قد يرتبط حدوث الاكتئاب ومرض السكري معًا، وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لهذا الارتباط حتى الآن، إلا أنّ ذلك قد يزيد من سوء الحالة، فقد يُصعِّب الاكتئاب من قدرة الشخص على اتباع أساليب الحياة الصحيّة الضرورية للسيطرة على مرض السكري،[١] لكن لحسن الحظ فإنّه يمكن السيطرة على كلا المرضين معًا، كما أنّ السيطرة على أحدهما يحسِّن من الآخر،[٢] فما هي العلاقة بين السكّري والاكتئاب؟ وكيف يؤثّر كل منهما في الآخر؟


الاكتئاب ومرض السكري

يعدّ الاكتئاب والسكّري عوامل خطر لبعضهما البعض، فالسكّري يزيد من فرصة الإصابة بالاكتئاب، وعلى الصّعيد الآخر يزيد الاكتئاب من احتمالية الإصابة بالسكري، كما قد يصعب تحديد وتشخيص المرضين معًا في المريض نظرًا لتشابه العديد من الأعراض بينهما، فمن الممكن أن يعاني المريض من التعب، وكثرة النوم، والصعوبة في التركيز في كلتا الحالتين، وهذا يجعل من الصعب معرفة إذا كانت الأعراض ناجمة عن الاكتئاب، أو السكّري، أو كلاهما معًا.[٣][٤]


مرض السكري كعامل خطر للإصابة بالاكتئاب

قد يتسبّب السكّري بإصابة الفرد بشيء من المشاعر السلبيّة، فهو من الأمراض المستمِّرة، التي تحتاج إلى الالتزام بمنهج حياة صحي طوال الوقت، وتغيير في روتين الحياة المُتبعَة، الأمر الذي قد يكون صعبًا على البعض، فيُسبِّب التعب وبعض المشاعر السلبية أحيانًا، كما تسبُّب التغيرات التي تحدث في نسبة السكّر في الدم تقلب المزاج سريعًا، وتحفِّز ظهور الأعراض الأخرى مثل: التعب، وصعوبة التفكير بوضوح، والقلق، وعليه فقد يسبّب السكّري حالة تسمّى ضائقة السكري (Diabetes distress)، والتي تتشابه مع الاكتئاب، والقلق، والتوتر.[٤][٥]


الاكتئاب كعامل خطر للإصابة بمرض السكري

إنّ الاكتئاب، والإجهاد العاطفي العام، والقلق، ومشاكل النوم، وحتى الغضب والعدائية ترتبط جميعها بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وفقًا لإحدى الدّراسات التي تم نشرها عام 2010 ميلادي في مجلّة Discovery medicine.[٦]


الانتباه إلى أعراض الاكتئاب عند مرضى السكري

يجب الانتباه ومراقبة الأعراض التي قد تشير إلى الاكتئاب المصاحب للسكّري، ومنها:[٢]

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليوميّة.
  • الشّعور المستمر بالحزن أو اليأس.
  • الاستيقاظ ليلًا بكثرة، أو عدم الرغبة بالنهوض من السرير.[٤]
  • التشتُّت بسهولة وعدم القدرة على التركيز.[٤]
  • عدم الرغبة بالكلام، والتحرك ببطء.[٤]
  • المشاكل الجسدية غير المبررة، مثل آلام الظهر والصّداع.[٢]
  • التفكير بالانتحار، أو الاعتقاد بأن الحياة ستكون أفضل للآخرين في حال الاختفاء.[٤]



في حال ظهور أي من الأعراض السابقة لا بد من مراجعة أخصائي نفسي على الفور، للوقاية من تفاقم الحالة.



كيف يؤثر الاكتئاب في مرضى السكري؟

يمكن بيان ذلك وفق التّالي:[٧]

  • الارتفاع المزمن لمستوى هرمون الكورتيزول لدى المرضى المصابين بالاكتئاب: هرمون الكورتيزول، أو ما يُشار له باسم هرمون التوتر، هو هرمون تفرزه الغدّة الكظرية الموجودة فوق الكلى كاستجابة للتوتر، والإجهاد، والخوف، والارتفاع المستمر للكورتيزول الناتج عن التوتر لفترات طويلة قد يُسبِّب الإصابة بالسكّري وأمراض القلب، من خلال تسبُّبه بالآتي:[٧]
  • ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • إضعاف المناعة.
  • زيادة تخزين الدّهون.
  • زيادة صعوبة السيطرة على مستويات السكر في الدم وخطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالسكري لدى المرضى المصابين بالاكتئاب: إذ يتسبّب الاكتئاب باتباع نمط حياة غير صحي، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكري، كما يزيد من صعوبة السيطرة عليه، وهذا بدوره يزيد من احتمالية الإصابة بالمضاعفات المرتبطة به،[٢][١] وتشمل هذه الأنماط غير الصحيّة ما يلي:[٢]
  • تناوُل الأطعمة غير الصحيّة.
  • قلة ممارسة التمارين الرياضيّة.
  • التدخين.
  • زيادة الوزن.
  • الرغبة بتناول المزيد من الطعام، مما يزيد من نسبة السكر في الدّم، أو انعدام الرغبة بتناول الطعام، ممّا يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم.[٤]
  • انعدام الرغبة بالقيام بأيّة أنشطة لدى المرضى المصابين بالاكتئاب، ممّا يقود إلى المضاعفات: وهذا قد ينطوي على الآتي:[٤]
  • عدم تناول الأدوية.
  • عدم فحص مستويات السكر في الدم.
  • تفويت مواعيد الطبيب.
  • تجاهل المشاكل الصحية الأخرى.

هل يمكن علاج الاكتئاب عند الشخص المصاب بمرض السكري؟

نعم بالطّبع، يمكن علاج الاكتئاب بنجاح عند المصابين بالسّكّري، ويجدر الإشارة إلى أنّه بالإضافة إلى دور ذلك في السيطرة على الاكتئاب، فإنه يحسِّن من السيطرة على مستويات السكر في الدم، ويقلِّل من تكاليف العلاج.[٨]


يمكن بيان التدابير المساعدة على السيطرة على كلا المرضين معًا على النحو الآتي:[٢]

  • اتّباع برامج الإدارة الذاتية لمرض السكري: إذ إنّ مثل هذه البرامج تساعد على تعديل السلوكات الموجودة عند مرضى السكري، لتحسين نوعية حياتهم، وتحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، فتهدف إلى زيادة مستويات اللياقة البدنية، وتناول طعام صحي، وتساعد على فقدان الوزن.
  • العلاج النفسي: كالعلاج السلوكي المعرفي (CBT).
  • استخدام الأدوية: حيث يمكن للأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب والسكري أن تساعد على تحسين الحالتين.
  • اتباع نمط حياة صحي: هذا من شأنه تحسين أعراض كل من الاكتئاب والسكري.
  • الحديث مع الأصدقاء والأشخاص الآخرين المُصابين بالحالة ذاتها.[٩]
  • التركيز على تحقيق هدف أو هدفين بسيطين من أهداف علاج السكري في كل مرة: بدلًا من التركيز على كل شيء دفعة واحدة.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب "Diabetes and Depression", ncbi, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح " Diabetes and depression: Coping with the two conditions"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. Edited.
  3. "New Links Seen Between Depression and Diabetes", webmd, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "depression and diabetes", diabetes, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  5. "Diabetes And Mental Health", mhanational, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  6. "Does emotional stress cause type 2 diabetes mellitus? A review from the European Depression in Diabetes (EDID) Research Consortium", pubmed, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "The Role of Cortisol in Depression", verywellmind, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  8. "The Mental Health Comorbidities of Diabetes", ncbi, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  9. "Clinical depression", nhs, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  10. "Diabetes and Mental Health", CDC, 6/8/2018, Retrieved 6/3/2021. Edited.