مرض السكري هو حالة مرضية تتضمن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، مما قد يؤثر في الشعيرات الدموية المختلفة التي تُغذي الأعضاء المختلفة في الجسم، الأمر الذي يقلل من قدرة الدم على المرور من خلالها، ونتيجةً لذلك يؤدي نقصان التروية الدموية إلى تلف الأعضاء بشكلٍ تدريجي، وتُعتبر الكلى من أكثر الأعضاء المُتأثرة بمرض السكري،[١] مما قد يتسبب باعتلال الكلى بالسكري (بالإنجليزية: Diabetic nephropathy) الأمر الذي يُقلل من قدرة الجسم على التخلص من السوائل الزائدة والفضلات، وتراكمها في الجسم.[٢]


كيف تطمئن على صحة الكلى؟

تُعد أمراض الكلى من الأمراض التي قد لا تكون مصحوبةً بأية أعراض عند بدء حدوثها، ولا تظهر الأعراض إلا عند تدهورها، ونظرًا لأنّ مرضى السكري مُعرضين بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بأمراض الكلى فإنّه يجدُر بهم مراجعة الطبيب باستمرار للاطمئنان على صحة الكلى، واتخاذ الإجراءات المُلائمة في حال ظهر حدوث اضطراب فيها، ومن الممكن التحقق من صحة الكلى وتشخيص الأمراض من خلال الخضوع لعدة فحوصات وإجراءات، والانتباه للعلامات والأعراض المرتبطة بالحالة.[٣]


الفحص السريري

يُجري الطبيب فحصًا سريريًا يتضمن عدة إجراءات؛ من بينها الكشف عن العلامات والأعراض التي قد ترتبط بالإصابة باعتلال الكلى السكري،[٣] ومن الجدير ذكره أنّ الأعراض قد لا تظهر في المراحل الأولية من المرض، وإنما مع تطور اضطرابات الكلى وتقدم حالتها، وبشكلٍ عامّ قد تتضمن الأعراض المُرتبطة باعتلال الكلى السكري ما يأتي:[٤]

  • الغثيان.
  • التعب والضعف العام.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة في النوم.
  • قلة التركيز.
  • انتفاخ الأيدي، والأقدام، والوجه.
  • التشنجات العضلية.
  • حكة الجسم.
  • اضطراب نظم القلب (بالإنجليزية: Arrythmia).
  • الدوخة وفقدان التوازن.
  • ظهور رغوة عند التبول بما يرتبط بوجود بروتين في البول (بالإنجليزية: Proteinuria).[٢][٥]
  • ارتفاع ضغط الدم وفقدان القدرة على التحكم بمستوياته.[٢]
  • زيادة الحاجة للتبول.[٢]


الفحوصات والإجراءات الطبية

تتضمن الفحوصات التي يمكن من خلالها الاطمئنان على صحة الكلى ما يأتي:[٣]

  • فحص الدم: وذلك بهدف الكشف عما يأتي:[٦]
  • نسبة الكرياتينين في الدم (بالإنجليزية: Creatinine serum)، ويُمثل الكرياتينين فضلات ينتجها الجسم عند تحطّم عضلاته، ويتم التخلص منها عبر الكلى، ويُشير ارتفاع مستوياتها في الدم إلى تدهور أداء الكلى.
  • معدل الترشيح الكبيبي (GFR)، والذي يُشير إلى أداء الكلى وقدرتها على ترشيح الدم، فانخفاضه يشير إلى انخفاض قدرة الكلى على فلترة الدم من الفضلات، ويرتبط بالكشف عن الإصابة بأمراض مزمنة في الكلى.
  • نيتروجين يوريا الدم (BUN)، يظهر هذا الفحص نسبة النيتروجين في الدم، فيوريا النيتروجين هي إحدى الفضلات التي ينتجها الجسد من تحطيم البروتين، ويتم التخلص منها عبر الكلى، ومن الجدير بالذكر أن ارتفاعها قد لا يدل فقط على أمراض كلى فهي تدل على عدة أمور.[٧]
  • فحص البول: يقوم المريض بإعطاء عينة بول للمختبر لفحصها وللكشف عن تواجد بروتين بها أو خلوه، وفي المراحل الأولى من مرض الكلى قد تظهر نسب قليلة من البروتين في البول، والذي يعد دليلًا على تأثر الكلى بداء السكري، ولكن عند تدهور المرض وتراجع قدرة الكلى على ترشيح الدم تزداد نسبة البروتين في البول،[٢][٨] وقد يُجرى اختبار قياس نسبة الألبيومين إلى الكرياتينين في البول (UACR) والذي يقيس ويُقارن كمية الألبومين بكمية الكرياتينين في عينة البول للاستدال على مدى تأثر الكلى بمرضى السكري.[٩]
  • الفحوصات التصويرية: قد يطلب الطبيب إجراء أحد أنواع هذه الصور:[٢]
  • الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays) أو الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، حيث تكشف هذه الصورة عن بنيان الكلى والشكل الخارجي لها وحجمها إن كان ضمن الحجم الطبيعي.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، يلجأ الطبيب إلى إجراء أحد الفحصين للتأكد من جودة سريان الدم في الكليتين.
  • خزعة الكلى: (بالإنجليزية: Kidney biopsy)، يتم إعطاء مخدر للمريض وإدخال إبرة طويلة ورفيعة لأخذ عينة من نسيج الكلى وإرسالها للمختبر لدراستها.



توصيات الجمعية الأمريكية للسكري حول موعد إجراء فحص الكلى عند مرضى السكري

تُوصي الجمعية الأمريكية مرضى السكري من النوع الأول ممن تجاوزت مدة إصابتهم بهذا المرض 5 سنوات وجميع مرضى السكري من النوع الثاني بالخضوع مرة واحدة سنويًا على الأقل لفحص قياس مستوى الألبومين في البول أو قياس نسبة الألبيومين إلى الكرياتينين في البول (UACR)، وفحص معدل الترشيح الكبيبي، ولكن يجدر إجراء هذه الفحوصات مرتين على الأقل سنويًا للتحكم بالعلاج في حالات المرضى

الذين تبلغ نسبة الألبيومين إلى الكرياتينين في البول لديهم أعلى 30 ملغرام/غرام، أو من يبلغ معدل الترشيح الكبيبي لديهم أقل من 60 مل/دقيقة/1.73 متر مربع.[١٠]


نصائح للحفاظ على صحة الكلى لدى مرضى السكري

هناك عدة أمور ونصائح من الممكن أن تقلل من تطور أو حدوث اعتلال الكلى السكري، والتي نذكر منها ما يأتي:[١١]

  • المحافظة على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن مداه الطبيعي، وذلك من خلال الالتزام بالخطة العلاجية ونصائح الطبيب المتعلقة بالنظام الغذائي، إضافة إلى الخضوع لفحوصات سكر الدم وفقًا لتوصيات الطبيب وإرشاداته.
  • المحافظة على مستوى ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي.
  • اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على نسب قليلة من السكريات والأملاح، ويفضل دائمًا اتباع أوامر الطبيب فيما يخص النظام الغذائي.
  • تجنب التعرض للتوتر والقلق.
  • تقليل الوزن في حالات السمنة والحفاظ على الوزن المثالي.
  • إجراء الفحوصات الدورية للكلى للاطمئنان على صحتها.
  • استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية، إذ إنّ بعضها قد يتسبب بالإضرار بالكلى.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنب شرب الكحول.

اقرأ أيضاً: أمراض الكلى لدى مرضى السكري


المراجع

  1. "Diabetes and Your Eyes, Heart, Nerves, Feet, and Kidneys", kidney.org, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "diabetic-nephropathy", www.mayoclinic.org, 19/9/2019, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Diabetic Kidney Disease", www.niddk.nih.gov, 1/2/2017, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  4. Michael Dansinger (28/12/2019), "Diabetic Nephropathy", www.webmd.com, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  5. Rachel Nall (18/6/2018), "Why is my urine foamy?", www.medicalnewstoday.com/, Retrieved 4/3/2021. Edited.
  6. "Chronic Kidney Disease Tests & Diagnosis", www.niddk.nih.gov, 2/10/2016, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  7. Debra Stang (17/9/2018), "idney-function-tests", www.healthline.com/health, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  8. "kidney-disease-nephropathy", /www.diabetes.org, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  9. "Diabetic Kidney Disease", niddk, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  10. "11. Microvascular Complications and Foot Care: Standards of Medical Care in Diabetes−2020", diabetesjournals, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  11. "prevent-diabetes-kidney-disease", www.phablecare.com, 12/3/2020, Retrieved 4/3/2021. Edited.