مرض الزهايمر والسكري، ما العلاقة؟

يُعرَف مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease)، بأنه شكلٌ من أشكال الخَرَف (بالإنجليزية: Dementia)، وبحسب الدراسات الحديثة فإن لمرض الزهايمر صلةٌ وثيقة مع مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes mellitus).^[١]

مرض الزهايمر ومرض السكري

في الحقيقة يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، فارتفاع مستوى سكر الدم لفتراتٍ طويلة من الوقت يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية المغذّية للدماغ بصورة تدريجية، بدوره يساهم في تطوّر مرض الزهايمر، لذلك يمكن لبعض الإجراءات أن تُساهم في التقليل من احتمالية تطوّر مرض الزهايمر مثل؛ السيطرة على مستوى سكر الدم، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي،^[٢][٣] ويتميّز الشخص المُصاب بمرض الزهايمر بأعراضٍ مثل، الارتباك وفقدان الذاكرة، ولغاية اللحظة لا يمكن الشفاء من مرض الزهايمر بشكلٍ تامّ، إلا أنه يمكن استخدام علاجاتٍ معينة تساعد في الحدّ من تفاقم المرض سوءًا.^[١]

كيف يمكن أن يؤدي مرض السكري أن يزيد احتمالية الإصابة بالزهايمر

ما زال الأطباء حتى الوقت الراهن يجهلون السبب المؤدي لمرض الزهايمر أو ارتباطه بمرض السكري، ولكن ارتفاع مستوى السكر أو الإنسولين في الدم يمكن أن يؤذي الدماغ بطرقٍ متعددة منها ما يلي:

^[٣]

• يزيد مرض السكري من خطورة الإصابة بأمراض القلب والسّكتات الدماغية، التي يمكن أن تسبب الأذى للقلب والأوعية الدموية، وبدورها تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ بشكلٍ تدريجي، ومن ثمّ الإصابة بمرض الزهايمر.

• اختلال توازن العديد من المواد الكيميائية التي يعتمد عليها الدماغ لإتمام وظائفه بشكل صحيح، الحاصل بسبب ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم، والذي بدوره يُساهم في تحفيز تطوّر مرض الزهايمر.

• ارتفاع مستوى سكر الدم يسبب العديد من الالتهابات، والذي قد يصل إلى خلايا الدماغ، ومن ثم التسبب في تطوّر الإصابة بمرض الزهايمر.

هل يؤثر العمر في زيادة احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر المرتبط بالسكري؟

تبيّن أن عامل العمر له علاقةٌ باحتمالية الإصابة بمرض الزهايمر المرتبط بالسكري، فالأشخاص المصابون بمرض السكري وتزيد أعمارهم عن 60 عامًا، هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض الزهايمر مقارنةً بمن لا يعانون من مرض السكري.^[١]

لماذا يسمّى مرض الزهايمر بالسكري من النوع الثالث؟

يحدث مرض السكري من النوع الثالث عندما تصبح الخلايا العصبية في الدماغ غير قادرة على الاستجابة لهرمون الإنسولين، والذي يعدّ وجوده أساسيًا لاستخدام الدماغ سكر الدم والقيام بوظائفه الإدراكية خصوصًا للذاكرة والتعلم،^[٤] ومن المنطق اعتماد حقيقة أن مقاومة خلايا الدماغ لهرمون الإنسولين هي سمة من سمات مرض الزهايمر،^[٥] وهذا يثبت حقيقة أن مرض الزهايمر له خصائص كيميائية وحيوية مشابهة لمرض السكري.^[٦]

كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بالزهايمر المرتبط بالسكري

يمكن للمريض اتباع عدّة خطوات لمساعدة نفسه أو أحد أفراد أسرته للتقليل من خطر حدوث مرض ألزهايمر المرتبط بمرض السكري، ومن المهم جدًا مشاركة الطبيب في هذه الإرشادات لتجنّب أو تقليل حدوث أيّ مضاعفات مثل مرض الزهايمر،^[٧] ومن الإجراءات التي يمكن اتباعها ما يلي:

• السيطرة على مستوى سكر الدم: توصي جمعية السكري الأمريكية بأن تكون نسبة السكر التراكمي HbA1c أقلّ من 7% لمعظم الأشخاص، الذي قد يختلف اختلافًا بسيطًا من شخصٍ لآخر باختلاف العمر، وفروقاتٍ فردية أخرى. ^[٨]
• ممارسة التمارين الرياضية والنشاط البدني: بهدف مساعدة خلايا الجسم على استخدام هرمون الإنسولين بفعالية، وعلى ذلك التحكّم في مستوى سكر الدم، وتجنّب النسب المرتفعة من هرمون الإنسولين في الدم والدماغ، ومن الجدير بالذكر أن النشاط البدني يساعد على زيادة تدفق الدم الغنيّ بالأكسجين إلى الدماغ ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.^[٩]
• استخدام دواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin): إذ وجدت دراسة أجريت على أكثر من 15000 شخصٍ أكبر من 55 عامًا من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، أن المرضى الذين تناولوا دواء الميتفورمين كانوا أقلّ عرضة للإصابة بمرض الزهايمر وأيّ أنواعٍ أخرى من الخرف مقارنةً بأولئك الأشخاص الذين تناولوا أدويةً أخرى للسكري.^[١٠]
• الإقلاع عن التدخين.^[١]
• تناول نظام غذائي صحي متوازن.^[١]

أوجه التشابه بين داء السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر

يتشابه مرض السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر بعدد من النقاط، وفيما يلي ذكر لبعضها:^[١]

• تتفاقم أعراض كلٍ منهما بشكلٍ تدريجي.
• لا يوجد علاج يشفي من كلا المرضين بشكلٍ تامّ.
• تزداد احتمالية الإصابة بهذه الأمراض مع التقدم في العمر.
• يعتبر العامل الوراثي عامل خطورة لكلا المرضين.