هل مرض السكري وراثي؟

من الممكن أن يُصاب أكثر من فرد في العائلة بمرض السكري، وهذا ما قد يزيد الشك بارتباط مرض السكري بالوراثة، فهل هذا صحيح؟

هل مرض السكري وراثي

قد يكون للجينات سبب في الإصابة بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني، ولكن الجينات وحدها ليست كافية، إذ إن للعوامل البيئية المحيطة بالفرد، وطبيعة حياته دور في إصابة الفرد بمرض السكري، وقد استدلت جمعية السكري الأمريكية على ذلك من خلال دراسة التوائم المتطابقة التي تحمل نفس الجينات، فإنه عندما يُصاب أحد التوأمين بمرض السكري من النوع الأول، يكون الآخر في خطر الإصابة بنسبة 50% فقط، مما يعني أنه قد لا يُصاب في المرض في بعض الحالات على الرغم من تطابق الجينات.^[١]

ويمكن بيان علاقة مرض السكري بالوراثة حسب نوعه كما يلي:

الوراثة ومرض السكري من النوع الأول

ينتج مرض السكري من النوع الأول عن توقف خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين عن العمل، والإنسولين هو هرمون يقوم بنقل سكر الدم إلى داخل الخلايا للحصول على الطاقة،^[٢]وللجينات دور في الإصابة بالسكري من النوع الأول، لكن كما ذكرنا، فإن الجينات وحدها لا تكفي لحصول ذلك، وتوجد مجموعة من الجينات التي قد تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول، منها جين HLA، إذ إنه من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول من أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم بها الجسم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين، ووجود جين HLA قد يلعب دوراً في ذلك،^[٣]كما يجدر الذكر أنه قد تشيع بعض الجينات بشكل أكبر لدى أعراق معينة من الناس، لهذا السبب قد يكون بعض الأعراق أكثر عُرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.^[٣]

ويمكن بيان احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الأول تبعاً للوراثة كما يلي:^[٤]

• يكون خطر الإصابة إذا كانت الأم مصابة بمرض السكري ما يقارب 2٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان الأب مصاباً بمرض السكري ما يقارب 8٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان كلا الوالدين مصابين بمرض السكري ما يقارب 30٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان الأخ أو الأخت مصاباً بمرض السكري ما يقارب 10٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان أحد التوأم غير المتطابق مصاباً بمرض السكري ما يقارب 15٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان أحد التوأم متطابقاً مصاباً بمرض السكري ما يقارب 40٪.

الوراثة ومرض السكري من النوع الثاني

ينتج مرض السكري من النوع الثاني عند عدم استخدام الجسم للإنسولين بشكل صحيح، وهذا ما يُعرف بمصطلح مقاومة الإنسولين،^[٥]وكما هو الحال مع النوع الأول، فإنه يمكن أن تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لكن يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بشكل أكبر مع الوراثة والعِرق من النوع الأول، وذلك وفقاً للدراسات التي أجريت من قبل جمعية السكري الأمريكية، إلا أنه مع ذلك فإن الوراثة وحدها لا تكفي لحدوث ذلك، فالأمر يعتمد على أسلوب الحياة المتبع أيضاً.^[١]

ويمكن بيان احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تبعاً للوراثة كما يلي:^[٤]

• يكون خطر الإصابة إذا كانت الأم أو الأب مصاباً بمرض السكري ما يقارب 15٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان كلا الوالدين مصابين بمرض السكري ما يقارب 75٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان أحد التوأم غير المتطابق مصاباً بمرض السكري ما يقارب 10٪.
• يكون خطر الإصابة إذا كان أحد التوأم المتطابق مصاباً بمرض السكري ما يقارب 90٪.

التقليل من خطر الإصابة بالسكري

حتى وإن كان الشخص معرضاً لخطر الإصابة بمرض السكري، فإنه من الممكن تقليل خطر الإصابة باتباع نمط حياة صحي، فقد ذكرنا أن العوامل البيئية، مثل: الوزن والتعرّض للتوتر وغيرها، لها دور في الإصابة بالمرض، لذا يمكن اتباع النصائح التالية بهدف تقليل خطر الإصابة بمرض السكري بنوعيه:^[٦]

• الرضاعة الطبيعية حتى سن 6 أشهر: للتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
• أخذ التطعيمات اللازمة في وقتها: للتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
• تخفيف الوزن: إذ إنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة جيدة عند تخفيف وزن الأشخاص المصابين بالسمنة. للمزيد: نصائح لخسارة الوزن بطريقة صحية وآمنة
• ممارسة الرياضة: مثلاً يمكن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً. لعلك تساءلت: ما هي أفضل التمارين الرياضية لمرضى السكري؟
• اتباع نظام غذائي متوازن: مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة.

لعلك تساءلت: هل يمكن الشفاء من السكري؟