في حال كنتِ مصابةً بداء السكري من النوع الأول أو السكري من النوع الثاني وتُخططين للحمل، ينبغي عليكِ إيلاء الأمر مزيدًا من الاهتمام والتخطيط، فلا يزال هناك الكثير الذي يتوجب عليكِ القيام به لمنح طفلكِ ونفسكِ أفضل صحة، حيثُ يُمكن أن تُساهم السيطرة على نسبة السكر في الدم قبل الحمل وطيلة فترة الحمل في تحقيق حمل وولادة خاليين من المتاعب، والحصول على ولادة صحية، وبشكلٍ عام يوجد نوع آخر من داء السكري، والذي يُمكن أن تُصاب به المرأة أثناء الحمل يُعرف بُسكري الحمل.[١]


التخطيط للحمل بأمان لمريضة السكري

ينبغي على مريضة السكري القيام بالإرشادات التالية عند التخطيط للحمل:[٢]


توجّهي إلى الطبيب

يجب أن تكون إحدى خطواتكِ التحضيريّة الأولى هي تحديد موعد لزيارة الطبيب قبل حوالي 3 إلى 6 أشهر من الحمل، حيثُ سيوصي الطبيب عادةً في تلك الزيارة بالخضوع لاستشارة ما قبل الحمل، وإجراء العديد من الفحوصات، والتي قد تتضمن ما يأتي:[٢]

  • اختبار السكر التراكمي، المعروف باختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (بالإنجليزية: Hemoglobin A1C)، واختصاراً (HbA1c)، حيثُ يُساعد هذا الفحص على معرفة ما إذا كان مرض السكري قد تحققت السيطرة عليه، بما يُمكن من التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل والمُباشرة بمحاولة حدوث الحمل.
  • تحليل الدم والبول، وذلك بهدف الكشف عن حدوث أيّ مضاعفات على الكلى مُرتبطة بداء السكري.
  • إجراء فحوصات الكشف عن مشكلات صحيّة أخرى قد تكون مرتبطة بداء السكري، مثل: تلف الأعضاء، أو الأعصاب، أو القلب.
  • قياس ضغط الدم.
  • فحوصات الكشف عن الإصابة بأمراض الغدة الدرقية خاصة في حال كنتِ مصابة بداء السكري من النوع الأول.
  • اختبار مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثيّة.
  • إجراء فحص للعين للكشف عن الإصابة بالماء الأزرق أو ما يُعرف بالزَرَق (بالإنجليزيّة: Glaucoma)، وإعتام عدسة العين أو الماء الأبيض (بالإنجليزيّة: Cataract)، واعتلال الشبكية (بالإنجليزيّة: Retinopathy).


تأكدي من مدى أمان أدوية السكري خلال فترة الحمل

هُناك بعض أدوية داء السكري غير الآمنة عند استخدامها أثناء فترة الحمل، لذلك تنبغي عليكِ طلب المشورة الطبيّة وسؤال الطبيب عمّا إذا كان ما تستخدمينه من أدوية آمن أم لا، فالطبيب وحده قادر على تقييم الحالة وتقديم المشورة لكِ بشأن إيقاف أو تغيير الدواء الخاص بك، وبشكلٍ عام تُعد حقن الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin)، ودواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) المعروف تجاريّاً باسم جلوكوفاج (بالإنجليزيّة: Glucophage)، من علاجات السكري الآمنة خلال فترة الحمل، ومن ناحيةٍ أخرى إذا كنتِ تتناولين أيّة أدوية معينة لعلاج حالات صحية أخرى، فقد تحتاجين أيضاً إلى إيقافها أثناء الحمل، مثل:[٣]

  • أدوية الستاتينات (بالإنجليزيّة: Statins).
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزيّة: Angiotensin-converting-enzyme inhibitors)، واختصاراً (ACE inhibitor).
  • بعض أدوية ضغط الدم الأخرى.


تناولي مكملات الفيتامينات والمعادن

قد يُوصيكِ الطبيب بأخذ بعض مكملات الفيتامينات والمعادن خلال فترة الحمل، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • حمض الفوليك: (بالإنجليزيّة: Folic acid)، إذ ينبغي عليكِ في حالة الإصابة بداء السكري تناول جرعة أعلى من 5 ملغرام من حمض الفوليك يوميًا، وذلك أثناء فترة محاولة الحمل وحتى بلوغ الأسبوع 12 من الحمل، وعادةً ما تحتاج أقراص حمض الفوليك ذات جرعة 5 ملغرام إلى وصفة طبية ليتم صرفها، وفي الحقيقة يُساهم تناول حمض الفوليك في حماية طفلكِ من الإصابة بالعيوب الخلقية، مثل: السنسنة المشقوقة (بالإنجليزية: Spina bifida).[٤]
  • الحديد: يُعد الحديد أحد المعادن الضرورية لنمو خلايا الدم الجديدة بشكلٍ صحيّ، كما أنّه يلعب دوراً مهمًّا جدًا في نمو جنينكِ، خاصّةً في الأشهر الستة الأخيرة من الحمل.[٥]
  • الكالسيوم وفيتامين د: حيثُ يعمل الكالسيوم وفيتامين د معًا في الجسم، وهما ضروريان لنمو العظام والأسنان، كما ويُعد الكالسيوم عنصراً مهماً جداً لكِ ولطفلكِ أثناء الحمل، حيثُ يُساهم في نمو عظام جديدة، بالإضافة إلى حماية عظامكِ أثناء الحمل وفي وقتٍ لاحقٍ من الحياة.[٥]
  • أوميغا-3 الدهنيّة: والتي تُعتبر ضروريةً لنمو دماغ طفلكِ وعينيه.[٥]


اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا

عادةً ما يشمل النظام الغذائي لمرضى السكري تناول الكثير من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، لذلك يمكنكِ تناول نفس الأطعمة أثناء الاستعداد للحمل، وفي حال واجهتي صعوبة في الحفاظ على نسبة السكر في الدم في النطاق الصحي أو كنت ترغبين في إنقاص وزنكِ قبل الحمل، فقومي باستشارة اختصاصي تغذية ليساعدكِ في وضع خطة غذائية مناسبة لتلبية احتياجاتكِ وتحقيق الفائدة المرجوة.[٦]


تحققي من سلامة عينيكِ وكليتيكِ

يمكن أن يؤدي الحمل إلى تفاقم بعض مضاعفات داء السكري، مثل: مشاكل العين والكلى، لذلك من المهم زيارة الطبيب لفحص العينين وإجراء اختبارات للكليتين قبل المُباشرة بمحاولة الحمل والتوقف عن استخدام وسائل منع الحمل، حيثُ يمكن علاج مشاكل العين التي تنتج بسبب الإصابة بداء السكري، مثل اعتلال شبكية العين في حال تم اكتشافها مبكرًا، وعادةً ما سيناقشكِ الطبيب بشأن النتائج التي تمّ الحصول عليها، وفي بعض الحالات، قد تتم إحالتكِ إلى مجموعة من الأطباء المُتخصصين لضمان حصولكِ على نتائج علاجية أفضل ودعم إضافي.[٣]


تجنّبي التدخين

يُمكن أن يؤثر التدخين بشكلٍ سلبي في طفلكِ، فقد يزيد من فرصتكِ في إنجاب طفل ميت أو ولادة طفلكِ في وقتٍ مُبكر، وعامةً ما يكون التدخين ضارّ، إلا أن ضرره يكون أكبر على مرضى السكري، حيثُ إنّه يُمكن أن يسبّب العديد من المشاكل الصحيّة المرتبطة بداء السكري، مثل: أمراض العيون، وأمراض القلب، وأمراض الكلى.[٧]


تجنبي شرب الكحول

يُمكن أن يؤدي شرب الكحول أثناء الحمل إلى إصابة الطفل بعيوب خلقية، مثل: الإعاقة الذهنية، وبعض المشاكل الجسدية.[٢]


مارسي التمارين الرياضيّة بانتظام

تساعد التمارين الرياضيّة على التحكم في نسبة السكر في الدم من خلال تحفيز الجسم لاستخدام سكر الجلوكوز في سبيل الحصول على الطاقة اللازمة لممارسة التمارين وما بعدها، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي، وعلاوةً على ذلك، يُمكن أن تُساهم التمارين الرياضيّة في خفض نسبة الكوليسترول الضار، ورفع نسبة الكوليسترول الجيد، وتقليل ضغط الدم المرتفع، وفي الحقيقة يُنصح عادةً بممارسة التمارين بمعدل ساعتين ونصف على الأقل أسبوعيًا، موزعةً على حوالي 3 أيام على الأقل، بحيث تكون غير مُتتاليّة، وبشكلٍ عام يعد المشي، والجري، وركوب الدراجات، والسباحة، من الأنشطة الجيدة لمرضى السكري، ويُمكنكِ سؤال طبيبكِ حول بدء برنامج تمارين آمنة.[٨]


احصلي على الدعم النفسيّ

يُعد اتخاذ قرار لمحاولة إنجاب طفل من الأمور التي تجعلكِ تشعرين بالحماس، وتسعى جميع الأمهات إلى تحقيق حمل ناجح وولادة طفل سليم، وبالرغم من ذلك فإنّ الإصابة بداء السكري أثناء الحمل تعني أن هناك مخاطر أكثر، ونتيجةً لذلك، قد يُصبح التحضير للحمل أصعب، وذلك بسبب الحاجة للمزيد من الفحوصات والمواعيد والفحوصات التصويرية، وقد يكون الحفاظ والسيطرة على مستويات السكر في الدم متعبًا ومجهدًا في بعض الأحيان، لذلك يُنصح عادةً بالحصول على دعم نفسي ومعنوي من خلال التكلّم مع الشريك، أو الأصدقاء، أو العائلة.[٣]

المراجع

  1. "Pre-existing diabetes and pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to Plan a Pregnancy When You Have Diabetes"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت can make some diabetes,so screening is really important. "planning for a pregnancy when you have diabetes", diabetes, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Diabetes and pregnancy"، nhs، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "PLANNING YOUR PREGNANCY", diabetes, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  6. "Getting pregnant", mayoclinic, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  7. "Pregnancy if You Have Diabetes", niddk, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  8. "Pregnancy and Diabetes: Planning for Pregnancy", healthlinkbc, Retrieved 25/2/2021. Edited.