هل يشفى مريض السكر النوع الثاني؟

داء السكري من النوع 2 هو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري، ويحدث عندما ترتفع مستويات السكر في الدم نتيجة اضطراب إنتاج الإنسولين في الجسم، ويشيع حدوثه بعد سن 45 عاماً، كما وتشمل علاجاته؛ اتِّباع استراتيجيَّات معيَّنة لتغيير نمط الحياة، إلى جانب الأدوية، لكن هل يمكن أن يُشفى مريض السُّكَّري من النوع الثاني؟^[١]

هل يُشفى مريض السُّكري النوع الثاني؟

من الممكن السّيطرة على مرض السُّكري النوع الثّاني والتّقليل من المخاوف الصّحيّة المرتبطة به، ولكن لا يمكن الشّفاء منه كُليًّا، حيث تُظهر الدراسات أنَّه من الممكن الوصول إلى مستويات السُّكَّر الطبيعيَّة للجسم والحفاظ عليها دون الحاجة إلى الدواء، وهو ما يعرف بفترة التعافي، ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال تغيير النِّظام الغذائي، وفقدان الوزن الزائد، ومن الجدير ذكره أن المريض قد يمرُّ بحالات انتكاس وعودة الأعراض.^[٢]

تعريف جمعيَّة السُّكَّري الأمريكيَّة لمصطلح التعافي من السكري

عرّفت جمعية السكري الأمريكية التعافي من مرض السكري، وفقا لمراقبة مستويات السكر التراكمي للشخص، واستخدامه لأدوية السكري، وفيما يلي توضيحا لها:

التعافي الكامل

ويعني الحصول على نتيجة ضمن المستوى الطبيعي لفحص السكر التراكمي، وتحليل السكر الصائم، لمدة عامٍ واحدٍ على الأقل، وبدون تناول أدوية السكري، بحيث يستمر المريض بالخضوع للفحوصات الدورية لقياس سُكر الدم، وضغط الدم، والكوليسترول، ومشاكل العين والكلى، وفحوصات منتظمة للقدم.^[٣]

التعافي طويل الأمد

وهو عبارةٌ عن الحصول على مستويات طبيعية لفحص السكر التراكمي، وتحليل السكر الصائم، لمدة ٥ سنوات متواصلة أو أكثر، وبدون استعمال أدوية السكري، مع المحافظة على إجراء فحوصات دوريَّة للقلب، والعينين، والقدم، وغيرها من المشاكل الَّتي كان يُعاني منها مرضى السُّكري في الفترات السابقة.^[٣]

ما أهميّة فقدان الوزن لمريض السُّكري في الحد من تطور المرض؟

يساعد فقدان الوزن مريض السكري من خلال تأثيره في عدة جوانب، وهي:^[٤]

• انخفاض عدد الأدوية التي يتناولها وانخفاض الجرعات اللازمة.
• انخفاض مستويات السُّكر في الدم.
• انخفاض خطر حدوث المضاعفات.

كيف يُمكن لمريض السكري خسارة الوزن الزائد؟

توجد العديد من النّصائح والأمور المهمّة الّتي تساعد على فقدان الوزن، فيما يلي نذكر أهمّها:

تغيير النِّظام الغذائي

يُمكن لاتّباع نمط غذاءٍ صحّيٍ متكامل أن يساعد على فقدان الوزن، والسّيطرة على مرض السُّكري وأعراضه، فبحسب إحدى الدراسات التي أجريت لفحص فعالية اتباع نظام غذائي صحي ومنخفض السعرات الحرارية والكربوهيدرات لمدة 5 أشهر، فإن 46% من المشتركين استطاعوا خفض السكر التراكمي إلى أقل من 6.5، كما تمكنوا من المحافظة على هذه النسبة لمدة عام واحد كذلك، لذلك ينصح بتخفيف مقدار الكربوهيدرات وزيادة مقدار البروتينات والألياف التي تتناولها.^[٥][٣]

ممارسة التمارين الرياضية

إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الخطوات الأساسيَّة في تدبير حالات السكري، حيث تساعد زيادة النشاط البدني على فقدان الوزن في التخفيف من أعراض السكري والسيطرة على المرض، وذلك من خلال ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة لخمسة أيام في الأسبوع على الأقل، بحيث يتضمن ذلك الرياضات الهوائية، مثل السباحة، والمشي السريع، وركوب الدَّرَّاجات.^[٦]

جراحة علاج السمنة

يُمكن اللّجوء إلى جراحة علاج السُّمنة، أو كما تدعى بجراحة تخفيف الوزن، عند ملاحظة عدم فعاليّة النّظام الغذائي والتّمارين الرّياضيّة في تخفيف الوزن، في سبيل السّيطرة على المرض، حيث تساعد هذه الجراحة على إنقاص الوزن عن طريق تغيير حجم المعدة والتقليل من كميَّة الطعام التي يمكن للشخص تناولها، كما أنها تساعد على التحكُّم في نسبة الجلوكوز في الدم.^[٧][٨]

ما مقدار الوزن الَّذي تحتاج إلى إنقاصه للتعافي من مرض السُّكَّري النوع الثاني؟

كما ذكرنا سابقًا، فإنّه لا يُمكن التّعافي كليًّا من مرض السُّكري النوع الثّاني، ويختلف مقدار الوزن الواجب خسارته من شخصٍ لآخر، إلا أنه تبين أن خسارة 5% من وزن الجسم يعود عليه بفوائد كبيرة، لذا يجب مراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد مقدار الوزن اللازم خسارته، تبعًا لعدّة عوامل منها الوراثيَّة، والبيئيَّة، ونمط الحياة المتّبع.^[٩][١٠]

هل يمكن شفاء النوع الثاني بواسطة العلاجات الطبيعيَّة؟

لا يمكن للأعشاب والمكمِّلات الغذائية أن تعالج السُّكَّري، ولا يمكن لنا الاعتماد عليها كعلاج لوحدها، لكنها تعتبر طرق مساعدة للعلاج الطبِّي الدوائي، فقد يخففان من أعراض السكري، ويقللان من خطر حدوث المضاعفات.^[١١][١٢]