إنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّيٍّ وسليمٍ يُعدّ الطّريقة الأفضل للسّيطرة على مستويات السّكّر في الدّم، وخاصّة الأطعمة الّتي تُمتَصّ ببطءٍ؛ لأنّها لا تتسبّب بارتفاعٍ أو انخفاضٍ حادٍّ في مستويات السّكّر،[١] هذا بالإضافة إلى العديد من الأعشاب واالمواد الطبيعية التي قد تؤدي إلى خفض مستوى السكّر في الدّم، وقد أشارت مجموعة من الدّراسات السّريريّة إلى وجود أدلة على فعاليّة هذه الأعشاب في السّيطرة على مستويات السّكّر في الدّم، الأمر الّذي دفع العديد من المرضى لاستخدامها.[٢]


وصفات طبيعيّة لخفض السّكّر

يتحتّم التذكير هنا بأهميّة مراجعة الطبيب وإخباره بأنواع الوصفات أو البدائل الغذائيّة الّتي ستتناولها؛ لأنّ بعضها قد يتداخل مع أدويةٍ علاجيّةٍ أخرى، وقد يتطلّب تناولك لإحدى هذه الوصفات إجراء بعض التّعديلات على جرعات الأدوية، كما قد يعرّضك أخذ أي وصفات طبيعية للسّكّري دون إخبار الطّبيب أو تأجيل أخذ الأدوية الموصوفة إلى حدوث المضاعفات والضّرر الصّحيّ؛ مثل حدوث مشاكل في العين والكلى والكبد، أو مشاكل في الأعصاب، أو غيبوبة السّكري، أو السّكتة الدماغيّة أو غير ذلك،[٣] ولكنّ هذا بالطّبع لا ينفي فائدة الوصفات الطّبيعيّة والأعشاب لخفض السّكّر، ومن هذه الوصفات:



لا تعدّ هذه الوصفات دواءً لمرضى السّكّري، ويمكن أن تسبب انخفاض في مستوى سكّر الدّم؛ لذا يجب مراقبة مستويات السّكّر في الدّم.




القرفة

وهي إحدى التّوابل الحلوة اللّاذعة المستخدمة في الطّبخ، تُستخرج من اللّحاء الداخلي لشجرة القرفة البرّيّة، وتشير الدّراسات إلى أهميّة القرفة ودورها في تحسين مستويات السكّر وزيادة استجابة الجسم للإنسولين؛ فقد أشارت إحدى الدّراسات التي نُشرت عام 2003 في مجلة رعاية مرضى السّكّري (Diabetes Care journal)، إلى أنّ لحاء القرفة يقلّل من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السّكّري وأمراض القلب والأوعية الدّمويّة،[٤][٥] بالإضافة إلى تحسين مستويات السّكّر والكوليسترول في الدّم عند المرضى المصابين بالسّكّري من النّوع الثّاني، وقد أشارت دراسة إلى أنّ تناول كميّةٍ يوميّةٍ من 1 أو 3 أو 6 غرامات من القرفة من شأنه أن يؤدّي إلى انخفاض مستويات السكر والدهنيات بعد 40 يومًا.[٥]


التّوت

وتحديداً التوت الأزرق اللون المعروف بـاسم العنبيّة الآسية أو عنب الأحراج (Vaccinium myrtillus)، وتعود فائدة التّوت لدى مرضى السّكّري لوجود مادّة فيه تُسمّى أنثوسيانسايد (Anthocyanosides)، إذ تعمل هذه المادّة على تعزيز قوّة الأوعية الدّمويّة، ممّا يجعل لها خصائص وقائيّة ضد تلف الشّبكيّة.[٦]



تتميّز عنب الأحراج بأنّها تشبه التّوت الأزرق إلا أنّها أصغر حجمًا وأكثر ليونة، فهي فاكهة زرقاء داكنة.




البطاطا الحلوة

إنّ البطاطا الحلوة مفيدة بكامل أجزائها لمرضى السّكّري؛ إذ تشير الدّراسات إلى أنّ البطاطا الحلوة تحتوي في داخلها على ألياف أكثر من قشورها، بالإضافة إلى دورها في تقليل بعض أعراض السّكّري، ومقارنةً مع البطاطا العاديّة، فإنّ البطاطا الحلوة ترفع السكر على نحو أبطأ، ورغم عدم وجود دليلٍ قاطعٍ على دورها في تخفيض مستويات السّكّر في الدّم، إلّا أنّها وبلا شكّ غذاءً صحيًّا ومفيدًا، كما يُمكن تناول البطاطا الحلوة بدلاً من البطاطا العاديّة بعد قليها.[٧][١]


البروكلي

يعتبر البروكلي مصدر مهمّ وغنيّ بالألياف، بالإضافة إلى القرنبيط؛ حيث يُوصى دائما بالحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من الألياف من مصادر غير النشويّة، فالألياف تبطئ عمليّة الهضم وبالتّالي تحافظ على مستوى السّكّر في الدّم.[٨]



تتفاوت الكميّة المطلوبة من الألياف باختلاف الجنس:

  1. الرّجال: 30-38 غراما من الألياف يوميًّا.
  2. النّساء: تكون الكميّة المطلوبة أقلّ، 21-25 غرامًا في اليوم.




المكسّرات

يُفضّل تناول المكسّرات الكاملة وغير المعالجة أو المنكّهة؛ فقد ذكرت إحدى الدّراسات التي أُجريت عام 2014 ونُشرت في المجلّة الأمريكيّة للتّغذيّة السّريريّة (The American journal of clinical nutrition)، أنّ تناول المكسّرات يفيد الأشخاص المصابين بالسّكّري،[٩][١] فهي تحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من البروتينات النّباتيّة والعديد من المواد المغذّية الأخرى، بما في ذلك:[١]

  • الألياف الغذائيّة.
  • فيتامينات مضادّة للأكسدة.
  • المواد الكيميائيّة النّباتيّة، مثل الفلافونويد.
  • المعادن، بما في ذلك المغنيسيوم والبوتاسيوم.
  • الأحماض الدّهنيّة غير المشبعة



إن المكسّرات المنكّهة ترفع السكر على نحو أسرع من المكسرات الكاملة غير المنكهة.




خل التفّاح

تتفاوت فوائد خل التفّاح وتتعدّد، نظرًا لاحتوائه على حمض الخلّيك (Acetic acid)، وهناك عدّة طرقٍ لتناوله، يمكنك اختيار أحدها:[١٠]

  • تناول معلقتين كبيرتين منه قبل النّوم، فهو يخفّف مستويات السّكّر في الصّباح. ((لعلك تساءلت: لماذا يرتفع السكر في الصباح؟))
  • أخذ 1-2 ملعقة مع الوجبات لتقليل السّكّر في الوجبات الغنيّة بالكربوهيدرات، وهذه الطّريقة أفضل ممّا سبق ذكره.
  • تناول خل التّفاح إذ يمكن خلطه مع السّلطة أو الشّاي.


الصّبار

يحتوي الصبّار على مادّةٍ نشطةٍ تُدعى فيتوستيرول (Phytosterol)، وقد وُجد أنّها تقلّل من مستويات الغلوكوز في الدّم والسكّر التّراكميّ؛ عن طريق تعزيز تخزين الغلوكوز واستخدامه، هذا بالإضافة إلى فوائد الصّبار المعروفة، إذ أنّه يعالج الحروق البسيطة وغيرها من الأمراض الجلديّة.[٣]


الجيمنيما

لعشبة الجيمنيما (Gymnema) فوائد عديدة؛ إذ تشير الدّراسات إلى قدرة عشبة الجيمنيما على تخفيض السّكّري من النّوع الثّاني، بالإضافة إلى العديد من المميّزات الأخرى ومنها:[٣]

  • المساعدة على فقدان الوزن والحدّ من تراكم الدّهون: وهذا ناجم عن خاصيّةٍ مدهشةٍ بنبات الجيمنيما بسبب قدرتها على تثبيط الإنزيمات، إذ أنّها تحوّل الأطعمة الحلوة إلى طعمٍ أقل حلاوة ممّا يجعل المريض يأكل كميّات أقل.
  • منع تلف الأعضاء: أحد مضاعفات مرض السّكّري والنّاجم عن زيادة إنتاج مركبات الأكسجين التفاعليّة، وذلك لامتلاكها خاصيّة مضادّة للأكسدة.
  • خفض سكّر الدّم بشكلٍ كبيرٍ: ولذلك لا ينبغي أن يُؤخذ مع الإنسولين لأنّه قد يؤدّي حينها لانخفاضٍ حادٍّ في مستويات السّكّر، لذا يجب استشارة الطّبيب هنا.


دقيق ونخالة الشّوفان

يوصي الأطباء مرضى السكّري بالحدّ من استخدام دقيق الشّوفان؛ لأنّ كوبًا واحدًا منه يحتوي على ما يُقارب 28 غرامًا من الكربوهيدرات، ولكن بسبب احتواء الشّوفان عمومًا على بيتا جلوكان (B-glucans) فهو يمتلك الخصائص المفيدة الآتية:[١]

  • تحسين حساسيّة الإنسولين.
  • تقليل استجابة الغلوكوز والإنسولين بعد الوجبات.
  • المساعدة في التّحكّم بنسبة السّكّر في الدّم.
  • تقليل الدّهون في الدّم.


الحبوب الكاملة

على الرّغم من وجود نسبة من الكربوهيدرات ضمن الحبوب الكاملة، إلّا أنّها تحتوي نكهاتٍ مميّزةً تجعل المريض يشعر بالرّضا، فيُمكنه أن يأكل منها ويشعر بالشّبع عوضًا عن تناول أغذية غير مفيدة أو ضارة.[١١]


الزّنجبيل

يتميّز بقدرته على السّيطرة على نسبة السّكّر في الدّم على المدى الطّويل لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السّكّري،[١٢] كما أنّه لا يؤدّي إلى ارتفاع السّكّر في الدّم، حيث تشير الأبحاث السّريريّة إلى أنّه حتّى عند تناول جرعةٍ صغيرةٍ من الزّنجبيل -أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الزّنجبيل المطحون- يوميًا، يمكن أن تنخفض نسبة السّكّر في الدّم ومستويات السكّر التّراكميّ ويساعد على تنظيم الأنسولين، ويُفضّل تناول الزنجبيل الطّبيعيّ لا المجهّز. يمكن إضافته للطّعام بأحد الطّرق التّالية:[١٣]

  • صنع شاي من الزّنجبيل، عن طريق تقشير الزّنجبيل الطّازج ثمّ نقعه في الماء المغلي.
  • إضافة الزّنجبيل الطّازج أو المجفّف إلى السّلطة المفضّلة.
  • إضافة كميّةٍ قليلةٍ من الزّنجبيل الطّازج المجفّف أو زيت الزّنجبيل إلى عصير الصّباح.
  • إضافة كميّة من الزّنجبيل إلى الحساء أو تتبيلة الطّعام.



إنّ الإكثار من الزنجبيل قد يؤدّي إلى حرقةٍ أو إسهالٍ أو اضطراباتٍ في المعدة، لذا ينبغي استخدامه باعتدالٍ وبعد استشارة الطّبيب.




طرق أخرى لخفض السّكّر في الدّم

هناك بعض الطّرق الإضافية الّتي من الممكن اتّباعها لتقليل السكر في الدم ومنها:[١]

  • الحرص على تناول نظامٍ غذائيٍّ صحّيٍّ ومتوازنٍ: ولربّما أكثر ما يجب الانتباه له عند الرّغبة في تخفيض السّكّر في الدّم هو الكربوهيدرات، نضع في اعتبارنا أنّ الكربوهيدرات لا توجد فقط في الأطعمة المعتادة، مثل الخبز والبطاطا والمعكرونة، إذ إنّها تتواجد كذلك في الفواكه والخضروات والحلويّات ومنتجات الألبان.[١٤]
  • الحفاظ على رطوبة الجسم: من خلال الإكثار من شرب السّوائل وأهمّها الماء، إذ يساعد الماء على طرد الجلوكوز من الجسم، وقد وجدت إحدى الدّراسات أنّ الأشخاص الّذين يشربون أقلّ من نصف لترٍ في اليوم من الماء، أنهّم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض السّكّر.[١٤]
  • الحفاظ على لياقة الجسم بممارسة الرّياضة بانتظامٍ: تساعد التّمارين الرّياضيّة على زيادة حساسيّة الأنسولين وقدرة الجسم على استخدام الجلوكوز كطاقة، كما تساعد الرياضة مرضى السّكّري من النّوع الثّاني على تحسين مقاومة الإنسولين.[١٤][١٥]

لعلك تساءلت: ما هي أفضل التمارين الرياضية لمرضى السكري؟


  • تناول وجباتٍ صغيرةٍ وأكثر تكرارًا: وعلى مدار اليوم، فذلك من شأنه أن يساعد على تنظيم مستويات السّكّر في الدّم ويمنع الارتفاع والانخفاض الحادّ في مستويات السّكر في الدّم.[١٤]
  • عدم تخطّي أي من وجبات الطعام الرئيسية: ويعدّ الإفطار أهمّها وخاصّة عند مرضى السكّري، ويُفضّل أن تكون وجبة الإفطار غنيّةً بالبروتين، فوفقًا للأبحاث وُجد أن أفضل وجبات الإفطار تلك الّتي تحتوي على 39 غرامًا من البروتين وتؤدّي إلى انخفاض الجلوكوز المرتفع بعد الوجبة.[١٤]
  • الحفاظ على وزنٍ صحّيٍّ: وذلك لأنّ الوزن الزّائد سيكون سببًا مهمًّا في مقاومة الإنسولين، ويمنع هرمون خفض السّكّر في الدّم من عمله، وقد وُجدت دراسة نُشرت عام 2012 في المجلّة الأمريكيّة للطّب الوقائيّ (American Journal of Preventative Medicine) أنّ فقدان 5-10% من وزن الجسم أدّى إلى تحسين حساسيّة الأنسولين وتحمّل الجلوكوز.[١٤]
  • اتّباع تعليمات الطبيب: خاصّة إذا كان هناك حاجة لاستخدام بعض الأدوية.[١]
  • تقليل الضّغط والبعد عن مسبّبات الإجهاد: إذ يرتفع مستوى السّكّر عندما يتعرّض الشّخص للتّوتر والإجهاد، ووفقًا لما ذكره مركز تعليم مرض السّكّري (Diabetes Teaching Center) في جامعة كاليفورنيا، فإنّ الشّخص المعرّض للإجهاد يقلّ لديه مستوى الإنسولين، وترتفع بعض الهرمونات التي ترفع السكر، ممّا يسبّب اضطرابات تستمر إلى 8 ساعات، وتُعدّ اليوغا والتأمّل أحد أفضل الممارسات لتخفيف التّوتر.[١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Which foods lower blood sugar?", medicalnewstoday, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. "Herbal and Natural Therapies", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Natural Remedies for Type 2 Diabetes", verywellhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. "Cinnamon Improves Glucose and Lipids of People With Type 2 Diabetes", diabetesjournals, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Cinnamon and Diabetes", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  6. "Bilberry Extract", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  7. "Glycemic index: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  8. "8 Foods to Keep Blood Sugar in Check", eatingwell, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  9. "Consumption of nuts and legumes and risk of incident ischemic heart disease, stroke, and diabetes: a systematic review and meta-analysis ", academic, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  10. "Natural Remedies for Type 2 Diabetes", stamfordhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  11. "Diabetes & Diet: 7 Foods That Control Blood Sugar", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  12. "Ginger and Diabetes", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  13. "The joys of ginger in a diabetes diet", diabetescarecommunity, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ "10 Tips to Lower Blood Sugar Naturally", everydayhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  15. "Dietary Weight-Loss and Exercise Effects on Insulin Resistance in Postmenopausal Women", ncbi, Retrieved 12/1/2021. Edited.