يُنصَح جميع الأشخاص بما فيهم مرضى السكري بتناول 5 حصص من الخضروات والفواكه يوميًا، وقد يظنّ البعض أنّه لا يُفضَل تناول الفاكهة من قبل مرضى السكري نظرًا لاحتوائها على نسبة من السكّر، لكن في حقيقية الأمر على الرغم من احتواء الفاكهة على السكر، إلا أنّه ليس السكّر الحر الذي يجب الحد من تناوله بهدف الحفاظ على الصحّة، فهذا يختلف عن السكر المُضاف كسكر المائدة، والموجود في المشروبات، والشوكولاتة، والكعك، والبسكويت، ويختلف عن السكر الحر الموجود في العسل وعصائر الفاكهة.[١]


تشير الجمعيّة الأمريكيّة للسكّري (ADA) بأنّه يمكن تناول أي نوع من أنواع الفواكه من قبل مرضى السكري، ما لم يكن هناك أي حساسية منها، وقد وجدت دراسة تمّ نشرها عام 2014م في مجلة British Medical Journal أنّ تناول الفواكه أو الخضروات الورقية الخضراء بكثرة كان يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بشكل كبير.[٢][٣]


ما الفواكه التي ترفع السكر؟

تنتشر العديد من الاعتقادات الخاطئة حول عدم قدرة الأشخاص المُصابين بالسكري على تناول الفواكه، فعلى الرغم من احتواء بعض أنواع الفواكه على كمية أكبر من السكر مقارنة بغيرها، إلّا أن هذا لا يعني إطلاقا أن يمتنع مريض السكري عن تناولها، فالفواكه غنية بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، والألياف، وجميعها من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تناول كمية أكبر من الفواكه التي لا تحتوي على كميات كبيرة من السكر مقارنة بالفواكه الغنيّة بالسكر، فينبغي أن تحتوي الحصة الواحدة من الفاكهة على ما لا يزيد عن 15 غرامًا من الكربوهيدرات.[٤]


بناءً على ما سبق، فإن بعض أنواع الفاكهة يجب تناولها بكميّات محدودة في حالة الإصابة بالسكّري، لاحتوائها على تراكيز عالية من السكّر، وكميات أقل من الألياف، ومن أمثلتها الفواكه المجفّفة، وعصائر الفاكهة، إذ تساعد الألياف الموجودة في حبات الفاكهة الكاملة على منع ارتفاع مستوى السكر في الدم بسرعة، إذ إنّها تبطئ من عملية الهضم، كما تزيد من الشعور بالشبع، فتقلِّل من كمية الطعام الإجمالية المُتناولة،[٥] ويمكن بيان الفواكه التي ترفع السكّر بشيء من التفصيل وفق التّالي:


الفاكهة المجفّفة

من الممكن للفاكهة المجففة أن ترفع مستوى السكر عند تناولها بكثرة، فمن الممكن للمشمش المجفّف أن يرفع من مستوى السكّر بشكل واضح إذا تمت المبالغة في تناوله، كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفاكهة المجففة يُضاف لها السكر عند تصنيعها، وحتّى عند الحصول على فاكهة مجفّفة لا تحتوي على سكّر مضاف، فإنّها لا تزال تُحدث ارتفاعا كبيرًا في مستوى السكّر في الدّم، فمثلا حبة المشمش الكاملة لديه حوالي 3 غرامات من السكّر، ولكن معلقتين صغيرتين فقط من المشمش المجفّف تحتوي على نفس كميّة السكر.[٤]


الفواكهة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع

كلّما كانت الفاكهة أكثر نضجًا، كانت قيمة المؤشّر الجلايسيمي لها أعلى، وهذا يعني درجة أعلى من ارتفاع السكّر في الدّم، والفاكهة عالية المؤشر الجلاسيمي هي الفاكهة التي تحمل مؤشّر جلايسيمي بقيمة 56 وما فوق، ومن الأمثلة عليها ما يلي:[٥]


الفاكهة
المؤشّر الجلايسيمي
الأناناس
56
الموز
58
البطيخ
72


نذكر من الفاكهة ذات المؤشر الجلاسيمي المنخفض: التفاح، والجريب فروت، والتوت الأسود.[٥]


الفاكهة المصنّعة

تعدّ الفاكهة الطّازجة أو المجمّدة أفضل من الفواكه المعالجة أو المصنّعة في علب، مثل صوص التفاح، أو الفواكه المُعلبة، وحقيقةً يُنصَح مرضى السكري بالحدّ من تناول الفاكهة المصنعة أو تجنبها تمامًا، وذلك لأنّ الجسم يمتص الفواكه المُعالجة بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بدرجة أكبر، كما أن هذا النوع من الفواكه قد يزيل أو يقلّل من مستويات بعض العناصر الغذائية الموجودة في الفواكه الطازجة، بما في ذلك الفيتامينات والألياف.[٢]


عصائر الفاكهة

تعد عصائر الفاكهة من المشروبات المُسبِّبة للارتفاع المفاجئ في مستويات السكر في الدم، حتى تلك التي تكون طبيعية 100% ولا تحتوي على أي سكر مُضاف، إذ إنها تخلو من الألياف المساعدة على إبطاء هضم الكربوهيدرات، كما أنّ تناول عصائر الفاكهة يمد الجسم بالسعرات الحرارية دون الشعور بالشبع، ممّا يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام، لذا يُنصَح دائمًا بتناول الفواكه الطازجة بدلًا من عصائر الفاكهة،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ المعهد الوطني لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) يُوصي بتجنّب تناول عصائر الفاكهة أو الفواكه المعلبة مع السكر المضاف لدى مرضى السكري بشكل كامل.[٢]


نصائح لمرضى السكري عند تناول الفواكه

يمكن للخطوات الصّغيرة أن تحدث فرقًا كبيرًا ومُجديًا لدى مرضى السكّري في السيطرة على مستويات السكّر في الدّم، ونذكر من الإرشادات العامة لتناول مرضى السكري الفواكه الآتي:[٦]

  • متابعة النّظام الغذائي وحصص الطعام: أي ما تحتويه من كربوهيدرات، وخاصّةً الفواكه المجفّفة، وتذكُّر أنّ ملعقتين كبيرتين من الزّبيب تحتوي على نفس كميّة الكربوهيدرات التي توجد في تفاحة صغيرة.
  • الحرص على تناول الفاكهة الطازجة أو المجمدة قدر الإمكان: وعلى الصّعيد الآخر الابتعاد عن الفواكه المُعالجة.
  • التحقّق من الملصق الموجود على الفواكه المجفّفة أو المعلّبة: للاطّلاع على كميّة السكّر المضافة، واختيار المنتجات المحتوية على الكميّة الأقل، أو التي لا تحتوي على أي سكر مُضاف.
  • الابتعاد عن عصائر الفواكه قدر الإمكان.
  • تجنُّب تناول حصص الفاكهة في اليوم دفعة واحدة: فبدلًا من تناول حصّتين على الإفطار، تناول واحدة على الإفطار وأخرى على الغداء مثلًا.


للمزيد: 10 وجبات عشاء لمريض السكري


المراجع

  1. "fruit and diabetes", diabetes, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Fruits for people with diabetes", medicalnewstoday, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  3. "Fruit and vegetable intake and risk of type 2 diabetes mellitus: meta-analysis of prospective cohort studies", pubmed, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "6 Foods That Tend to Spike Blood Sugar", everydayhealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Eating Fruit When You Have Diabetes", verywellhealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  6. "Diabetes and Fruit", webmd, Retrieved 18/2/2021. Edited.