قد يسبب مرض السُّكري بعض المشاكل على الصعيدين الجسدي والنفسي، إذ إنّه يمكن أن يسبب الشعور بالاكتئاب أو القلق، أو حتى الغضب، فما علاقة الغضب بمرض السكري؟[١]

مرض السكري والغضب

قد تتسبب تذبذات مستويات السكر في الدم، سواء بارتفاعها أو انخفاضها، في تقلبات المزاج، والسلوكات العدوانية، ومشاعر الغضب والاكتئاب، وذلك نظراً لأن الهرمونات المسؤولة عن ضبط مستويات سكر الدم هي نفسها الهرمونات المسؤولة عن التحكُّم بالتوتر والقلق، وهذا ما يسمى أحيانًا بالغضب السكري، الذي يمكن أن يكون خطيرًا في بعض الأحيان، لتسببه في خروج صاحبه عن السيطرة، لذا من المهم لمرضى السكري تتبع مستويات السكر في الدم بانتظام، ومعرفة كيف ومتى يؤثر الغضب في مستويات سكر الدم لديهم.[٢]


لماذا يرتبط الغضب بمرض السكري؟

إضافةً إلى ما سبق، تشيع حالات الغضب لدى مرضى السكري نظراً لأن مرض السكري من الأمراض المزمنة، التي لا يوجد لها علاج شافٍ، ويتطلب تغييرات جذرية في الحياة، والاضطرار إلى التعامل معه يومياً وإلى الأبد، كما أنه يحتاج إلى العمل بجد من أجل السيطرة عليه، والحفاظ على مستويات السكر في الدم، والكوليسترول، وضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية، وكل هذه التحديات تجعل المُصاب يشعر بالغضب والإحباط، كما أن البعض الآخر قد يشعر بالغضب خوفاً من المضاعفات المحتملة لهذا المرض،[٣] ويجدر الإشارة إلى أن الغضب هو أمر طبيعي يحدث لدى جميع الأشخاص، ولكن إذا لم يتم السيطرة عليه، فيمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على العلاقات العائلية والاجتماعية.[٤]


هل الغضب يرفع من مستوى السكر في الدم؟

يتسبب الغضب في زيادة التوتر والإجهاد الواقع على الجسم، الأمر الذي يُؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وليس ذلك فحسب، بل زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم أيضاً،[٤] كما أشارت دراسة نشرت عام 2008 في مجلة International Journal of Behavioral Medicine أن المستويات العالية من الغضب قد تؤثر في نسب السكر التراكمي، مسببةً ارتفاعه.[٥]


متى يُعد الغضب إساءة؟

على الرغم من أن الغضب هو شعور طبيعي وحق لكل شخص، سواء كان هذا الشخص مصابًا بداء السكري أم لا، إلا أنّه يجب أنّ لا يتطور لدرجة إيذاء الأشخاص الآخرين والمحيطين به، وإذا ما تم التعبير عن الغضب بعنف وإساءة، مثل الضرب، أو الصفع، أو الدفع بالأيدي، أو إلحاق الأذى الجسدي، فذلك يستوجب الحصول على المساعدة الفورية في سبيل معالجة الغضب بطرق صحيحة لدى مريض السكري.[٢]


نصائح للتحكُّم بالغضب

من المهم التعامل مع الغضب بطريقة إيجابية لتجنب تأثيره في صحة الجسم والعقل، هذه بعض النصائح التي تساعد على السيطرة على الغضب:

  • فكّر قبل التحدث: فكّر بنوعية الكلام الذي يخرج من فمك قبل التفوه به، إذ إنّه تعد هذه طريقة مفيدة للتراجع عن أي كلام قد تندم عليه لاحقًا.[٦]
  • عبّر عن غضبك بطرق صحيحة: تستطيع التعبير عن إحباطك وغضبك بطريقة صحية وغير مؤذية لغيرك، إذ إنك تستطيع ذكر مخاوفك واحتياجاتك للآخرين بوضوح وبشكل مباشر، دون الإضرار بهم أو محاولة السيطرة عليهم.[٦]
  • مارس التمارين: تُعد ممارسة الأنشطة الرياضية طريقة مفيدة للتقليل من التوتر الذي يُسبب غضبك، لذا يُنصح بممارسة المشي السريع، أو الجري، أو ممارسة أي أنشطة بدنية أخرى عند الشعور بالغضب.[٦]
  • تنفّس بعمق: حاول التنفّس بعمقٍ وتركيزٍ تام، كما يُنصح بأن تحاول قضاء وقت أطول في الزفير أكثر من الشهيق.[٧]
  • مارس تمارين التأمل: يُعد التأمل أحد الأساليب التي تُساعد على إبعاد العقل عن الغضب أثناء حدوثه، خاصةً عند ممارسته بشكل مستمر.[٧]
  • شتت تفكيرك عن الغضب: على سبيل المثال، يمكنك الرقص على الموسيقى، أو الاستحمام بماء ساخن للاسترخاء، أو يمكنك محاولة الكتابة أو الرسم، إذ إنه يمكن أن يُساعد ذلك على الحفاظ على التركيز، وتقليل الشعور بالغضب.[٧]
  • حاول النوم مدة لا تقل عن 7 ساعات يومياً: إذ إنه يُساهم هذا الأمر في تنمية الصحة العقلية والبدنية، ويُقلل من المشاكل النفسية، بما في ذلك الغضب.[٧]
  • تحدّث إلى أحبائك: يمكنك الدردشة وجهًا لوجه مع صديقك المفضّل أو أحد أفراد أسرتك، إذ إنه يمكن أن يساعد الحديث عن مشاعرك وما تعانيه مع من تحب على التنفيس عن غضبك وعلاجه.[٨]
  • جرّب العلاج الجماعي: في حال خروج الغضب عن السيطرة، وعدم الاستفادة من جميع الحلول المذكورة، فيجب عليك اللجوء إلى دروس تساعد على إدارة الغضب، وتكون هذه الدروس عادةً جماعية، تمكّنك من مقابلة الآخرين الذين يواجهون نفس الصعوبات التي تعاني منها، الأمر الذي يساعدك على تعلم النصائح منهم، والتقنيات المفيدة لإدارة الغضب وعلاجه.[٨]

المراجع

  1. "diabetes and your emotions", diabetes, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Debra Manzella (1/10/2020), "Domestic Violence, Anger, and Diabetes", verywellhealth, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  3. "Why Anger and Stewing Can Mess With Diabetes", adwdiabetes, 19/1/2019, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Diabetes and Anger"، diabetes.co، 15/1/2019، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2021. Edited.
  5. Joyce P. Yi, Jean C. Yi, Peter P. Vitaliano, and Katie Weinger, "How Does Anger Coping Style Affect Glycemic Control in Diabetes Patients?", ncbi.nlm.nih, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Anger management: 10 tips to tame your temper", mayoclinic, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Adam Felman (19/12/2018), "How can I control my anger?", medicalnewstoday, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Anger Management", helpguide, Retrieved 19/2/2021. Edited.