يمكن استخدام القرفة لإضافة نكهة لذيذة إلى الطعام، لكن هل يمكن استخدامها للمساعدة على زيادة السيطرة على مرض السكري؟ ستجد جواب هذا السؤال وغيره من الأسئلة المتعلقة بمرض السكري والقرفة في المقال الآتي.





هل يمكن استخدام القرفة بهدف علاج السكري؟

الإجابة هي لا، إذ إنّه من غير الواضح إلى الآن ما إذا كانت القرفة مفيدة لمرضى السكري، ففي حين أظهرت بعض الدراسات فوائد القرفة في المساعدة على السيطرة على مرض السكري، لم تظهر دراسات أخرى مثل هذه الفوائد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية الأمريكية للسكري (ADA) ترفض استخدام القرفة بهدف السيطرة على مرض السكري، لذلك في حال الرغبة باستخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على القرفة، لا بد من استشارة الطبيب أولًا.[١]


فوائد القرفة لمرضى السكري

على الرغم من أنّ نتائج الدراسات مختلطة، فبعض الدراسات لم تظهر أي فوائد للقرفة في علاج السكري،[١] إلا أنّنا هنا سنبيّن نتائج بعض الدراسات التي بينّت أنّ للقرفة أثراً في المساعدة على السيطرة على مستويات السكر في الدم لمرضى السكري، فأشارت دراسة نشرت عام 2003 في مجلة Diabetes Care Journal إلى أن لحاء القرفة يحسِّن من مستويات السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول أيضًا لدى مرضى السكري من النوع الثاني -النوع الأكثر شيوعًا الذي غالبًا ما يُصيب البالغين-، كما أنّها تقلل من عوامل الخطر المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض،[٢] ويُعتقَد أنّ القرفة تساعد على السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال الطرق الآتية:[٣]

  • وجود تأثير مشابه للقرفة لتأثير هرمون الإنسولين في الجسم: وبالتالي تساعد القرفة كما هرمون الإنسولين على نقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا، ممّا يساعد على خفض مستويات السكر في الدم.
  • تنشيط البروتينات الناقلة: فتساعد هذه أيضًا على نقل سكر الجلوكوز من الدم إلى الخلايا.
  • إبطاء إفراغ محتويات المعدة: إذ نشرت دراسة في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2007 تفيد بأن تناول 6 غرامات من القرفة يبطئ إفراغ المعدة، ممّا يساعد على خفض نسبة السكر في الدم.[٣] 
  • زيادة استجابة خلايا الجسم لتأثير هرمون الإنسولين عليها: وذلك كما أشارت دراسة نشرت في مجلة Agricultural Research Magazine عام 2000 والتي أفادت أن تناول 1 غرام من القرفة يومياً قد يساعد على السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، وذلك لأنه يزيد من حساسية الإنسولين في الجسم، أي استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين.[٣] 




بالرغم من كل هذه الدراسات إلا أنه لم يجزم الأطباء بعد فائدة القرفة في خفض مستويات السكر في الدم، وذلك لأن كل هذه الدراسات أُجريت على أنواع وجرعات مختلفة من القرفة، ممّا يجعل من الصعب المقارنة بينها، كمّا أنّ العديد من الدراسات الأخرى لم تظهر أي فائدة للقرفة في خفض نسبة السكر في الدم، ويجب التذكُّر دائمًا أنّه لا يمكن لطعام واحد السيطرة على مرض السكري، إنمّا يجب اتباع نظام حياتي صحي متكامل من أجل المساعدة على السيطرة عليه، ومن ذلك: ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، ومراقبة نسبة السكر في الدم، والالتزام بالعلاج الدوائي أو الإنسولين في حال وصفه الطبيب.


[٤]


نصائح لاستخدام القرفة لمرضى السكري

نذكر فيما يأتي مجموعة من النصائح لتناول القرفة بأمان وفعالية، ومنها:[٥]

  • راقب طعامك خلال اليوم، وسجل ماذا تأكل.
  • التزم بخطة علاج مرض السكري، كما ذُكر سابقاً.
  • استشر الطبيب قبل البدء بتناول القرفة أو غيرها من المنتجات العشبية، فقد يكون لها بعض التأثيرات الجانبية، كما أنّها قد تتفاعل مع أدوية أخرى.
  • استخدم القرفة كأحد أنواع التوابل، وتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، حتى لو كانت تحتوي على القرفة مثل: السينابون.
  • ملاحظة وتسجيل أي أعراض جديدة وغريبة تظهر عند استخدام القرفة، وإبلاغ الطبيب عنها.


محاذير استخدام القرفة

تعد القرفة من الأطعمة الآمنة نسبياً، إلا أنه يجدر استشارة الطبيب قبل البدء في اعتمادها كمكمل غذائي لخفض نسبة السكر في الدم -كما ذكر سابقاً-، وتحديداً في الحالات الآتية:

  • تناول أدوية علاج مرض السكر: حيث يمكن أن يسبب تناول القرفة مع هذه الأدوية ظهور أعراض انخفاض السكر في الدم. [٦]
  • تناول أدوية يمكن أن تؤثر سلبًا في صحة الكبد أو المُصابين بأمراض الكبد: وذلك لاحتمالية وجود بعض الآثار الجانبية لبعض أنواع القرفة المؤثرة في الكبد.[٥]


وبالإضافة إلى ما سبق يجدر التنبيه إلى أنّ القرفة تتفاعل مع بعض أنواع الأعشاب والمكملات الغذائية التي تخفض نسبة السكر في الدم، لذلك يجب الحذر عند تناول كلا النوعين في آن واحد، ومن هذه الأعشاب والنباتات الطبيعية نذكر ما يأتي:[١]

  • حمض ألفا ليبويك (بالإنجليزيّة: Alpha lipoic acid)
  • القرع المرّ، والذي يُشار له أيضًا باسم المعضوضة، أو الكارلا (بالإنجليزيّة: Bitter melon).
  • الثوم.
  • الحلبة.
  • الكروم (بالإنجليزيّة: Chromium).
  • كستناء الحصان (بالإنجليزيّة: Horse chestnut).
  • جذور مخلب الشيطان (بالإنجليزيّة: Devil's claw).
  • عشبة الجينسنغ أو الجينسنغ السيبيري.
  • بذر القطونة (الاسم العلمي: Psyllium).


ما هو نوع القرفة الأفضل لمرضى السكري؟

قد ينصح الطبيب باستخدام القرفة السيلانية (بالإنجليزية: Ceylon Cinnamon) بدلًا من القرفة الصينية (بالإنجليزية: Cassia Cinnamon)، فالقرفة الصينية تحتوي على كمية صغيرة من مادة الكومارين (بالإنجليزية: Coumarin)‏ التي قد تؤثر في صحة الكبد، خصوصًا عند المرضى الذين يعانون من أمراض فيه، على الرغم من ذلك يجب الإشارة إلى أنّ الدراسات التي أشارت إلى الآثار الجانبية لمادة الكومارين في الكبد، كانت تستخدم كميات كبيرة منه تتجاوز تلك الموجودة في القرفة الصينية.[٥]


لعلك تساءلت: هل يمكن الشفاء من السكري؟


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Does Cinnamon Help Diabetes?", webmd, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  2. "Cinnamon for Lowering Blood Sugar Levels", verywellhealth, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Cinnamon and Diabetes", diabetes, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  4. "Diabetes treatment: Can cinnamon lower blood sugar?", mayoclinic, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Cinnamon, blood sugar, and diabetes", medicalnewstoday, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  6. "CASSIA CINNAMON", rxlist, Retrieved 23/12/2020. Edited.