يتطلب العودة إلى روتين المدرسة مزيدًا من الاستعداد للأطفال المصابين بداء السكري، وبما أن الأطفال يقضون ما يقرب من نصف ساعات يومهم في المدرسة، فإن الرعاية الصحية لمرض السكري خلال اليوم الدراسي مهمة حقاً.[١]

الحياة المدرسية للطفل المصاب بداء السكري

قد تكون الحياة المدرسية صعبة لدى الأطفال المصابين بداء السكري، إذ إن التعايش مع هذا المرض يضيف تحديات قد لا يدركها كثير من الآباء، فمن الممكن أن تصبح الأنشطة المدرسية اليومية مهام معقدة، وذلك لأن مستويات السكر في الدم قد ترتفع أو تنخفض في أي مكان وفي أي وقت، مما يؤثر في الطفل وإدراكه وسلوكه، وإذا ما أضيفت مسؤولية مراعاة الحالة النفسية للطالب، والحاجة لدمجه في النشاطات المدرسية المختلفة، يجعل هذا المزيج من المسؤوليات إدارة مرض السكري أكثر صعوبة، لذلك يعد فهم هذه التحديات وكيفية التعامل معها أمرًا بالغاً في الأهمية ليس فقط للطفل والأسرة، ولكن أيضًا لزملائه في الفصل وموظفي المدرسة.[٢]


كيف يمكن أن يؤثر مرض السكري في تعلُّم الطفل؟

يمكن أن يسبب مرض السكري للطفل بعض الصعوبات في الانتباه، وضعف في الذاكرة، وسرعة معالجة المعلومات، كما قد تؤثر حالته في المهارات الإدراكية لديه، ولكن هذا يحدث فقط إذا لم يتم التعامل مع المرض بشكل مناسب، كما قد يتغيب بعض الأطفال المصابين بالسكري أكثر من الطلاب الآخرين، نظراً لضرورة الذهاب إلى مواعيد مراجعة الطبيب، أو عند الشعور بالتوعك بسبب مرض السكري، ولكن لن يكون هذا هو الحال بالنسبة لكل طفل مصاب بداء السكري، لذلك من المهم حقًا أن يتم دعم الطفل المصاب بالسكري في المدرسة، حتى يتمكن من التغلب على مرضه، وحتى يستطيع تحقيق أقصى استفادة من وجوده في المدرسة، وتقع مسؤولية شرح حالة الطفل المريض بالسكري لإدارة المدرسة على عاتق الوالدين، ومن المهم أن تتفهم المدرسة ذلك، وأن تتبع سياسةً أكثر مرونة مع الطفل.[٣]


تثقيف الأطفال حول مرض السكري

غالباً ما يشعر الآباء بالقلق بشأن إرسال طفلهم المصاب بالسكري إلى المدرسة، لذلك من المهم تثقيف الأطفال حول مرض السكري دون نقل مشاعر الخوف أو القلق إليهم، إذ إنه يجب أن يفهم الأطفال كيفية مراقبة السكر لديهم، وطريقة علاجه بناءً على أعمارهم ونضجهم، وفي أثناء تواجدهم في المدرسة؛ يجب على الأطفال المصابين بداء السكري الانتباه إلى الأمور التالية:[٤]

  • التعرُّف على الأشخاص الذين يمكنهم طلب المساعدة منهم في حال واجهتهم أي مشكلة، مثل المعلم أو الممرضة.
  • كيفية التعامل مع وقت الغداء ومناسبات الطعام الأخرى في المدرسة، مثل النشاطات أو الرحلات.
  • احتفاظهم بجميع المستلزمات والوجبات الخفيفة اللازمة لضبط السكر لديهم بسهولة.
  • إعلام الوالدين بأي مسائل تتعلق بحالتهم الصحية أثناء تواجدهم في المدرسة.



مسؤوليّة الآباء تجاه الأطفال المُصابين بالسُّكري

على الرغم من أن مسؤولية التنظيم اليومي لحالة الطفل المريض بالسكري تقع على عاتق الوالدين، على سبيل المثال؛ توفير الأدوية، ومراقبة نسبة السكر في الدم، وتحديد جرعات الإنسولين، ولكن يجب أن يكون طاقم المدرسة مجهزين ومدربين حسب الحاجة على تزويد الطالب بالدعم الذي يحتاجه، لذلك يجب على الآباء وضع خطة رعاية فردية مفصلة لطفلهم في كل عام دراسي جديد، ويجب أن تتضمن هذه الخطة نظاماً يومياً لضبط حالة الطفل الصحية، وخطة أخرى يمكن لموظفي المدرسة استخدامها عند الطوارئ، وهذا بالاتفاق بين الآباء وإدارة المدرسة والطبيب المسؤول عن الطفل، كما يجب مشاركة هذه الخطة مع جميع موظفي المدرسة الذين يتصلون مع الطفل بشكل مباشر.[٥]


مسؤوليّة المعلّمين تجاه الأطفال المُصابين بالسُّكري

في حالة الإصابة بمرض السكري، يجب أن يكون المعلمين قادرين على القيام بما يلي:[٦]

  • إعطاء الطفل الخصوصية عند فحص مستويات السكر في الدم، وأخذ جرعات الإنسولين أو أدوية السكري الأخرى بشكل منتظم.
  • التعرف على أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم لدى الطفل، ومعرفة كيفية منع تفاقم الحالة إلى مرحلة أكثر خطورة.
  • تفهُّم سلوك الطفل المريض بالسكري غير العادي، مثل الحاجة للتبول أو الشرب بشكل متكرر أكثر من المعتاد.
  • يحتاج الأطفال المصابون بداء السكري إلى وجبات خفيفة بين الوجبات في أوقات منتظمة، لذا يجب السماح لهم بحمل الوجبات الخفيفة وتناول الطعام وفقًا لروتينهم.
  • قد يواجه الأطفال المصابون بداء السكري والذين يتناولون الأنسولين صعوبة في المشاركة في حفلات الطعام المفاجئة أو الوجبات الخفيفة، لذلك يجب على المعلمين إبلاغ الوالدين بأي أحداث من هذا القبيل حتى يتمكنوا من تعديل خطة وجبات الطفل وجرعة الأنسولين وفقاً لذلك.
  • فهم أن التمارين الرياضية تؤدي إلى حدوث خلل في نسب الإنسولين لدى الأطفال المصابين بداء السكري؛ لذلك خلال فترات الحصص الرياضية، قد يحتاج الطفل المصاب بالسكري إلى تذكيره بتناول وجبة خفيفة.
  • معرفة معلومات الاتصال الخاصة بالأهل، ومقدمي الرعاية الصحية، أو طبيب المختص المسؤول عن الطفل للجوء إليها عند الحاجة.[٤]


أشياء ضرورية في حقيبة المدرسة

قد يحتاج الطفل المُصاب بالسكري إلى بعض المستلزمات الضرورية في حقيبة المدرسة؛ مثل:[١]

  • جهاز قياس السكر بالدم، وبطاريات إضافية، وشرائط اختبار، والإبرة.
  • الإنسولين والإبر، أو أقلام الإنسولين.
  • مناديل مطهرة.
  • ماء.
  • عصير الفاكهة أو الحلوى الصلبة التي سترفع مستويات السكر في الدم بسرعة إذا حدث لديه هبوط مفاجئ.
  • تأكد أيضًا من أن طفلك يرتدي قلادة أو سوار كمعرّف طبي لحالته كل يوم.
  • يمكن إضافة بعض المعلومات المهمة على ورقة، مثل: موعد فحص سكر الدم حسب الجدول الزمني الخاص به، وأين ومتى يذهب لفحص سكر الدم إذا كان يحتاج المساعد لفعل ذلك، وأيضاً ممن يطلب المساعدة إذا لاحظ انخفاضاً في نسبة السكر لديه.


ماذا لو كان طفلك لا يريد إخبار أي شخص عن مرض السكري؟

إن إخفاء مرض السكري أمر غير آمن، وقد يكون غير صحي من الناحية النفسية أيضاً، لذا يمكن تقديم نصائح له حول كيفية التحدث إلى الأصدقاء عن المرض، والتعامل مع ردود أفعالهم المختلفة، وأيضاً يمكن للمدرسة أن تشرح للزملاء في الفصل أن مرض السكري ليس معديًا، وأن الطفل المصاب بالسكري لا يختلف عن الأطفال الآخرين، ويمكنهم الاستمرار في الاستمتاع بنفس الألعاب والأنشطة معاً مثل الجميع، ولكن إذا أراد الآباء احترام رغبة أطفالهم في الخصوصية، فيجب تشجيعهم على إخبار معلميهم وأصدقائهم المقربين.[٦][٧]



تغذية الطّفل المُصاب بالسُّكري في المدرسة

تعتبر الوجبات الخفيفة، ووجبات الغداء المدرسية، وأطعمة الحفلات من المشكلات التي يجب معالجتها قبل أن يبدأ الطفل المريض بالسكري بالذهاب إلى المدرسة، ويمكن لطفلك تناول وجبات غداء مدرسية منتظمة مثل الأطفال الآخرين، إلا أنه عليك أن تطلب من المدرسة أن تعلمك مسبقًا إذا كانت الوجبات ستتأخر بسبب الأنشطة المدرسية الخاصة، مثل الحفلات أو الرحلات، بحيث يمكنّك ذلك من تعديل جدول الإنسولين للطفل أو عدد الوجبات الخفيفة ووقتها وفقًا لذلك، وهذا لمنع حدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم لديه،[٨] ويمكنك عمل وجبات غداء لطفلك المُصاب للتأكد من حصوله على أنواع الأطعمة المفيدة له ولصحته، مثلاً يمكنك الاستعانة بالأفكار التالية لوجبات غداء مدرسية مع الانتباه إلى حصص الطعام حسب حالته:[٩]

  • الوجبة الأولى:
  • ساندويتش خبز القمح الكامل مع الجبن أو البيض.
  • الفشار.
  • تفاحة.
  • عصير فواكه حجم صغير (50 مل) بدون سكر مضاف.
  • الوجبة الثانية:
  • سلطة معكرونة مع الطماطم.
  • أصابع الجزر والخيار مع الحمص.
  • زبادي قليل الدسم والسكر بالفواكه.
  • ماء.
  • الوجبة الثالثة:
  • سلطة مع شرائح ديك رومي.
  • أصابع الخبز المحمصة مع صلصة الجبن قليل الدسم.
  • موز.
  • ماء.

المراجع

  1. ^ أ ب "Managing Diabetes at School", cdc, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  2. " 3 Challenges Children With Diabetes Face at School ", diabeteseducator, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  3. " Looking after a child with diabetes in school", diabetes, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب " School and Diabetes", kidshealth, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  5. "Type 1 diabetes in school", caringforkids, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Diabetes in the classroom", aboutkidshealth, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  7. "Diabetes - issues for children and teenagers", betterhealth, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  8. "Diabetes in Children: Food Issues at School", kaiserpermanente, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  9. "packed lunches", diabetes, Retrieved 10/3/2021. Edited.