكري؟

يُفضَل بقاء مرضى السكري لفترة من الوقت داخل المستشفى حتى التمكُّن من السيطرة على مستويات السكر في الدم بعد الجراحة، وقد يكون ذلك بإعطاء حقن الإنسولين عن طريق الوريد، إذ قد لا يتمكن مريض السكري من تناول الأدوية الفموية بعد الجراحة لفترة من الوقت، كما سيراقب الفريق الطبي مستويات السكر عن كثب داخل المستشفى، فأحيانًا قد يقومون بقياسها كل ساعتين، ممّا يسمح بتدارك ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم على الفور، وهذا كله يساعد على التقليل من خطر الإصابة بأي مضاعفات بعد العملية.[٨]


كم من الوقت يستغرق الجرح للشفاء لدى مرضى السكري؟

تلتئم الجروح الناجمة عن العملية الجراحية في غضون 2-3 أسابيع لمرضى السكري عادةً، إلا أنّ بعض الجروح العميقة قد تستغرق وقتًا أطول حتى تعافيها.[٩]


نصائح مساعدة على شفاء الجروح لدى مرضى السكري بشكل أسرع

هناك بعض الاستراتيجيّات التي تساعد مريض السكري على تقليل الوقت الذي يستغرقه الجرح للشفاء، ومنها ما يلي:[٧]

  • السيطرة على مستويات السكر في الدم: وذلك بالالتزام بنظام غذائي صحيّ ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن الزائد، بالإضافة إلى اتباع تعليمات الطبيب كافة فيما يخص الأدوية الواجب تناولها.
  • الاعتناء بالجروح ونظافتها: على مريض السكري أن يولي جرحه العناية التامة، وقد يكون هذا وفق التالي:
  • تنظيف الجرح وتغطيته بضمادة نظيفة يوميًّا أو حسب ما يوصي الطبيب.
  • الالتزام بتناول المضادات الحيوية أو دهنها، أو الالتزام بغيرها من الأدوية التي قد يوصي الطبيب بأخذها للعناية بالجرح.
  • اتباع نظام غذائي صحي: قائم على الحصول على الكميات الكافية من المعادن، والفيتامينات، والبروتين، إذ يساعد البروتين على إصلاح الأنسجة والجلد، كما أنّ لذلك دور في المساعدة على السيطرة على مستويات السكر في الدم.[٩]
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية باستمرار عند القدرة على ذلك: فالرياضة لها دور في الحفاظ على استمرارية دوران الدم وتعزيز تدفقه، ولكن يجب الانتباه إلى عدم ممارسة الرياضة في حال وجود تقرحات في القدمين إلى حين شفائها.[٩]

المراجع

  1. "Surgery and hospital stays", diabetesqualified, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Diabetes and Surgery"، hamiltonhealth، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Diabetes and surgery", macmillan, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Preparing for surgery when you have diabetes", medlineplus, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  5. "management of Diabetes before and after surgery or procedure", wsh.nhs, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  6. Carol DerSarkissian (13/6/2020), "What Is Glucose?", WebMD, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "How does diabetes affect wound healing?"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Jennifer Whitlock (16/1/2020)، "Complications From Surgery When You Have Diabetes"، verywell health، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Tips for Diabetes Wound Care", everydayhealth, Retrieved 18/3/2021. Edited.