غيبوبة السكر هي أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تصيب الأشخاص المُصابين بالسكري، والتي تتطلب علاجًا فوريًا، وفيها يفقد المُصاب وعيه وقدرته على الاستجابة للبيئة المحيطة،[١] وعلى الرغم من أنّها نادرة الحدوث نسبيًا، إلا أنّه من الضروري معرفة الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بها، بهدف تجنُّبها،[٢] فما هي أسباب حدوث غيبوبة السكر؟ وما هي العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثها؟


لماذا تحدث غيبوبة السكر؟

تحدث غيبوبة السكر نتيجة حدوث ارتفاع شديد في مستويات السكر في الدم أو انخفاض شديد بها لفترات طويلة، إذ قد يؤدي هذا إلى الإصابة بعدد من الحالات المُسبِّبة لحدوث غيبوبة السكر،[٣] ويوجد ثلاث حالات أو مُسبِّبات رئيسية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بها،[٢] والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:


الحماض الكيتوني السكري

الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis - DKA) هو أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تصيب الأشخاص المُصابين بالسكري نتيجة نقص هرمون الإنسولين في أجسامهم،[٤] إذ يساعد هرمون الإنسولين على نقل السكر-الجلوكوز- من الدم إلى الخلايا لتتمكّن من استخدامه كمصدر للطاقة،[٥] لذا عند انخفاض هرمون الإنسولين لا يستطيع الجسم استخدام السكر، وبدلًا منه يستخدم الدهون للحصول على الطاقة، الأمر الذي يؤدي إلى إطلاق أحماض الكيتون داخل الجسم،[٤] وزيادة مستوى الأحماض في الدم، فيعاني الأشخاص المصابون بالحماض الكيتوني السكري من ارتفاع مستويات الكيتون وارتفاع مستويات السكر في الدم.[٦]


يعدّ الحماض الكيتوني السكري من الحالات الطارئة التي تتطلب علاجًا فوريًا، وذلك لتجنٌّب حدوث غيبوبة السكري وغيرها من المضاعفات التي قد تهدِّد حياة الشخص،[٦] وقد يصيب الحماض الكيتوني السكري أي شخص مُصاب بأي نوع من أنواع السكري، إلا أنّه غالبًا ما يصيب الأشخاص المُصابين بالسكري من النوع الأول،[٣] الناتج عن عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، والذي غالبًا ما يُصيب الأطفال.[٧]


متلازمة فرط الأسمولية السكري

متلازمة فرط الأسمولية السكري (بالإنجليزية: Hyperosmolar Hyperglycemic Syndrome - HHS) هي أحد المضاعفات الخطيرة لمرض السكري، التي تحدث نتيجة الارتفاع الشديد في مستويات السكر في الدم لفترات طويلة،[٨] فتتجاوز مستويات السكر في الدم في هذه الحالة 600 ميليغرام/ديسيلتر، لكن لا يرافقها وجود مركبات الكيتون في الجسم.[١]


تعمل الكلى في الحالات الطبيعية على التخلُّص من السكر الزائد في الدم عن طريق إخراجه من الجسم عبر البول، وهذا يؤدي إلى فقدان الجسم للماء، وفي الحالات الشديدة مثل متلازمة فرط الأسمولية السكري قد يؤدي هذا إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والإصابة بالجفاف، فيُصبح تركيز المواد داخل الدم مرتفعًا، وهذا ما يُطلَق عليه فرط الأسمولية،[٩] ممّا يجعل الدم أكثر سماكة وتركيزًا،[١] وكمحاولة للتغلُّب على ذلك يبدأ الجسم بسحب الماء الموجود في الأعضاء بما في ذلك الدماغ نحو الدم، مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة كغيبوبة السكر في حال عدم تلقي المُصاب العلاج الفوري.[٩]


يُصيب فرط الأسمولية السكري غالبًا كبار السن المُصابين بالسكري من النوع الثاني، الذين تكون لديهم مستويات السكر غير مستقرة ضمن المستويات المطلوبة،[٦] ويعد السكري من النوع الثاني النوع الأكثر شيوعًا من أنواع السكري، والناتج عن عدم قدرة الجسم على إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين، أو عدم قدرة خلايا الجسم على الاستجابة لتأثيرات هذا الهرمون جيدًا، وهو غالبًا ما يُصيب الأشخاص البالغين.[١٠]


انخفاض مستويات السكر في الدم

قد يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم الشديد إلى حدوث غيبوبة السكر، أي عندما تقل مستويات السكر في الدم عن 63 ميليغرام/ديسيلتر،[١١] إذ تحتاج خلايا الدماغ للسكر حتى تتمكّن من العمل جيدًا،[١٢] وغالبًا ما يصيب هذا الأشخاص المُصابين بالنوع الأول من السكري، إلا أنّه قد يصيب أيضًا الأشخاص المُصابين بالنوع الثاني.[٦]لعلك تساءلت: أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم


يوجد عدة أسباب قد تؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[١١]

  • أخذ جرعة كبيرة من أدوية الإنسولين أو بعض أدوية علاج السكري الأخرى.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة من دون تناول كميات كافية من الطعام، أو إنقاص جرعة الدواء بالقدر الكافي.
  • عدم تناول كميات كافية من الطعام، أو نسيان تناول وجبة ما.
  • شرب كميات كبيرة من الكحول، خصوصًا في حال عدم تناول كميات كافية من الطعام بالتزامن مع ذلك.


العوامل التي تزيد من خطر حدوث غيبوبة السكر

قد تصيب غيبوبة السكر أي شخص مُصاب بالسكري، إلا أنّه يوجد عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث ذلك، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[١٣]

  • مشاكل في أدوات إعطاء أدوية الإنسولين: كما هو الحال عند تلف مضخة الإنسولين أو التفاف أحد أنابيبها، فهذا قد يؤدي إلى توقُّف وصول دواء الإنسولين للجسم في الأشخاص الذين يعتمدون عليها، ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بالحماض الكيتوني السكري.
  • إجراء عملية جراحية، أو التعرُّض لإصابة جسدية أو مرض: إذ يرتفع مستوى السكر في الدم طبيعيًا في هذه الحالات، وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بالحماض الكيتوني السكري في حال عدم زيادة جرعات أدوية الإنسولين -بناءً على توصيات الطبيب- للتغلب على الزيادة في مستويات السكر في الدم، خصوصًا في الأشخاص المُصابين بالنوع الأول من السكري.
  • الإصابة بالقصور القلبي أو أمراض الكلى: إذ تزيد هذه من خطر الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكري.
  • عدم تناول الوجبات الغذائية أو عدم أخذ أدوية الإنسولين: قد يتجاهل بعض الأشخاص المُصابين بالسكري تناول الوجبات الغذائية أو أخذ أدوية الإنسولين بالطريقة التي حدّدها الطبيب بسبَّب الرغبة في إنقاص الوزن، الأمر الذي يزيد من خطر حدوث غيبوبة السكر.
  • تعاطي المخدرات: مثل الكوكايين، فهذا يزيد من خطر حدوث ارتفاع شديد في مستويات السكر في الدم.[١٢]
  • تناول المشروبات الكحولية: يزيد شرب الكحول من صعوبة تمييز الشخص للأعراض المرافقة لحدوث انخفاض في مستويات السكر لديه، كما أنّها تؤثر في مستويات السكر بالدم بطرق مختلفة، ممّا قد يؤدي إلى حدوث انخفاض شديد في مستويات السكر في الدم.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Diabetic Coma"، Cleveland Clinic ، 12/2/2020، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Diabetic Coma"، Diabetes.co.uk، 15/1/2019، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Diabetic coma", NCH Healthcare System, 22/5/2015, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Diabetic ketoacidosis", NHS, 1/5/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  5. "Blood Sugar and Insulin at Work", American Diabetes Association, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Kate Bass (26/9/2018), "How do you recover from a diabetic coma?", MedicalNewsToday, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  7. Romesh Khardori (24/12/2020), "Type 1 Diabetes Mellitus", Medscape, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  8. "Hyperosmolar Hyperglycemic Syndrome", Cleveland Clinic , 13/11/2019, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Diabetic hyperglycemic hyperosmolar syndrome"، MedlinePlus، 26/1/2020، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. Edited.
  10. "Type 2 Diabetes", NIH: National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases , 5/2017, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Diabetic coma", Better Health Channel, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Diabetic coma", Drugs.com, 26/6/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  13. "Diabetic coma", Mayo Clinic, 26/6/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.