كيف يُمكن خفض مستوى السكر التراكمي؟ سؤال قد يطرحه العديد من مرضى السكري، لذلك سنعرض في هذا المقال كل ما يهم القارئ من نصائح طبية لخفض مستوى السكر التراكمي.[١]





كيفية خفض السكر التراكمي

تهدف علاجات مرض السكري التي يُوصي بها الأطباء إلى الحفاظ على معدّل السكّر التراكميّ بنسبةٍ تقل عن 7%، فكلما استطاع المريض تحقيق معدل السكر التراكمي ضمن النطاق الصحي المُوصى به، فإنّ ذلك سيُساهم في التقليل من احتمالية زيادة حالة المرض سوءًا وتطور مضاعفات السكري،[٢] فحتى حدوث التغييرات الطفيفة على مستويات السكر التراكمي يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة،[١] وبشكلٍ عام يوجد العديد من الطرق التي يُمكن اتباعها لخفض نسبة السكر التراكمي، نذكر منها ما يأتي:[٢]


مناقشة أهداف العلاج واتباع الخطة العلاجية التي يوصي بها الطبيب

في الحقيقة أشارت جمعية السكري الأميركية (بالإنجليزية: American Diabetes Association)، في مقال نُشر عام 2014م إلى أن علاج مرض السكري فردي للغاية،[٣] وهذا يعني أنّ لكل مريض خطة علاجية خاصّة به يحددها الطبيب، ويمكن أن تلعب بعض العوامل دورًا في تحديد أفضل خطة علاجية خاصّة بالمريض، مثل: مدة الإصابة بالمرض، ومتوسط عمر المريض، وصحته العامة، وحالته الاجتماعية والاقتصادية، وأي ظروف أخرى يعيشها المريض، بالإضافة إلى التفضيلات الشخصية، كما يجدُر بالمريض مناقشة طبيبه بشأن فوائد الأدوية، وآثارها الجانبية، وتكلفتها، حيثُ سيقوم فريق الرعاية الصحية بمساعدة المريض على تحديد الخطوات التي يحتاجها للسيطرة على مرض السكري بنجاح، وتجدر الإشارة إلى أنه ينبغي على المريض دائماً التواصل مع الطبيب المُختص قبل إجراء أي تغييرات؛ مثل: بدء نظام غذائي جديد، أو بدء نظام تمارين رياضية جديدة، خاصّة قبل إجراء أي تغيير على العلاج الدوائي أو الإنسولين.[٤][٥]


العلاجات الدوائية

في الحقيقة يُمكن لبعض المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني السيطرة على مستويات السكر في الدم والحفاظ على عليها ضمن النطاق الصحيح من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية فقط، في حين أنّ العديد منهم قد يحتاجون أيضًا إلى العلاج بأدوية السكري أو بالإنسولين، حيثُ يُمكن أن تساهم هذه العلاجات الدوائية في خفض نسبة السكر في الدم بشكلٍ كبير وملحوظ.[٦][٧]


تحقيق وزن مثالي

ليس بالضرورة أن يُعاني جميع مرضى النوع الثاني من السكري من زيادة الوزن، ولكن في حال كان المريض يُعاني من السمنة، فقد يحتاج إلى خسارة الوزن بقدرٍ مُعين، وليس شرطًا أن تتمّ خسارة الوزن بنسبةٍ كبيرةٍ حتى يتحقق انخفاض في السكر التراكمي، فغالبًا ما يوصي أطباء السكري بمحاولة فقدان 5-10% فقط من الوزن الحالي للمريض،[٢] حيثُ ذكرت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة The Science of Diabetes Self-Management and Care عام 2012م أنّ فقدان الوزن بنسبة 10% لمرضى السكري من النوع الثاني قد يساهم في خفض معدل السكري التراكمي بحوالي 0.81%،[٨] حيثُ وجد أنّه كلما فقد المريض الوزن الزائد، فإنّ هرمون الإنسولين يتمكّن من خفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ أكثر كفاءة، ممّا يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر التراكمي مع مرور الوقت.[٢]


ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

يوصي الأطباء عادةً بأن يمارس البالغون ما بين ساعتين ونصف إلى 5 ساعات من التمارين البدنية المعتدلة كل أسبوع، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية خاصّة إذا كان العلاج بالإنسولين ضمن الخطة العلاجية للمريض.[١]


الإقلاع عن التدخين

إذ يُمكن أن يتسبّب التدخين بمنع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم.[٩]للمزيد، تابع مقال: أهمية الإقلاع عن التدخين لمرضى السكري

فحص مستويات السكر في الدم حسب توجيهات الطبيب

تنبغي مناقشة الطبيب لتحديد ما إذا كان يجب فحص نسبة السكر في الدم وعدد مرات ذلك.[٤]


استخدم أكواب القياس أو الميزان

يهدف استخدم أكواب القياس أو الميزان إلى تحديد حجم حصة الطعام اليومية المناسبة لكل نوع من أنواع الطعام، خاصةً الأطعمة التي يُمكن أن تساهم في رفع مستوى السكر في الدم؛ مثل: الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات؛ كالحبوب، والأرز، والمعكرونة، وتُعد هذه الطريقة من الطرق الجيدة لتقليل نسبة السكر التراكمي.[٢]


الاشتراك بالدورات التعليمية والتثقيفية الخاصّة بمرض السكري

هناك دائمًا المزيد ليتعلمه الشخص المصاب عن مرض السكري، حيثُ يُمكن أن تساهم هذه الدورات في اتخاذ خطوات عملية لخفض مستوى السكر التراكمي.[٩]

النظام الغذائي لخفض السكر التراكمي


نصائح غذائية لخفض السكر التراكمي

قبل البدء في ذكر الأطعمة الموصى بها سنذكر بعض النصائح الغذائية العامة والتي يُمكن أن تساهم في خفض مستوى السكر التراكمي، ومنها:[١]

  • تناول وجبات الطعام بانتظام كل 3-5 ساعات.
  • تناول كميات متماثلة في الحجم في كل وجبة؛ سواء أكانت من الوجبات الرئيسية أو الوجبات الخفيفة.
  • التخطيط لإعداد وجبات الطعام في وقتٍ مبكرٍ من اليوم.
  • تدوين الملاحظات الخاصة بالطعام، والأدوية، والتمارين الرياضية في دفتر خاص.
  • توزيع حصص الوجبات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات بشكلٍ متساوي على مدار اليوم.
  • التقليل من تناول الأطعمة المُصنعة، والتركيز على الأطعمة الصحية.
  • تناول نظام غذائي متوازن من البروتينات والدهون والكربوهيدرات الصحية.
  • طلب المساعدة من اختصاصي تغذية ذو خبرة.


أطعمة موصى بها لخفض السكر التراكمي

أمّا عن الأطعمة الموصى بها فنذكر منها ما يأتي:[١٠]

  • الكربوهيدرات الصحية: يوجد نوعين من الكربوهيدرات هما الكربوهيدرات البسيطة والتي تتضمن السكريات، أمّا النوع الثاني فهو الكربوهيدرات المُعقدة وتتضمن النشويات، وغالباً ما تتحلل الكربوهيدرات لتُعطي في النهاية غلوكوز الدم، وتنبغي معرفة أنّ الكربوهيدرات ليست سيئة بمجملها، ويكون بعضها صحيًا أكثر من غيرها، وفي هذا السياق يُنصح بتجنب الكربوهيدرات السيئة؛ مثل الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الدهون، والسكريات، والصوديوم المضافة، أمّا الكربوهيدرات الصحية فهي تتمثل بتناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف والتي تتم معالجتها بشكلٍ خفيف، ويُنصح بها خاصةً في وجبة الإفطار، إذ تساعد الألياف على إبطاء معدل دخول الجلوكوز إلى مجرى الدم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى التحكم الجيد بنسبة السكر في الدم، إضافةً لذلك تساهم الألياف في الشعور بالشبع ويمكن أن تساعد على تقليل نسبة الكوليسترول السيئ، ومن الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات الصحية: الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات؛ مثل الفول والبازلاء، ومنتجات الألبان قليلة الدسم؛ مثل الحليب والجبن.[١٠][١١]
  • الأطعمة الغنية بالألياف: حيثُ تتميز الألياف الغذائية بعدم قُدرة الجسم على هضمها أو امتصاصها، وتعمل الألياف عادةً على تعديل طريقة هضم الجسم وتساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، وفيما يأتي نذكر الأطعمة الغنية بالألياف: الخضروات والفواكه، والمكسرات، والبقوليات؛ مثل الفول والبازلاء، والحبوب الكاملة بجميع أنواعها.[١٠]
  • الأسماك: يُنصح عادةً بتناول الأسماك الصحية للقلب مرتين على الأقل في الأسبوع، مثل: أسماك السلمون والماكريل والتونا والسردين، جميع هذه الأنواع تُعد غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مما يجعلها ذا فائدة لمنع الإصابة بأمراض القلب، وينبغي تجنب الأسماك المقلية والأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، مثل سمك الماكريل الملك.[١٠]
  • الدهون الجيدة: وتتضمن الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة الأحادية أو المتعددة، حيثُ يُمكن أن تُساهم هذه الدهون في خفض مستويات الكوليسترول، وبالرغم من ذلك ينبغي عدم الإفراط في تناولها حيثُ تحتوي على سعرات حرارية عالية، وتتضمن الأطعمة التي تحتوي على الدهون الجيدة: الأفوكادو، والمكسرات، وزيت الكانولا، وزيت الزيتون، والفول السوداني.[١٠]


للمزيد: 10 وجبات عشاء لمريض السكري


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How can you lower your A1C levels?"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "How to Lower Your A1c Level", webmd, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  3. "Personalized Diabetes Management: Moving from Algorithmic to Individualized Therapy", spectrum, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "5 Ways to Lower Your A1C", everydayhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. "Rethinking A1c goals for type 2 diabetes", health, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  6. "Controlling Type 2 Diabetes", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  7. "Type 2 diabetes", mayoclinic, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  8. 0pubmed "Association Between Glycosylated Hemoglobin and Intentional Weight Loss in Overweight and Obese Patients With Type 2 Diabetes Mellitus: A Retrospective Cohort Study", journals, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "what is hba1c?", diabetes, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Diabetes diet: Create your healthy-eating plan", mayoclinic, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  11. "Reducing A1C With a High Protein-High Fat Breakfast", verywellhealth, Retrieved 13/1/2021. Edited.