تكميم المعدة لمرضى السكري

تعد عملية تكميم المعدة (بالإنجليزية: Sleeve Gastrectomy) أحد أنواع العمليات الجراحية المستخدمة لغاية تخفيف الوزن، إذ تصبح المعدة أصغر حجمًا من الوضع الطبيعي، مما يسرّع الشعور بالشبع عند تناول الطعام،^[١] وفي هذا المقال سنتناول الحالات التي تجرى فيها هذه العملية لمرضى السكري، ومدى تأثيرها في التحكم بمستوى السكر في الدم.

تكميم المعدة لمرضى السكري

يتم في عملية تكميم المعدة إغلاق جزء كبير منها لتصغيرها، وذلك بهدف تقليل كمية الطعام التي تستطيع المعدة احتواءها، وبالتالي تخفيف الوزن، وتؤثر عملية تكميم المعدة في الوزن بطرق أخرى أيضًا، فهي تؤثر في عمليات حرق الجلوكوز، كما تتسبب بالتأثير على بعض الهرمونات التي تفرز من الأمعاء، وتلعب دورًا في مرض السكري،^[٢] ويلجأ الأطباء عادةً إلى إجراء عمليات تكميم المعدة للأشخاص الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن؛ مما يتسبب لهم ببعض المشكلات الصحية، أو إصابتهم ببعض الأمراض، مثل مرض السكري من النوع الثاني، كما تعد عملية تكميم المعدة الخيار الأخير الذي يلجأ الأطباء إلى إجرائه لتخفيف الوزن بعد استنفاذ الشخص لكافة الخيارات الأخرى لتخفيف وزنه، مثل ممارسة الرياضة وتغيير نظامه الغذائي.^[٣]

فعالية تكميم المعدة في علاج مرض السكري

تعدّ عملية تكميم المعدة خيارًا فعالًا وآمنًا للتحسين من الحالة الصحية لمصابي مرض السكري من النوع الثاني الذين يعانون من السمنة المفرطة، إذ تلعب العملية دورًا مهمًّا في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم،^[٤] إذ تنخفض مستويات السكر في الدم إلى المستويات الطبيعية أو ما يقاربها بعد إجراء عملية تكميم المعدة، مما يقلل الحاجة إلى استخدام أدوية تنظيم السكر، أو يقلل جرعاتها إلى جرعات أقل، كما تساهم أيضًا في تحسين المضاعفات المتعلقة بمرض السكري أو الوقاية منها،^[٢] وذلك لما للسمنة من تأثير كبير ودور رئيسي في التسبب بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتفاقمه وظهور أعراضه الجانبية.^[٤]

الأشخاص الذين يوصى بإجراء عملية التكميم لهم

يوصي الأطباء بإجراء عملية تكميم المعدة لمرضى السكري من النوع الثاني بالاستناد إلى مؤشر كتلة الجسم لديهم، إذ يتم حساب مؤشر كتلة الجسم من خلال قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار،^[٥] وفيما يأتي سنبين الحالات التي يلجأ فيها الأطباء إلى إجراء عملية تكميم المعدة:^[٢]

• الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 كيلوغرامًا لكل متر مربع، وتستجيب مستويات السكر لديهم بشكل جيد للأدوية المستخدمة.
• الأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 35 و39.9 كيلوغرامًا لكل متر مربع، ولا تستجيب مستويات السكر لديهم للأدوية بشكل جيد.
• الأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 30 و35 كيلوغرامًا لكل متر مربع، ولا تستجيب مستويات السكر لديهم للأدوية بشكل جيد، وتتواجد لديهم عوامل خطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية.

المخاطر المحتملة لإجراء عملية تكميم المعدة

من الممكن أن تحدث بعض المضاعفات الخطيرة لإجراء عملية تكميم المعدة في بعض الحالات، ومن هذه المضاعفات:^[٦]

• الإصابة بعدوى.
• النزيف.
• حدوث بعض التسرب من الجهة التي تم تكميم المعدة عندها.
• الغثيان أو القيء أو الإمساك بعد إجراء العملية مباشرةً.
• عدم القدرة على تناول بعض أنواع الأطعمة، مما قد يستدعي استبدالها بمكملات غذائية، وقد تتفاقم ذلك إلى الإصابة بسوء التغذية.^[٦][٧]
• التحسس من مواد التخدير.^[٧]
• تكون جلطات دموية.^[٧]
• مواجهة بعض الصعوبات في التنفس.^[٧]
• انسداد في الجهاز الهضمي.^[٨]
• ارتجاع الطعام من الأمعاء.^[٩]
• فتق أو فتح الجهة التي تم تكميمها في المعدة أو الأمعاء.^[٨]
• انخفاض نسبة السكر في الدم.^[٨]

أثناء إجراء تكميم المعدة

تختلف طبيعة إجراء عملية تكميم المعدة استنادًا إلى حالتك الصحية،^[٣] كما تعتمد أيضًا على إجراءات الكادر الطبي والمستشفى الذي ستجرى العملية فيه،^[٩] وتبدأ العملية عادةً بتخديرك تخديرًا عامًا، ومن ثم فتح شق في بطنك، أو فتح عدة فتحات صغيرة في أعلى البطن لإدخال بعض الأدوات الجراحية الصغيرة في حال إجراء العملية باستخدام التنظير كما هو شائع، ويقوم الطبيب بعد ذلك بتكميم المعدة من خلال إغلاق الجزء المنحني الكبير من المعدة بشكلٍ رأسي بطريقة تشبه الخياطة، وتنتهي العملية عادةً في غضون ساعة إلى ساعتين، تخضع بعدها إلى المراقبة الحثيثة في غرفة العناية المركزة لمراقبة ظهور أي مضاعفات، أو آثار جانبية شديدة متعلقة بالعملية.^[٣]

بعد إجراء تنظير المعدة

يتغير نظامك الغذائي بعد إجراء العملية بالتأكيد، إذ يمكنك شرب السوائل الخالية من السكر فقط خلال الأيام الأولى بعد العملية، ومن ثم يتاح لك تناول الأطعمة المهروسة بعد أسبوع، وتعود لتناول الأطعمة المعتادة بعد شهر من العملية غالبًا، ولتعويض الفيتامينات والمعادن التي ستخسرها بسبب فقدان الوزن سيكون عليك أن تستخدم بعض المكملات الغذائية لمدة طويلة.^[١٠]