يحدث في بعض الأحيان أن تنقبض واحدة أو أكثر من العضلات انقباضًا لا إراديًا ومفاجئًا، ويسمى هذا بشد العضل أو تشنُّج العضلات،[١] وقد يصاب الجميع بشد العضل بين الحين والآخر، بما فيهم مريض السكري، ولكن ما العلاقة بين الإصابة بالسكري وشد العضل؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟


شد العضل لمريض السكر

يشيع حدوث شد العضل في الأشخاص المصابين بالسكري، فقد أشارت جمعية السكري الأمريكية (ADA) إلى أنّ شد العضل أكثر شيوعًا في الأشخاص المُصابين بالسكري وأكثر شدة مقارنة بالأشخاص غير المُصابين، ويتراوح شدّ العضل في شدته من الخفيف إلى الشديد، وأحيانًا قد يؤدي إلى استيقاظ المريض من نومه ليلًا.[٢][٣]

أسباب شد العضل عند مريض السكر

نذكر من أسباب شد العضل لدى مرضى السكري الآتي:[٢]

  • اضطراب مستويات السكر: إذ إنّ السكر ضروري لحركة العضلات، وانقباضها، وانبساطها بالشكل الصحيح، لذا فإنّ وجود أي مشكلة في مستوى السكر في الدم قد ينعكس سلبًا على انقباض العضلات، ويمكن بيان ذلك كالآتي:
  • انخفاض مستوى السكر في الدم عن النطاق الطبيعي يؤدي إلى قلة تزويد العضلات بالسكر الذي تحتاجه لإنتاج الطاقة والحركة.
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم عن النطاق الطبيعي يؤدي إلى زيادة التبوّل، وهذا يُسبِّب زيادة التخلُّص من بعض الأيونات الموجودة في الدم كالكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم عبر البول، ممّا يؤثر في حركة العضلات؛ إذ تحتاج العضلات إلى وجود مثل هذه الأيونات ضمن نطاق محدد متوازن، حتى تنقبض وتنبسط بالطريقة الصحيحة.
  • تضرُّر الأعصاب: قد يسبِّب اضطراب مستويات السكر في الدم على المدى الطويل لدى مرضى السكري تضرُّر الأعصاب، الأمر الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالتشنجات العضلية.
  • أمراض الأوعية الدموية: إذ قد يُسبِّب الإصابة بالكسري على المدى الطويل اضطرابات في الشرايين والتروية الدموية، الأمر الذي يزيد من احتمالية حدوث الشد العضلي.[٤]
  • تضرُّر الكلى: إذ قد تتضرَّر الكلى نتيجة الإصابة بمرض السكري، وقد وُجد أن لهذا ارتباطاً بزيادة احتمالية حدوث الشد العضل.[٥]
  • تناول بعض الأدوية لعلاج السكري: هناك بعض الأدوية المُستخدمة لعلاج السكري قد تُسبِّب الشد العضلي كأحد الآثار الجانبية لها ومن ذلك حقن الإنسولين، ومن الأدوية الأخرى التي قد يتناولها مرضى السكري، وتُسبِّب تشنُّج العضلات أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، ومدرات البول، وأدوية علاج ارتفاع مستويات الكوليسترول.[٥]
  • الإصابة بالجفاف: نقصان المياه في الجسم قد يعني حدوث اضطراب في مستوى الأيونات داخل الجسم، وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالشدّ العضلي كما تبين سابقًا.[٥]
  • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة: قد يُسبِّب ممارسة الشخص نشاط بدني أكثر من المُعتاد إرهاق العضلات وتشنجها.[٥]
  • سوء التغذية: قد يُسبِّب ذلك انخفاض مستوى البوتاسيوم، والكالسيوم، والفيتامينات، والمعادن الأخرى، الأمر الذي يؤثر في انقباض العضلات.[٥]

المواقع الشائعة لشد العضلات في الجسم لدى مرضى السكري

قد يصاب الشخص المُصاب بالسكري بشد العضل في مواقع متعددة من الجسم، وتعد التشنجات في الأطراف السفلية الأكثر شيوعًا لمرضى السكري، وتحدث هذه أثناء الليل غالبًا،[٤] ويمكن بيان هذه المواقع على النحو الآتي:[٥]

  • الجزء الخلفي من أسفل الساق -بطة الساق-.
  • العضلات في المنطقة الخلفية من الفخذ.
  • العضلات في المنطقة الأمامية من الفخذ.


تجدر الإشارة إلى أنّ تشنجات العضلات قد تحدث أيضًا في أي من عضلات الجسم، بما في ذلك: اليدين، والقدمين، والرقبة، والبطن.[٥]

كيف يمكن إيقاف ألم شد العضلات؟

من الإجراءات التي من الممكن أن تساعد على تخفيف الألم ما يلي:[١]

  • التمدد والتدليك: يساعد إجراء تمارين التمدد، وتدليك منطقة العضلات المشدودة بلطف على الاسترخاء وتخفيف الألم.
  • استخدام الكمادات الحارة أو الباردة: ويكون ذلك بوضع كمادات دافئة أو باردة على مكان شد العضل، كما قد يساعد أخذ حمام دافئ على تخفيف الألم.
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم: تجدر الإشارة إلى أنّ اتباع كافة توصيات الطبيب بهدف السيطرة على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق محدَّد يساعد على التخفيف من شدّ العضلات، خصوصًا إذا كان ناتجًا عن تضرُّر الأعصاب.[٢]
  • العلاج الفيزيائي.[٢]
  • استشارة الطبيب: فإذا كان المريض يعاني من شد عضلي مستمر فمن الممكن للطبيب تحديد السبب واختيار العلاج الأفضل، فقد يوصي الطبيب أحيانًا بإعطاء أدوية مسكِّنة للألم، أو المكملات الغذائية إذا كان الشد العضلي ناتجًا عن نقص الفيتامينات والمعادن.[٢]

الوقاية من الإصابة بشد العضل لمرضى السكري

لا يمكن الوقاية من الإصابة بالشد العضلي دائمًا لدى مرضى السكري، لكن يعد اتباع التدابير اللازمة للسيطرة على مستويات السكر في الدم الطريقة الأفضل للوقاية من شد العضلات، خاصةً ذلك الذي ينجم عن الإصابة بمضاعفات مرض السكري على المدى الطويل، كتضرُّر الأعصاب، ونذكر من هذه التدابير الآتي:[٦]

  • تناول غذاء صحي متوازن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار.
  • تناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب، واتباع كافة توصياته فيما يخص أسلوب الحياة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Muscle cramp", mayoclinic, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Muscle Cramps", diabetes, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  3. unadjusted prevalence of cramps,range, 24–34%). "Prevalence of Muscle Cramps in Patients With Diabetes", Diabetes Care, 1/2014, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "The musculoskeletal effects of diabetes mellitus"، ncbi، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Diabetes-Related Leg Cramps: How to Prevent and Treat", ontrackdiabetes, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  6. "Diabetes leg pain: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 8/3/2021. Edited.