عندما نتناول وجبةً من الطعام يرتفع مستوى سكر الجلوكوز في الدم، فيفرِز البنكرياس هرمون الإنسولين الذي يمنع ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى مستوياتٍ مرتفعة، فتبقى ضمن المعدل الطبيعي وذلك من خلال مساعدة الجلوكوز على دخول خلايا العضلات والدهون والكبد، ليقلّ بذلك مستواه في الدم وفي الوقت نفسه تستفيد الخلايا وتستخدمه للحصول على الطاقة، فماذا سيحصل إذا قاومت خلايا الجسم الإنسولين، ومنعته من القيام بذلك؟ تعرف في هذا المقال على مفهوم مقاومة الإنسولين وأعراضه.


توضح الصور أدناه كيف يعمل الإنسولين على تقليل السكر في الدم عبر إدخاله لخلايا الجسم حتى تستفيد منه للحصول على طاقتها.

ما هي مقاومة الإنسولين

مقاومة الإنسولين

مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance) حالة صحية تحدث عندما لا تستجيب خلايا العضلات والكبد والدهون للإنسولين بشكلٍ جيد وتمنعه من الدخول إليها، ما يعني عدم قدرته على تقليل الجلوكوز وتراكمه في الدم، وبالتالي لا تستطيع الخلايا استخدامه في الحصول على الطاقة، وفي الوقت ذاته يبقى سكر الدم مرتفعاً، وتحدث مقاومة الخلايا للإنسولين، بشكل رئيسي بسبب السمنة والإفراط في تناول الطعام، مما يعرّض الجسم لكميات مرتفعة من السكر بشكل مستمر تضطر البنكرياس للعمل بجهد أكبر لإفراز المزيد من الإنسولين ليقوم بدوره بتقليل سكر الدم، لكنّ المشكلة التي تحدث أنّ استمرار هذا الحال لوقت طويل سيؤدي لإضعاف عمل الإنسولين ومقاومة خلايا الجسم له ومنعه من الدخول إليها.[١]

ما هي مقاومة الإنسولين



بالرغم من ارتباط مقاومة الإنسولين بزيادة الوزن بشكلٍ وثيق، إلا أنها من الممكن أن تحدث عند أشخاصٍ لا يعانون من السُّمنة.




أعراض مقاومة الإنسولين

في الواقع لا ترافق مقاومة الإنسولين أيّة أعراض مباشرة في البداية، إنما ترتبط الأعراض بالمضاعفات الثانوية التي تسببها مقاومة الإنسولين والتي تظهر لاحقًا، مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم أو غيرها من الأعراض التي نذكر منها ما يأتي:


أسباب مقاومة الإنسولين

من الممكن أن ترتبط مقاومة الإنسولين في بعض الأحيان بعوامل رئيسية نذكرها فيما يأتي:[٢]

  • وجود عوامل وراثية.
  • الانحدار من أعراق محددة.
  • زيادة الوزن، خاصّةً في منطقة البطن.
  • عدم ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم.


وفي الحقيقة تعتبر مقاومة الإنسولين هي السمة الرئيسية لمتلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)، وهي متلازمةٌ تُعرّف بأنّها مجموعة من العلامات الحيوية التي تربط الدهون الزائدة حول البطن أو مقاومة الإنسولين وغيرها بعدة أمراض مثل الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية، وغيرها، وفيما يأتي نذكر أهم علامات متلازمة الأيض، مع التنويه بأنها قد لا تظهر جميعها لدى المصاب بها:[٢]

  • ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم.
  • انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL).
  • ارتفاع ضغط الدم.


تشخيص مقاومة الإنسولين

في الحقيقة لا يوجد اختبار لفحص مقاومة الإنسولين بشكلٍ مباشر، إلا أن من الممكن معرفة الإصابة بمقاومة الإنسولين من خلال إجراء فحوصات تقييم مستويات السكر في الدم، إما من خلال فحص مستويات الجلوكوز في الدم، أو اختبار هيموغلوبين الدم (A1C)، وبالرغم من فعالية هذه الفحوصات إلا أن من الممكن ألّا نستطيع معرفة الإصابة بمقاومة الإنسولين في بعض الأحيان من خلالها، وذلك لأن مستويات السكر قد تكون طبيعية في المراحل المبكرة من الإصابة بمقاومة الإنسولين.[٣]


الوقاية وعلاج مقاومة الإنسولين

للوقاية من الإصابة بمقاومة الإنسولين، ستحتاج إلى زيادة حساسيّة خلايا جسدك للإنسولين، أي زيادة قابليتها لامتصاص الجلوكوز، ويتحقق هذا بتقليل مستوى الإنسولين في الدم من خلال اتّباع نمط حياة صحي، ومن أهم النصائح التي تساهم في الوقاية من الإصابة بمقاومة الإنسولين نذكر لك ما يأتي:[٤]

  • النشاط البدني، حيث يعتبر من أهمّ عوامل الحفاظ على الصحة البدنية بشكلٍ عام والوقاية من مرض السكري والاضطرابات المتعلقة بالإنسولين بشكلٍ خاص، كما يلعب النشاط البدني دورًا مهمّاً في تنظيم النوم، ومن المهم البدء بممارسة الأنشطة الرياضية حتى دون التشخيص بالإصابة بمقاومة الإنسولين وذلك للحصول على أفضل النتائج.
  • فقدان الوزن الزائد.
  • الحفاظ على نسبة معتدلة من السكر في الدم وتجنب ارتفاعه.
  • تقليل التوتر.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.


نصائح لغذاء المصاب بمقاومة الإنسولين

يساهم النظام الغذائي الصحي بشكل فعّال في الحدّ من تأثير مقاومة الإنسولين وفي التقليل من تأثيرها، وذلك من خلال مساهمته في تقليل حاجة الجسم للإنسولين، وفي ما يأتي نقدم لك مجموعة من الملاحظات الغذائية التي ننصحك باتّباعها للتقليل من تأثير مقاومة الإنسولين:[٥]

  • تناول ما لا يقل عن 5 حصص من الخضار، وقطعتين من الفواكه يوميّاً.
  • تناول الأطعمة المكوّنة من الحبوب الكاملة بشكلٍ يومي، مثل الأطعمة الغنية بالشوفان والشعير والقمح، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، وحبوب الإفطار الغنية بالألياف.
  • تناول البقوليات المجففة مثل الفاصولياء والبازلاء والعدس بشكلٍ منتظم.
  • تناول أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض (بالإنجليزية: Glycemic index)، وهي الأطعمة المحتوية على مستويات منخفضة من السكريات، حيث ترفع هذه الأطعمة السكر في الدم بشكلٍ بطيء، أي أنها تحتاج إلى مستوياتٍ قليلة من الإنسولين لامتصاصها.
  • قلل استهلاك الدهون المشبعة في نظامك الغذائي، مثل البسكويت والكعك المُصنّع، والزبدة، والقشطة، والوجبات السريعة، والأطعمة المقليّة، والدهون الموجودة في اللحوم.

المراجع

  1. Michael Dansinger (1/7/2019), "Insulin Resistance", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب " Insulin Resistance", labtestsonline, 4/3/2020, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  3. Megan N. Freeland (5/9/2019), "Insulin Resistance: How to Recognize the Symptoms and Reverse It", goodrx, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. "Insulin Resistance and Diabetes", cdc, 12/8/2019, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. "What is insulin resistance?", dietitiansaustralia, Retrieved 12/1/2021. Edited.