يتكون سكر المائدة بشكلٍ رئيسي من سكر الفركتوز، ويتواجد الفركتوز بشكلٍ طبيعي في الفواكه، والخضار، والعسل، وكذلك فإنّ شراب الذرة قد يحتوي على كمية مرتفعة من سكر الفركتوز بما يجعله مستخدمًا لتحلية العديد من المشروبات والأطعمة المصنعة، وسنتحدث في هذا المقال عن الفركتوز لمرضى السكري.[١]


الفركتوز لمرضى السكري

لا ينبغي الشعور بالقلق بشأن الفركتوز الموجود بشكلٍ طبيعي في الفواكه والخضروات، إذ إنّ هذه الأطعمة الصحية لا توفر سوى كمية قليلة من الفركتوز،[٢] ويمكن لمرضى السكري استخدام الفركتوز كمُحلي بديل عن السكر الصناعي،[٣] ويعود السبب في أنه هذا النوع من السكر يمتلك تأثر منخفض في مستويات سكر الدم، إذ إنّ الفركتوز لا يتسبب بزيادة نسبة سكر الدم مقارنةً بأطعمة مُعينة؛ كتلك التي تحتوي على النشا،[٣] كما أنّ سكر الفركتوز لا يتسبب بحدوث زيادة مفاجئة في نسبة السكر والإنسولين في الدم.[٤]


بالرغم من ذلك، إلا أنّ الفركتوز يعد سلاح ذو حدين؛ إذ إنّ الإكثار من الفركتوز عن طريق تناوله دون إدراك للكمية الفعلية قد يُقلل من إفراز هرمون اللبتين (Leptin) المسؤول عن الشعور بالشبع، بما يحول دون شعور الشخص بالشبع ويُحفزه لتناول كميات أكبر من الطعام.[٥]


ما هي كمية الفركتوز التي يمكن استهلاكها باليوم؟

يمكن اعتبار الفركتوز صحيًا إذا استخدم بكمياتٍ مناسبة، أي بمعدل أقل من 50 غراماً في اليوم الواحد، ولتجنب زيادة الوزن أو أي مشاكل أخرى مرتبطة باستخدام الفركتوز يجب ألّا يزيد الاستهلاك اليومي عن 100 غرام.[٦]


فوائد استخدام الفركتوز

استهلاك الفركتوز لا يُسبب تأثير كبير في مستويات سكر الدم، ولا يُسبب زيادة أو انخفاض مفاجئ فيه، وقد اعتمدت بعض الأبحاث على دراسة تأثير الكربوهيدرات في تركيز جلوكوز الدم من خلال قياس مستويات سكر جلوكوز الدم لكل غرام من الكربوهيدرات فيما يُعرف بالمؤشر الجلايسيمى (بالإنجليزية: Glycemic Index)، وقد بينت هذه الأبحاث بأنّ المؤشر الجلايسيمى لسكر الغلوكوز يبلغ 100، بينما بلغت قيمته 19 لسكر الفركتوز، و65 لسكر المائدة الذي يحتوي على مزيج من الغلوكوز والفركتوز، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ سكر الفركتوز ذو مذاق حلو أكثر من سكر المائدة، وهذا ما يُتيح إمكانية التقليل من كمية السكر اللازمة لتحلية الأطعمة والمشروبات، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الشعور بالطعم الحلو يصل إلى الذروة في وقتٍ مُبكر عند استهلاك الفركتوز مُقارنةً بالجلوكوز والسكروز.[٧]


الأعراض الجانبية لتناول كمية زائدة من الفركتوز

لا شك بأنّ استهلاك كمية كبيرة من الفركتوز قد يُسبب الإضرار بالصحة، ونذكر من الأعراض الجانبية التي قد يُسببها زيادة استهلاك الفركتوز ما يأتي:[٨]

  • زيادة مستوى الكولسترول الضار، مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • زيادة مستوى حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric acid)، ويترتب على ذلك ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بداء النقرس.
  • زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، نتيجة لتراكم الدهون على الكبد.
  • تقليل حساسية الإنسولين، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني والسمنة.
  • تناول الطعام بشراهة نتيجة لعدم قدرة الفركتوز على تقليل الشهية.


الجلوكوز أم الفركتوز

تم نشر دراسة في مجلة (Journal of Clinical Investigation) عام 2009م، والتي أُجريت على 32 شخصاً يعانون من السمنة، ومعدل أعمارهم 50 سنة من كِلا الجنسين، بحيث استمرت مدة 10 أسابيع، وقد أثبتت هذه الدراسة أنّ سكريّ الجلوكوز والفركتوز يتسببان بزيادة الوزن إلا أنّ الدهون المكتسبة عند استهلاك الفركتوز تتركز في منطقة البطن بما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى أنه يزيد من معدلات الكوليسترول الضار، ويقلل من حساسية الإنسولين،[٩][١٠] وتجدر الإشارة إلى أنّ مصدر الطاقة المستهلك سواء أكان فركتوز أو جلوكوز يُعد مهمًا إلا أنّ الأكثر أهمية هو تقليل كمية السكر المستهلكة.[١١]


مصادر الفركتوز

هُناك العديد من المصادر الطبيعية لسكر الفركتوز، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٥]

  • عصير التفاح.
  • التين الجاف.
  • العسل.
  • الإجاض.
  • الخوخ.
  • عرق السوس.
  • الكراميل.
  • شراب الصبار.


ما رأي العلم حول الفركتوز لمرضى السكري

إثباتًا لما تمّ بيانه في المقال حول العلاقة بين الفركتوز ومرض السكري فقد قامت الجمعية الأمريكية للسكري (بالإنجليزية: American diabetes association) بنشر دراسة في مجلة (Diabetic care) عام 2012م، حول تأثير الفركتور على مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري، والتي لخّصت الدراسة أنّ الفركتوز يقوم بتحسين مستوى السكر في الدم على المدى الطويل دون التأثير في معدلات الإنسولين لدى مرضى السكري.[١٢]


المراجع

  1. is a sugar found,many processed foods and beverages. "Fructose intolerance: Which foods to avoid?", mayoclinic, 6/11/2019, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  2. "Dietary Fructose and Metabolic Syndrome and Diabetes", ncbi, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب MyPhuong Le, Mark Segal and Richard J Johnson (1/11/2008), "How safe is fructose for persons with or without diabetes?", The American Journal of Clinical Nutrition, Issue 88, Folder 5, Page 1189. Edited.
  4. "Is fructose bad for you?", health.harvard, 1/5/2007, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Rachel Nall (28/11/2018), "Is fructose bad for you?", medicalnewstoday, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  6. Salwa W Rizkalla, "Health implications of fructose consumption: A review of recent data", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  7. is a naturally occurring,at four calories per gram "The Facts on Fructose", caloriecontrol, 21/11/2016, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  8. Kris Gunnars (23/5/2018), "Is Fructose Bad for You? The Surprising Truth", healthline, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  9. Salynn Boyles (21/5/2009), "Fresh Take on Fructose vs. Glucose", webmd, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  10. Kimber L. Stanhope,1,2 Jean Marc Schwarz,3,4 Nancy L. Keim and others (1/5/2009), "Consuming fructose-sweetened, not glucose-sweetened, beverages increases visceral adiposity and lipids and decreases insulin sensitivity in overweight/obese humans", The American Society for Clinical Investigation, Issue 116, Folder 5, Page 1322-1334. Edited.
  11. Liji Thomas (26/2/2019), "What’s the Difference Between Fructose and Glucose?", news-medical, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  12. Adrian I. Cozma ,John L. Sievenpiper and Russell J. de Souza, (1/7/2012), "Effect of Fructose on Glycemic Control in Diabetes", Diabetes Care, Issue 35, Folder 7, Page 1611-1620. Edited.