يعدّ الكرز من الأطعمة الحلوة التي يرغب العديد من الأشخاص بتناولها، فهو من الأطعمة التي تمتلك العديد من الفوائد الصحيّة، حتى لأولئك المُصابين بمرض السكري، فكيف يكون ذلك؟ وهل يستطيع مريض السكّري حقًّا الاستفادة من الكرز رغم أنّه من الأطعمة حلوة المذاق؟ هذا ما ستعرفه عند قراءتك للمقال التّالي.


الكرز والسكري

يمكن لمريض السكّري أن يجعل الكرز جزءًا من نظامه الغذائي نظرًا لفوائده المتعدّدة، شريطة أن لا يحتوي على سكّر مضاف، وأن يكون محسوبًا ضمن الكمية المسموح بتناولها من الكربوهيدرات، إذ يعد التحكُّم في كمية الكربوهيدرات المُتناولة يوميًا أحد أهم التدبير المساعدة على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن نطاقها المُستهدَف.[١]

فوائد الكرز للسكري

تحتوي الفواكه الحلوة بما فيها الكرز على مواد كيميائية تعزّز عمل هرمون الإنسولين، المساعد على خفض مستويات السكر المرتفعة في الدم، إذ يحتوي الكرز على الأنثوسيانين (بالإنجليزية: Anthocyanins)، حيث قام باحثون باختبار تأثير هذه المواد في عمل هرمون الأنسولين، فأشارت دراسة نُشرت عام 2005م في مجلّة Journal of Agricultural and Food Chemistry إلى دور هذه المواد في زيادة إنتاج هرمون الإنسولين، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على الحيوانات والبشر قبل أن يُوصى بتناول الكرز كأحد العلاجات المُستخدمَة لمرض السكّري.[٢][٣]


يجب الإشارة إلى أنّ الكرز يعدّ غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية لجميع الأشخاص كالألياف، وفيتامين ج، والبوتاسيوم، والحديد، والنحاس، والمغنيسيوم، كما يحتوي على الميلاتونين المساعد على تنظيم النوم.[٤]


الكمية المسموحة من الكرز لمرضى السكري

إنّ معظم الأنظمة الغذائية الصحيّة توصي بتناول الفرد سواء كان بالغًا أو طفلًا حوالي 5 حصص من الفواكه والخضراوات بشكل يومي، وهذه هي التعليمات ذاتها لمرضى السكري، ويُنصَح بملء نصف طبق الطعام بالخضروات والفواكه في كل وجبة،[٥] والالتزم بأخذ حصة واحدة منها فقط في الوجبة الواحدة، فإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الحصّة الواحدة من الفاكهة تُعادل حوالي 15 غرامًا من الكربوهيدرات،[٦] فإنّه من الممكن بيان الكميّة المسموحة من الكرز وفق التّالي:

  • إذا كانت فاكهة طازجة: فإن الكمية المسموحة 14-17 حبّة كرز صغيرة باليوم.[٦][٧]
  • إذا كانت فاكهة مجفّفة: فالحد المسموح هي ملعقتان صغار لكل حصّة في اليوم، أي حوالي 20 غرامًا من الكرز المجفَّف، إذ تحتوي الملعقة الواحدة على ما يُقارب من 8 غرامات من الكربوهيدرات.[٨]


كم يرفع الكرز السكر في الدم

يعدّ الكرز من الفواكه التي تمتلك قيم منخفضة من المؤشر الجلايسيمي (بالإنجليزية: Glycemic index)، والحِمل الجلايسيمي (بالإنجليزية: Glycemic load) مقارنة بأنواع الفواكه الأخرى، ويمكن تفسير قِيم السكر في الكرز وتأثيرها في مستويات السكر في الدم وفق التالي:[٩]

  • المؤشّر الجلايسيمي: وهو تأثير الطعام المحتوي على كربوهيدرات في سرعة ارتفاع مستويات السكّر في الدّم، فزيادة قيمة المؤشر الجلاسيمي تعني زيادة سرعة ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام،[١٠] وقيمة المؤشر الجلاسيمي للكرز هي 22، أي أنّه منخفض، إذ أنّ قيمة المؤشّر الجلايسيمي من 0-55 تعدّ منخفضة، أمّا في حال الكرز الطازج الحلو فإن المؤشّر الجلايسيمي يكون 62، والذي يعد متوسطًا، أي قد يرفع السكّر في الدّم ولكن بشكل طفيف.[٩][١١]
  • الحِمل الجلايسيمي: هو مقياس يأخذ المؤشر الجلاسيمي أي سرعة ارتفاع السكر بالدم بعد تناول الطعام، وكمية الكربوهيدرات الموجودة في حصة الطعام، لذا يستخدم لقياس سرعة ودرجة ارتفاع السكر في الدم بعد تناول الطعام، وتعد قيمة الحمل الجلاسيمي للكرز منخفضة.[٩][١٠]


كمية السكر في الكرز حسب نوعه

تعتمد كميّة السكّر في الكرز على نوعه ومستوى نُضجه، إذ يتراوح تركيز السكر في الكرز حوالي 8-20%،[١١] ويجدر العلم أنّ الكرز المعلّب لا يعدّ خيارًا موفّقًا لمرضى السكّري نظرًا لارتفاع نسبة السكّر والكربوهيدرات المحتوي عليها، ويعد الكرز الحامض الخيار الأمثل، إذ يحتوي على أقل كمية من الكربوهيدرات، ويمكن تصنيف السكّر في الكرز حسب نوعه بشيء من التفصيل وفق الجدول التّالي:[١]


نوع الكرز
الكميّة
كميّة الكربوهيدرات المحتوي عليها بالغرام
عدد ملاعق السكّر الصغيرة المكافأة لما يحتوي عليه من كربوهيدرات
الكرز الحامض
كوب واحد
19
5
الكرز الحلو
كوب واحد
25
أكثر من 6 بقليل
الكرز المعلّب
كوب واحد من الكرز المُعلب المعبأ في شراب سكري ثقيل
60
15

نصائح عند تناول الكرز لمرضى السكري

تشمل النّصائح التي يُفضّل اتّباعها عند تناول الكرز لمرضى السكّري ما يلي:[١١]

  • الحرص على تناول الكرز الطازج كاملًا، فهو الأفضل غذائيًا، وإذا كان في موسم آخر فلا بأس بتناول الكرز المجمّد ولكن دون وجود سكّريّات إضافيّة.
  • اختيار الكرز الذي يتمتع بكونه لامعاً، وممتلئ، وصلب، وذو أفرع خضراء.[٤]
  • تجنُّب تناول الكرز المحتوي على بقع، أو ضربات، أو شقوق.[٤]
  • تجنُّب طبخ الكرز لمدّة طويلة والاكتفاء ببضع دقائق، وإلّا سيفقد الكرز شيئًا من فوائده.[٤]


لعلك تساءلت: ما هي أفضل وأسوأ الفواكه لمرضى السكري؟

المراجع

  1. ^ أ ب "Can Diabetics Eat Cherries?", healthyeating, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. "Cherries May Help Fight Diabetes", webmd, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. "Insulin secretion by bioactive anthocyanins and anthocyanidins present in fruits", pubmed, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "what's in season: cherries"، diabetes، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. Edited.
  5. Caroline Leopold (2/12/2020), "Fruits for people with diabetes", MedicalNewsToday, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Eating Fruit When You Have Diabetes", verywellhealth, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  7. "fruit and diabetes", Diabetes UK, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  8. "Dried Cherries - 1 tbsp (10g)", YOUR-CALORIES, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "10 Surprising Facts About Cherries", usnews, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "The lowdown on glycemic index and glycemic load", Harvard Health Publishing, 10/4/2020, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Can Diabetics Eat Cherries?", livestrong, Retrieved 3/2/2021. Edited.