إنّ عدم قدرة الرجل على الحفاظ على وضعيّة الانتصاب لمدّة كافية للجماع، أو عدم وجود انتصاب من الأصل يسمّى بضعف الانتصاب أو العجز الجنسي (Erectile dysfunction)، وهو ما قد تسبّبه عدّة عوامل، قد تكون نفسيّة أو جسدية أو كليهما، ولعلّ أحد أكثر هذه المسبّبات شيوعًا هو مرض السكّري، فما هو تأثير السكّري على الانتصاب، وكيف يمكن علاجه أو التخفيف من خطر الإصابة به، هذا ما سنطلعك عليه في المقال التالي.[١]


هل يؤثر السكري في الانتصاب؟

نعم، فعندما يكون الرّجل مثارًا جنسيًّا تطلق مادّة كيميائيّة تسمّى أكسيد النيتريك (بالإنجليزية: Nitric oxide) في مجرى الدم، وتؤثّر في الشرايين والعضلات الموجودة في العضو الذكري فتدفعه للتمدد، وهذا من شأنه السماح بتدفّق المزيد من الدّم إليه ليساعده على الانتصاب، ولكن الإصابة بمرض السكري خاصة ذلك الذي لم يتم التحكّم به جيدًا، قد تؤدي إلى ضعف ضخّ الدّم إلى بعض أجزاء الجسم، بما فيها العضو الذكري والأعصاب التي تتحكّم فيه وتؤدّي إلى انتصابه، نظرًا لأنّ هؤلاء المرضى قد يعانون من تقلّبات مستوى السكّر في الدم، وإذا ما ارتفع مستواه بشكل كبير فإنّه يؤدّي إلى انخفاض إنتاج أكسيد النيتريك، وبالتالي انخفاض تدفّق الدّم إليه، مانعًا بذلك حصول الانتصاب أو الحفاظ عليه لوقتِ كافٍ،[١]ورغم أنّ ضعف الانتصاب مشكلة شائعة بين الرجال المصابين بمرض السكري، إلّا أنّ الإصابة به ليست مؤكّدة.[٢]


علاج ضعف الانتصاب

يمكن بيان السبل العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب في حالات ضعف الانتصاب على النحو التالي:[٢]

  • الأدوية الفموية الخاصة بضعف الانتصاب: وهي مجموعة من الأدوية التي من الممكن أن تساعد على ازدياد تدفّق الدم إلى العضو الذكري، ممّا يجعل الانتصاب والحفاظ عليه أسهل من ذي قبل، ولا بدّ من استشارة الطبيب قبل أخذ أي منها، ونذكر بعضها فيما يأتي:
  • أدوية السيلدينافيل (بالإنجليزية: Sildenafil): مثل الفياجرا.
  • أدوية فاردينافل (بالإنجليزية: Vardenafil): مثل ليفيترا (بالإنجليزية: Levitra)، ستاكسين (بالإنجليزية: Staxyn).
  • أدوية أفانافيل (بالإنجليزية: Avanafil): مثل ستيندرا (بالإنجليزية: Stendra).
  • أدوية أخرى: في حال كان هناك مانع من استخدام الأدوية المذكورة آنفًا، فمن الممكن استبدالها واستخدام أدوية أخرى قد تزيد أيضًا من تدفّق الدم في العضو الذكري، وبالتالي انتصابه والحفاظ عليه كذلك، مثل تحميلة صغيرة جدًّا توضع في طرف العضو الذكري قبل الجماع مباشرة، أو أدوية أخرى توضع في قاعدة العضو الذكري أو أحد طرفيه.
  • جهاز التفريغ الانقباضي: (بالإنجليزية: Vacuum-constriction device) ويسمّى أيضًا بمضخّة العضو الذكري (بالإنجليزية: Penis pump) أو مضخّة الفراغ (بالإنجليزية: Vacuum pump)، نظرًا لأنها تحتوي أنبوبة فارغة يوضع فيها العضو الذكري، ثمّ تسحب المضخّة الدّم إليه ليحدث الانتصاب، كما يضاف حلقة على قاعدة العضو الذكري ليحافظ على وضعيّته بعد إزالة الأنبوب، ولكن من الجدير العلم أنّه لا بدّ من استشارة الطبيب قبل استخدام شيءِ كهذا.
  • زراعة العضو الذكري: (بالإنجليزية: Penile implants) حيث يتم زراعة عضو ذكري شبه صلب أو قابل للنفخ، وهو أحد الخيارات الجراحيّة الآمنة التي من الممكن أن تكون حلًّا مناسبا للكثيرين في حال فشلت كل الطّرق السابقة.


نصائح للتقليل من خطر الإصابة بضعف الانتصاب

إنّ خطر الإصابة بضعف الانتصاب من الأمور التي يمكن السيطرة عليها وتجنّبها، ويكون ذلك عن طريق اتّخاذ نمط حياة صحيّة وسليمة، للحفاظ على صحّة الأوعيّة الدمويّة، ومن النصائح التي يمكن اتّباعها للتقليل من خطر الانتصاب نذكر ما يأتي:[٣]

  • ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام: فوفقًا لدراسات أجريت في جامعة هارفارد فإنّ التمارين الرياضيّة المعتدلة من الممكن أن تكون سببًا في استعادة الأداء الجنسي للرجال في منتصف العمر ممن يعانون من السمنة المفرطة وضعف الانتصاب، كما أشارت إلى أنّ المشي لمدة 30 دقيقة فقط يوميًا كفيلٌ بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الجنسي بنسبة 41٪.

لعلك تساءلت: ما هي أفضل التمارين الرياضية لمرضى السكري؟


  • اتّباع نظام غذائي صحيّ سليم ومتوازن: ففي دراسة قام بها معهد ماساتشوستس عن شيخوخة الذّكور، وُجِد أنّ اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى نسبة منخفضة من اللحوم الحمراء، والمعالجة، والحبوب المكررة من شأنه أن يخفض احتماليّة الإصابة بضعف الانتصاب.
  • الحفاظ على صحة الأوعية الدمويّة: فمثلا ارتفاع كلِّ من ضغط الدّم، ونسبة السّكر في الدّم، والكوليسترول والدهون الثلاثيّة من الممكن أن تضر بصحّة الشرايين وتؤدّي إلى مضاعفات عديدة منها، لذا لا بد من استشارة الطبيب للكشف عن الأوعية واتخاذ الإجراء المناسب بناء على صحتها، ومن هذه المضاعفات:
  • النوبات القلبية.
  • السكتة الدماغية.
  • ضعف الانتصاب.
  • الحفاظ على وزن صحي مناسب: فمحيط الخصر مهمّ جدًّا، فكلما زاد محيطه يرتفع خطر ضعف الانتصاب، لذلك من الجيّد فقدان بعض الوزن في حالة السمنة المفرطة المرتبطة بزيادة أمراض الأوعية الدموية والسكري الذين يشكّلان سببين رئيسيين لضعف الانتصاب.
  • تحريك عضلات الحوض: حيث إنّ قاع الحوض القويّ يعزّز الانتصاب، ويساعد على حبس الدم في العضو الذكري لفترة مناسبة، ومن أجل ذلك يمكن إجراء تمارين مناسبة لتقويتها، بالإضافة إلى إجراء تعديلات على نمط الحياة.
  • تجنُّب المنشّطات البنائيّة: (بالإنجليزيّة: Anabolic steroids) وهي من المواد التي قد يُساء استخدامها من قبل الريّاضيين، حيث يمكن أن تسبب صغر حجم الخصيتين، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون.[٤]
  • الابتعاد عن التدخين: حيث من الممكن أن يسبب التدخين ضررًا للأوعية الدمويّة ويقلّل من تدفق الدم إلى العضو الذكري، كما أن النيكوتين يجعل الأوعية الدموية تتقلّص، ممّا يعيق تدفّق الدّم إليه أيضُا.[٤]
  • مراقبة الهرمونات الذكرية: غالبًا ما يبدأ هرمون التستوستيرون بالانخفاض بشكل حاد حول سن 50 لدى الرجال، ومن الأعراض التي تشير إلى نقصه:[٤]
  • ضعف في الانتصاب.
  • انخفاض الرغبة الجنسيّة.
  • المزاجية.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • الابتعاد عن الضغوطات النّفسية: حيث إنّ الإجهاد والضّغط النّفسي قد يؤدّيان إلى تعزيز هرمون الأدرينالين، ممّا يسبّب انقباض الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك العضو الذكري.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "Diabetes and erectile dysfunction", medicalnewstoday, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Erectile dysfunction and diabetes: Take control today", mayoclinic, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  3. "5 natural ways to overcome erectile dysfunction", health.harvard, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Protect Your Erection: 11 Tips", webmd, Retrieved 19/1/2021. Edited.