يُمثل السكري اضطرابًا مُرتبطًا بهرمون الأنسولين؛ وفيهِ تتأثر قدرة البنكرياس على إفراز هذا الهرمون، بحيث يُفرزه بكمياتٍ قليلة أو لا يكون قادرًا على إفرازه، أو قد يكون الجسم غير قادر على الاستجابة للإنسولين المفرز، وكغيره من الأمراض يجب علاجه لما له من مضاعفات وآثار على أعضاء الجسم المختلفة، وكما هو معروف فإنّ الطرق العلاجية تسعى للسيطرة على مرض السكري، ولكن هل هناك طرق تُمكن من القضاء على السكري نهائيًا؟[١]

هل يُمكن القضاء على مرض السكر نهائيًا؟

لغاية الآن لا يوجد علاج تام مؤكد لمرض السكري، ولكن هُناك العديد من التجارب والدراسات التي أُجريت بغرض الوصول إلى طُرق تُمكن من تغيير حياة المصابين بالسكري، وهو إمكانية القضاء على مرض السكري بشكلٍ تامّ فهي تختلف تبعًا لنوع السكري الذي أُصيب به الشخص، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]

  • مرض السكري من النوع الأول: إن المسبب الرئيسي للنوع الأول من السكري هو تعرض خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز الإنسولين للتدمير بفعل رد فعل من الجهاز المناعي، وهذا يعني أن البنكرياس غير قادر على إنتاج الإنسولين الضروري للسيطرة على مستويات سكر الدم، وللتخلص من هذا النوع من السكري بشكلٍ تامّ يجب تثبيط الهجوم المناعي على خلايا بيتا، ولذلك يسعى العلماء لتطوير علاج يدعى العلاج المناعي بهدف إيقاف تدمير الجهاز المناعي لخلايا بيتا البنكرياسية.
  • مرض السكري من النوع الثاني: لغاية الآن لا يوجد علاج تامّ له، إذ يتمثل الهدف الرئيسي من العلاج في السيطرة على مستويات الجلوكوز ضمن المستوى الطبيعي لها، ومحاولة إبقاء مستوياته ضمن الطبيعي لأطول فترة ممكنة، ولكن العلماء والباحثين يقومون بدراسات من أجل مساعدة الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري على التعافي التام من المرض.


طرق القضاء على مرض السكر نهائيًا؟

هُناك مجموعة من الطرق التي تخضع للدراسات والتجربة بهدف استخدامها كطريقة علاجية تُمكن من القضاء على مرض السكري بصورةٍ نهائية، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٢]


زراعة الخلايا الجزيرية

تُمثل زراعة الخلايا الجزيرية (بالإنجليزية: Islet Cell Transplantation) تقنية حديثة ما تزال قيد البحث والدراسة، إذ تبحث هذه التقنية في إمكانية زراعة هذه الخلايا بهدف تحسين نوعية حياة الشخص المصاب بالسكري، وتقوم هذه التقنية في مبدأها على أخذ خلايا الجزر البنكرياسية من المتبرع وزراعتها في المُصاب بعد تحقق الشروط اللازمة لذلك، وبمجرد نجاح العملية تقوم هذه الخلايا بوظيفتها المتمثلة بالكشف عن مستوى السكر في الدم، إضافةً إلى تصنيع الإنسولين.[٣]


من الممكن أن يوفر هذا الإجراء مزيدًا من المرونة بشأن وجبات الطعام والنظام الغذائي، كما يساعد على الوقاية من مضاعفات مرض السكري؛ مثل: أمراض القلب، وأمراض الكلى، والسكتة الدماغية، وتلف الأعصاب والعيون، كما يجب على الشخص الذي خضع للزراعة الالتزام بأخذ الأدوية التي يُوصي بها الطبيب بهدف منع الجسم من رفض خلايا المتبرع، وقد يتطلب الأمر أخذ بعض هذه الأدوية مدى الحياة.[٣]


الخلايا الجذعية

تُمثل الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem cells) هي خلايا لم تتمايز أو تتطور لنوعٍ معين من الخلايا، وبالتالي لديها المقدرة على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وحول مصدرها فيُمكن الحصول عليها من الأنسجة الجنينية؛ كخلايا الدم، أو نخاع العظم، أو الحبل السري، أو الأجنة، أو المشيمة، أو الأسنان، وقد تم إجراء العديد من الدراسات المخبرية على الخلايا الجذعية بهدف دراسة مدى إمكانية استخدامها كتقنية لعلاج مرض السكري.[٤]


ساهمت أبحاث الخلايا الجذعية في السنوات الأخيرة في فهم النوع الأول من مرض السكري، إذ تمكن العلماء من زراعة الخلايا الجذعية في المختبر؛ ففي عام 2004م قامت جامعة بيتسبرغ بتنمية خلايا بيتا المنتجة للإنسولين عن طريق إدخال جينات محددة باستخدام فيروسات مُعينة، كما استطاع العلماء تثبيط الفيروس وإيقاف نمو خلايا بيتا، وهذا ما يُعطي مؤشرًا على إمكانية إجراء أبحاث مستقبلية تدعم نمو أفضل لخلايا بيتا.[٤]


زراعة البنكرياس

تُمثل زراعة البنكرياس عملية جراحية تتمثل بزراعة بنكرياس سليم من متبرع لشخص مُصاب بالسكري، وهذا بحد ذاته قد يُمكن الشخص المصاب بالسكري من الاستغناء عن أخذ حقن الإنسولين بعد الخضوع لهذه الجراحة،[٥] ومن الجدير ذكره أنّ هذه الجراحة قد تكون فعّالة في علاج بعض حالات الإصابة بالنوع الأول من السكري، ولكنه ليس علاج روتيني نظرًا لكونه قد يُعرض الشخص لمخاطر، وغالبًا ما يكون العلاج باستخدام حقن الأنسولين فعالًا في السيطرة على هذا النوع من السكري دون الحاجة للجراحة، ويُلجأ للجراحة في حالاتٍ عدّة، نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • إذا كان الشخص يعاني من مرض كلوي شديد، وفي الغالب تتم زراعة الكلى والبنكرياس معًا في نفس الوقت.
  • إذا كان الشخص يعاني من نوبات انخفاض مستويات سكر الدم الشديد، والتي قد تحدث فجأة ولا يُمكن السيطرة عليها باستخدام حقن الإنسولين.
  • إذا كانت نتائج تقييم حالة الشخص التي توصل إليها الطبيب تُفيد باحتمالية تحقق استفادة كبيرة من الزراعة، ويتم ذلك بعد تقييم حالته الصحية بدقة ومعرفة مدى تقبل جسده لهذه الجراحة.


لقاح السكري من النوع الأول

يقوم الباحثون بإجراء العديد من الأبحاث للحصول على لقاح لمرض السكري، وقد قامت شركة (Selecta Bioscience) وهي شركة متخصصة في العلوم البيولوجية السريرية بتطوير جزئيات لقاح اصطناعية كعلاج مناعي لمرض السكري من النوع الأول، ومن المتوقع أن يقوم هذا اللقاح بمنع جهاز المناعة من مهاجمة خلايا البيتا المُفرزة للإنسولين، إلا أنّ هذا اللقاح ما زال في المراحل الأولى من الدراسات.[٧]


كذلك يقوم مختبر (Faustman) التابع لمستشفى (Massachusetts) بتجارب سريرية على الإنسان لاختبار كفاءة لقاح السلّ (بالإنجليزية: Bacillus Calmette-Guerin Vaccine) المعروف اختصاراً ب (BCG Vaccine)، وقد أظهر بعض النتائج الإيجابية في المراحل الأولى من الدراسة.[٧]


هل يمكن منع أو تأخير تطور مرض السكري؟

يُمكن بيان إمكانية منع أو تأخير تطور مرض السكري تبعًا لنوعه على النحو التالي:[٨]

  • مرض السكري من النوع الأول: في الحقيقة، لا يستطيع الأطباء التنبؤ بإصابة الشخص بمرض السكري من النوع الأول بصورةٍ مؤكدة، وبالتالي لا يمكن تجنبه أو منعه، إذ يعتقد العلماء بأنّ الأمر مرتبط بجينات الإنسان، ولكن هُناك فحوصات مُعينة من الممكن أن تظهر بعض المؤشرات المبكرة التي تدل على الإصابة بهذا المرض، ولكنها لا تُجرى بشكلٍ روتيني، وحتى إن أظهرت الفحوصات نتائجًا إيجابية فلا توجد طريقة مؤكدة يُمكن للأطباء اتباعها لمنع تطور هذا النوع من السكري.
  • مرض السكري من النوع الثاني: من الممكن تجنب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني من خلال السيطرة على عوامل الخطر التي قد ترتبط بالحالة، بما في ذلك: تعديل أنماط الحياة، وتقليل الوزن الزائد.

المراجع

  1. "Diabetes Health Center", webmd, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "is there a cure for diabetes?", diabetes, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Is There a Diabetes Cure?", webmd, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Diabetes and Stem Cell Research", diabetes, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  5. "Pancreas transplant", medlineplus, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  6. "Pancreas transplant", nhs, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Diabetes Cure", diabetes, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  8. "Can Diabetes Be Prevented?", kidshealth, Retrieved 24/2/2021. Edited.