قد يكون الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المستويات التي يحددها الطبيب أمرًا مرهقًا لمرضى السكري، إذ إنّ العديد من العوامل قد تُسبِّب تذبذب مستويات السكر في الدم، وأحيانًا قد يحدث ذلك بشكل غير مُتوقَع،[١] فما هي أسباب تذبذب مستوى السكر في الدم؟ وكيف يمكن الحدّ من حدوثه؟


تذبذب مستوى السكر في الدم

من الطبيعي تذبذب مستويات السكّر في الدّم بين الحين والآخر، كما هو الحال بعد الصيام لفترات طويلة، أو بعد تناول الطعام مباشرةً، ولكن سرعان ما تعود مستويات السكر في الدم إلى ما كانت عليه سابقًا، ففي الحالات الطبيعية يكون هذا التغيُّر طفيفًا ضمن النطاق المحدود للمستويات الطبيعية للسكر في الدم،[٢] ولكن هناك بعض الحالات التي لا تعود فيها مستويات السكّر في الدم إلى طبيعتها، وهذا ما قد يحدث لدى بعض مرضى السكّري،[٣] نتيجة اختلال عمل هرمون الإنسولين لديهم والضروري للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق معيّن،[٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ تذبذب مستويات السكر باستمرار خارج المستويات المُستهدَفة يستدعي مراجعة الطبيب على الفور.[١]


في الحقيقة يعاني بعض مرضى السكري من حالة تُسمّى السكري الهشّ (بالإنجليزية: Brittle diabetes)، وفي هذه الحالة تتذبذب مستويات السكر في الدم بشكل كبير يوميًا، فيعاني هؤلاء المرضى من انخفاض مستويات السكر في الدم أو ارتفاعه باستمرار.[٣]


أسباب تذبذبات السكر في الدم

نذكر من أسباب تذبذب مستويات السكر في الدم الآتي:

  • تناول الطعام: يُسبِّب تناول الطعام ارتفاع مستويات السكر في الدم، خاصةً الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات، مثل خبز الكعك، والمشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية، بالإضافة إلى الفواكه المجفَّفة.[٥]
  • تغيير كمية الكربوهيدرات التي يتناولها الشخص عادةً: كما يحدث عند تناول الكثير من الحلويات في احتفال ما، أو تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل غير معتاد، أو من الممكن أن يلغي أحدهم الكربوهيدرات من نظامه الغذائي، أو يؤخّر وجبته، وهذا يسبب تذبذب مستويات السكر في الدم.[٦]
  • عدم شرب كميات كافية من الماء: يؤدي نقص السوائل إلى زيادة تركيز السكر في الدم، وهذا يؤدي إلى زيادة التبول، وبالتالي تفاقم الجفاف وارتفاع مستوى السكر في الدم أكثر.[٧]
  • قلة النوم: إذ يساعد النوم بانتظام على تحسين الصحة العامة، والسيطرة على مستويات السكر في الدم، أمّا قلة النوم فتسبِّب الإجهاد العام، وبالتالي ترتفع من مستويات السكر في الدم.[٧]
  • الإصابة بالأمراض: فعلى سبيل المثال قد تؤدي الإصابة بعدوى المسالك البولية، أو عدوى الرئة، أو عدوى الجلد، أو الإنفلونزا، أو أمراض اللثة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، كما قد يزيد الشعور بالألم المستمر كما هو الحال عند الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي (بالإنجليزية: Fibromyalgia) من مستويات السكر في الدم،[٦] ومتلازمة الألم العضلي الليفي هي مرض مزمن، يشعر فيها المريض بألم بكافة أنحاء جسمه، نتيجة اضطرابات في الجهاز العصبي.[٨]
  • التوتر: وهو ما قد يساهم بحدوث ارتفاع في مستوى السكر في الدم، لذا يُنصَح دائمًا باتباع التدابير المساعدة على التخلُّص منه مثل: التأمل، وممارسة الرياضة، وممارسة الهوايات، والمشاركة في الأعمال التطوعية.[٦]
  • التمارين الرياضية: في البداية ترتفع نسبة السكر في الدم عند ممارسة الرياضة، خاصةً تلك المُسبِّبة لارتفاع معدل ضربات القلب والتعرق، ثمّ ما تلبث أن تنخفض مرة أخرى، كما من الممكن للتمارين المكثفة أن تخفِّض من مستويات السكر في الدم لعدّة ساعات لاحقة، لذلك يُنصح مرضى السكري خاصةً بتناول وجبة خفيفة قبل ممارسة الرياضة، وفي الحقيقة تعد الأعمال المنزلية، بما فيها: تنظيف المنزل، وتقليم الأشجار في الحديقة من التمارين المعتدلة التي قد يكون لها دور في خفض مستويات السكر في الدم.[٥]
  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل: أدوية الكورتيزون (بالإنجليزية: steroids)، وحبوب منع الحمل، ومدرات البول، ومضادات الاكتئاب، والتي قد تُسبِّب ارتفاع مستويات سكر الدم، في حين قد يُسبِّب تناول بعض الأدوية الأخرى انخفاضها.[٧]
  • السفر: قد يؤثر السفر في مواعيد تناول الأدوية، ومواعيد تناول الطعام، والنوم، وبالتالي يؤثر في مستويات السكر في الدم.[٧]
  • الطقس البارد أو الحار للغاية.[٧]
  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بإفراط: إذ قد تُسبِّب هذه غالبًا ارتفاع مستويات السكر في الدم، إلا أنّ استجابة الجسم تجاه الأطعمة تختلف من شخص إلى آخر.[٥][٧]
  • ظاهرة الفجر: (بالإنجليزية: Dawn Phenomenon) قد يُسبِّب ارتفاع مستويات هرمون النمو وغيره من الهرمونات وقت الفجر ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ملاحظة ذلك، أو ملاحظة تغيُّر مستويات سكر الصباح بشكل كبير من يوم لآخر.[٧]
  • الدورة الشهريّة للمرأة: بعض النساء يعانين من ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال الأسبوع الذي يسبق الحيض.[٧]
  • المحليات الاصطناعيّة: إن نتائج الدراسات متضاربة بهذا الشأن، لكن يُعتقَد أن المحليات الاصطناعية تؤثر في استجابة الجسم لتناول السكر، كما أنّها تزيد من الرغبة في تناول الحلويات الأخرى، لذا يُنصَح باستبدال المشروبات التي تحتوي على المحليات الاصطناعية بالماء وغيره من المشروبات الصحيّة.[٧][٦]

المستويات الطبيعية للسكر في الدم

يوضّح الجدول التّالي المدى المستهدف لمستويات السكر في الدم، وفق ما أشار إليه المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE):[٩]


مستوى السكر المستهدف حسب النوع
بعد المشي
(ميليغرام/ديسيلتر)
قبل الوجبة
(ميليغرام/ديسيلتر)
بعد الوجبة بحوالي 90 دقيقة على الأقل
(ميليغرام/ديسيلتر)
الأشخاص غير المصابين بالسكري
-
106-72
أقل من 140
السكري من النوع 2
-
126-72
أقل من 153
السكري من النوع 1
126-90
126-72
162-90
الأطفال المصابون بالسكري من النوع 1
126-72
126-72
162-90


السكري من النوع الأول هو السكري الذي غالبًا ما يصيب الشخص منذ مرحلة الطفولة، وينتج عن عجز البنكرياس عن تصنيع هرمون الإنسولين الضروري للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي، أمّا السكري من النوع الثاني فهو النوع الأكثر شيوعًا، والمتعارف عليه، والذي غالبًا ما يصيب الأشخاص الأكبر عمرًا، ويرتبط عادةً بزيادة الوزن، وينتج عن مقاومة خلايا الجسم لتأثير هرمون الإنسولين عليها.[١٠]

مستويات السكر في الدم لتشخيص السكري

يوضح الجدول التالي مستويات السكر في الدم التي يشخّص المريض بالسكري بناءً عليها:[٩]


اختبار السكر في الدّم
الطبيعي (ميليغرام/ديسيلتر)
مقدّمات السكري (ميليغرام/ديسيلتر)
الإصابة بالسكّري (ميليغرام/ديسيلتر)
العشوائي (يقاس السكر في الدم خلال أي وقت دون تحضير)
أقل من 200
-
200 أو أكثر
الصيامي (بعد الصيام لمدة 8 ساعات)
أقل من 100
125-100
126 أو أكثر
بعد وجبة الطعام بساعتين
أقل من 140
199-140
200 أو أكثر


مرحلة ما قبل السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) وهي المرحلة التي تكون فيها مستويات السكر في الدم مرتفعة، ولكن ليس بالقدر الكافي لتشخيص السكري، وتشير هذه المرحلة إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالسكري، لذا لا بدّ من اتباع نمط حياة صحي بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول طعام صحي للسيطرة على مستويات السكر في الدم، ومنع تطورها إلى مرض سكري.[١١]


كيفية الوقاية من تذبذب السكر في الدم

من الممكن لمريض السكّري أن يمنع، أو يقلل من تذبذب مستويات السكر في الدّم عن طريق التالي:

  • مارس الرياضة بانتظام: فهذا يساعد على السيطرة على مستويات السكر في الدم، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب ممارسة الرياضة في حال وجود الكيتونات في البول فهذا قد يرفع السكر في الدم،[١٢] والكيتونات هي أحد المواد الناتجة عن حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من السكر، وارتفاع مستوياتها قد يشير إلى الإصابة بأحد مضاعفات مرض السكري التي تتطلب العلاج الطارئ.[١٣]
  • تجنّب أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام مباشرة: بل يُنصَح بالقيام بأي تمرين بسيط، بما في ذلك المشي أو حتى تنظيف الصحون.[١٤]
  • تناول الطعام الصحي: فيُنصَح بأن تحتوي وجبة الطعام على المجموعات الغذائية الرئيسية كافة، فتحتوي على الخضروات، والفواكه، والنشويات، والبروتينات، والدهون الصحية، كما يُنصَح بتجنُّب الأطعمة الغنية بالسكر والمشروبات السكرية التي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم على الفور.[١]
  • احرص على اتباع تعليمات الطبيب كافة فيا يتعلق بالأدوية الواجب أخذها: خاصةً أدوية الإنسولين،[١٢] والحرص على تخزينها بالطريقة الصحيحة، كما عليك مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكِّن في حال حدوث تذبذبات في السكر في الدّم، أي انخفاضها أو ارتفاعها باستمرار، وذلك لإجراء التعديلات اللازمة على الأدوية.[١]
  • حاول التخفيف من التوتر قدر الإمكان: ويمكن ذلك من خلال التأمل وممارسة الرياضة، وأحيانًا قد يكون من الضروري مراجعة مختصّ.[١]


مرض السكري الهش

يتميّز مرض السكّري الهشّ بتذبذبات واضحة في مستوى السكّر في الدّم، بحيث من الممكن أن يكون مستوى السكّر في الدّم مرتفع جدًّا ثم ما يلبث أن ينخفض كثيرًا بعد ذلك، ممّا قد يستدعي الدخول إلى المستشفى مرات كثيرة حتى التمكُّن من السيطرة على مستويات السكر في الدم، فيُستخدم هذا المصطلح لوصف السكري الذي يَصعُب السيطرة عليه.[١٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Diabetes management: How lifestyle, daily routine affect blood sugar", mayoclinic, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  2. "Normal Blood Sugar Values, Molarity and Fluctuations", news-medical, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Trouble Controlling Your Blood Sugar? It Could Be ‘Brittle Diabetes’"، clevelandclinic، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2021. Edited.
  4. is a disease in,body does not make insulin. "Diabetes", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "20 Reasons for Blood Sugar Swings", webmd, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث or physical stress,until their blood sugars soar. "Blood Sugar Swings", nwphysicians, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "10 Surprising Causes of Blood Sugar Swings You Probably Didn’t Know", everydayhealth, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  8. "Fibromyalgia", nhs, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Blood Sugar Level Ranges", diabetes, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  10. "Differences Between Type 1 and Type 2", diabetes, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  11. "Prediabetes - Your Chance to Prevent Type 2 Diabetes", cdc, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Manage Blood Sugar", cdc, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  13. "Ketones in Urine", medlineplus, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  14. Michael Dansinger (12/6/2020), "Controlling Blood Sugar Spikes With Diet, Exercise", WebMD, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  15. diabetes is a term,to too low ( hypoglycemia ). "Brittle diabetes", rarediseases, Retrieved 1/3/2021. Edited.