من المعروف أن ارتفاع السكر في الدم يقلل المناعة تحديداً إذا لم يسيطر المريض على قراءاته بشكل جيد، ولكن كيف ولماذا تتأثر يحدث ذلك؟

لماذا مرض السكري يقلل المناعة

يُعتقد أن ارتفاع مستوى سكر الدم عند مرضى السكري، ويؤدي ذلك إلى حدوث خلل في الاستجابة المناعيّة، مما يضعف قدرة الجسم على ردع مسببات الأمراض، وذلك يجعل مرضى السكري أكثر عرضة للعدوى، ويُمكن شرح آليات الجسم في تقليل المناعة لدى مرضى السكري على النحو التالي:[١]


  • ارتفاع حموضة الدم: حيث يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم المزمن إلى ارتفاع حمضية الدم الأمر الذي يقلل من نشاط جهاز المناعة.
  • إبطاء التروية الدموية بالجسم: يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى إبطاء التروية عبر الأوعية الدمويّة، مسبباً تلف في الأعصاب مع مرور الزمن، مما يؤدي في النهاية إلى إضعاف مناعة الجسم، ويُمكن شرح ذلك على النحو التالي:
  • يصاب مرضى السكري بتلف في أعصاب الجلد، والذي يُعد أحد خطوط الدفاع المناعية عن الجسم، ويؤدي ذلك إلى إصابة الجلد بالعدوى نتيجة التعرض لإصابات دون الإحساس بها، وهذا يفسر سبب إصابة مرضى السكري بالتهابات في الجلد والأنسجة الرخوة.
  • يصاب مرضى السكري بتلف في الأعصاب في مناطق أخرى من الجسم مثل المسالك البوليّة، إذ يؤدي تلف الأعصاب في المسالك البوليّة إلى احتباس البول الذي يسبب التهاب المسالك البوليّة.
  • يؤدي عدم التحكم الجيد بمستويات الجلوكوز في الدم، إلى بطء التئام تقرحات القدم السكريّة (Diabetic foot ulcers) والتهاب النسيج الخلوي (Cellulitis)، مما يؤدي إلى تحولهم إلى حالات أشد، مثل التهاب العظم والنقي (Osteomyelitis).
  • انخفاض إنتاج الخلايا المتعادلة (أحد أنواع كريات الدم البيضاء): يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز إلى انخفاض إنتاج الخلايا المتعادلة (Neutrophil)، وهي أحد أنواع كريات الدم البيضاء، التي تساعد على مهاجمة الأجسام الغريبة التي تدخل إلى الجسم.
  • ارتفاع مستوى الكالسيوم الخلوي في الكريات البيضاء متعددة النوى: يؤدي ارتفاع مستوى الكالسيوم الخلوي في الكريات البيضاء متعددة النوى (PMNs)، إلى تثبيط صناعة الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، ويتنج عن ذلك ما يأتي:
  • تقليل عملية البلعمة والتي تعد مهمة في الاستجابة المناعية للجسم.
  • التأثير على قدرة الخلايا البيضاء متعددة النوى على التحرك باتجاه موقع العدوى.
  • التأثير على عملية موت الخلايا المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis)، والتي تعد من العمليات الحيوية التي يحتاجها الجسم.
  • تغيّرات استجابة جهاز المناعة: يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى حدوث تغيرات في وظيفة جهاز المناعة، مما يزيد خطر الإصابة بالعدوى، وتشمل هذه التغيرات ما يأتي:
  • انخفاض الاستجابة المتممة (Complement response).
  • ضعف التصاق الكريات البيضاء (Leukocyte adherence).
  • انخفاض نشاط قتل الجراثيم (Bactericidal).


ماذا يعني ذلك لك كمريض السكري؟

ما يجب أن تدركه كمريض بالسكري أنّ ارتفاع السكر في دمك بشكل متكرر ودون سيطرة جيدة يضعف مناعتك، وهذا أمر عليك الانتباه له طوال الوقت، فتعمل مع طبيبك على متابعة أي ارتفاعات متكررة بالسكر لإعادة ضبطها بالحمية أو تعديل جرعات أدوية السكري.

كما يجب أن تولي أهمية قصوى لضبط ومراقبة السكر في الدم قبل وبعد إجراء أي عمليات جراحية، أو التعرض لجروح بالغة نوعاً ما تحتاج وقتاً لتلتئم، أو عند الإصابة بأي مرض أو التهاب في الجسم، فكلما سيطر على مستوى السكر في دمه تعافى أسرع.



إن ضبط السكر في دمك بالحمية والدواء وسيلتك الأمثل لتحمي نفسك من حدوث مضاعفات السكري ومخاطره بأنواعها.



المراجع

  1. low and chronic inflammation,invading pathogens in diabetic subjects. "Type 2 Diabetes and its Impact on the Immune System ", www.pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22/2/2021. Edited.