تُعد المتلازمة الأيضية إحدى المشاكل التي يُعاني منها العديد من الأشخاص، وسنناقش في هذا المقال التفاصيل المتعلقة بهذه المتلازمة.[١]


المتلازمة الأيضيّة

المتلازمة الأيضيّة، أو متلازمة الأيض، أو متلازمة التمثيل الغذائي (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)، هي مجموعة من المشاكل الصحيّة التي تحدث معاً، وتتضمن: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة نسبة الدهون في الجسم تحديداً حول منطقة الخصر، واضطراب مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية،[٢] ومن الجدير ذكره أنّ الإصابة بهذه المشاكل الصحيّة غالباً ما تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجيّة، والسكتة الدماغية، وغيرها من الحالات التي تؤثر في الأوعية الدموية، وفي الحقيقة يمكن أن تتسبّب الإصابة بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة بمفردها في إتلاف الأوعية الدموية، ولكن الإصابة بهذه المشاكل الصحيّة الثلاثة معًا يُعد أمرًا خطيرًا بشكلٍ خاص،[١] ويُمكن القول إن إصابة الشخص بواحد فقط من هذه الأمراض لا يعني أنّه يعاني من المتلازمة الأيضيّة، ولكن هذا يعني أن لديه خطراً أكبر للإصابة بها وغيرها من الأمراض الخطيرة.[٢]


أعراض المتلازمة الأيضيّة

في العادة لا تظهر أيّة أعراض جسديّة بشكلٍ مباشر على الشخص المُصاب بالمتلازمة الأيضية، ولكن قد تتطور الاضطرابات الأيضية المُرتبطة بهذه المتلازمة مع مرور الوقت، وفي حال كان الشخص غير مُتأكّد مما إذا كان يُعاني من المتلازمة الأيضيّة أم لا، فيُمكن مُراجعة مقدم الرعاية الصحية لإجراء الفحوصات التشخيصيّة اللازمة، مثل: قياس ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، ونسبة الجلوكوز في الدم.[٣]


أسباب وعوامل خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضيّة

في الحقيقة لم يتمكّن الخبراء إلى الآن من تحديد السّبب الدقيق الذي يكمن وراء الإصابة بالمتلازمة الأيضيّة،[٤] ولكن تمّ ربط الإصابة بها بالعديد من العوامل، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٥]

  • الإصابة بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin resistance)، وذلك يعني عدم قُدرة الجسم على استخدام هرمون الإنسولين بكفاءة عالية، بحيث يستمر الجسم في صنع المزيد والمزيد من الإنسولين، كمحاولة منه لمُقاومة ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وفي الحقيقة عادةً ما ترتبط مقاومة الإنسولين ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن في منطقة البطن.
  • السُمنة، خاصة إذا كانت في منطقة البطن، حيثُ يقول بعض الخبراء أنّ المتلازمة الأيضيّة أصبحت أكثر شيوعًا نتيجة ارتفاع معدلات السُمنة.
  • نمط الحياة غير الصحي، إذ يمكن أن يلعب اتباع نظام غذائي غير صحيّ كتناول الأطعمة المُصنعة، وعدم ممارسة النشاط البدني الكافي، دورًا في الإصابة بالمُتلازمة الأيضيّة.
  • اضطراب الهرمونات، حيثُ يُمكن أن ترتبط بعض الحالات الصحية مثل متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) واختصاراً PCOS، باختلال التوازن الهرموني وحدوث المتلازمة الأيضيّة.
  • التدخين.
  • التقدم في العُمر.[٦]
  • العِرق، إذ يُعتقد بأنّ الأمريكيون من أصل مكسيكي هم الأكثر عُرضةً للإصابة بمتلازمة الأيض مقارنةً بالأعراق الأخرى في أمريكا.[٦]
  • العامل الوراثي، حيثُ يمكن أن تزيد الجينات من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين.[٦]


تشخيص المتلازمة الأيضيّة

وفقًا لجمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American Heart Association)، واختصاراً (AHA)، يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة الأيضيّة، إذا كان لِدى المريض ثلاثة على الأقل من الأعراض الخمسة التالية:[٧]

  • السمنة المركزية أو البطنيّة، خاصة في حال كان قياس الخصر قد تجاوز 101.6 سنتيمتر لدى الرجال، و88.9 سنتيمتر لدى النساء.
  • ارتفاع مُعدل الجلوكوز الصياميّ (بالإنجليزية: Fasting plasma glucose) بحيث يبلغ 100 ملغرام/ديسيلتر أو أكثر.
  • ارتفاع مستويات ضغط الدم بحيث تبلغ 130/85 مليمتراً زئبقي أو أكثر.
  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم بحيث تبلغ 150 ملغرام/ديسيلتر أو أكثر.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد المعروف بالبروتين الدهني عالي الكثافة (بالإنجليزيّة: High-density lipoprotein)، اختصاراً (HDL)، بحيث تبلغ 40 ملغرام/ديسيلتر أو أقل لدى الرجال، و50 ملغرام/ديسيلتر أو أقل لدى النساء.


علاج المتلازمة الأيضيّة

بشكلٍ عام يعتمد علاج المتلازمة الأيضيّة على معالجة جميع المشاكل الصحيّة المُرتبطة بها، بما في ذلك: ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وارتفاع السكر في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم، ويكون الهدف من ذلك هو تقليل احتماليّة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري، وغالباً ما يوصي الأطباء أولاً بإجراء تغييرات على نمط الحياة حيثُ يُعد هذا الخيار أحد الخيارات العلاجية الفعّالة في مُعظم الحالات،[٨] وبالرغم من ذلك فهناك بعض الحالات التي تستلزم العلاجات الدوائية والطبية؛ تحديدًا الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها من خلال إجراء التعديلات الغذائية ونمط الحياة.[٩]


تغيير نمط الحياة

تتضمن تغييرات نمط الحياة ما يأتي:[٨]

  • اتباع نظام غذائي صحي: ويتضمن النظام الغذائي الصحي تناول أطعمة تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول والملح، وغني بالفواكه والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، إذ يُساهم هذا النظام في تحسين مستوى الكوليسترول، ومقاومة الأنسولين، وضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٨]
  • فقدان الوزن الزائد: ففي حالات الإصابة بالسمنة أو الوزن الزائد يمكن أن يساعد فقدان حوالي 5-10% من الوزن على التخفيف من حالة مقاومة الأنسولين، وضغط الدم، بالإضافة إلى خفض خطر الإصابة بداء السكري، وفي الحقيقة يُمكن مُناقشة الطبيب حول الخيارات التي قد تكون متاحة للمُساعدة على فقدان الوزن والحفاظ عليه، مثل: النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وقد تستلزم بعض الحالات استخدام أنواع مُعينة من الأدوية أو الخضوع لجراحة إنقاص الوزن.[١٠]
  • تخفيف التوتر والضغوط النفسية والسيطرة عليها: وذلك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء.[١١]
  • الحصول على ساعات كافية من النوم: وذلك من خلال النوم لمدة 6 ساعات على الأقل في فترة الليل.[١١]
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي: ويُمكن استشارة الطبيب بشأن برامج الدعم التي يمكن أن تُساعد على الإقلاع عن التدخين، وفي حال كان الشخص لا يُدخن فينبغي عليه مُحاولة تجنّب الوجود مع الآخرين أثناء التدخين.[١٢]
  • مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام: يُمكن أن تُساهم ممارسة الرياضة في تقليل المخاطر بشكلٍ ملحوظ، فقد ثَبَت بأنّ ممارسة التمارين الرياضيّة باعتدال قد يُحدث فرقًا ويُحسّن من صحة القلب.[١٢]


العلاج الدوائي

قد يصِف الطبيب بعض الأدوية وفقًا لحالة المريض والمشاكل التي يُعاني منها، وقد تتضمن الأدوية الموصوفة بهدف المساعدة على علاج المتلازمة الأيضيّة ما يأتي:[١٢]

  • الأدوية المُستخدمة لعلاج ضغط الدم.
  • أدوية المُستخدمة لخفض مستويات الكوليسترول الضّار في الدم.
  • أدوية السكري، مثل دواء الميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin).
  • دواء الأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin) بجرعة منخفضة، حيثُ يُمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، خاصّةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تخثر الدم، أو المعرضين للخطر الإصابة بجلطات الدم.[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "Metabolic syndrome"، nhs، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Metabolic syndrome", mayoclinic, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  3. "Metabolic Syndrome", clevelandclinic, Retrieved 22/2/2021. Edited.
  4. "Metabolic Syndrome", hopkinsmedicine, Retrieved 22/2/2021. Edited.
  5. "What Is Metabolic Syndrome?", webmd, Retrieved 22/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Metabolic Syndrome", nhlbi, Retrieved 22/2/2021. Edited.
  7. "Symptoms and Diagnosis of Metabolic Syndrome", heart, Retrieved 22/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "How Do You Treat Metabolic Syndrome?", webmd, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  9. "Metabolic syndrome: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  10. "Metabolic syndrome", mayoclinic, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "What Is Metabolic Syndrome?", verywellhealth, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "The Metabolic Syndrome", hopkinsmedicine, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  13. "How Do You Treat Metabolic Syndrome?", webmd, Retrieved 24/2/2021. Edited.