يحرص الطبيب على إجراء فحوصات خاصة بالسكري لجميع النساء الحوامل أثناء فترة الحمل للكشف عن إصابة المرأة الحامل بالسكري مبكِّرًا، خاصةً أن سكري الحمل لا ترافقه أية أعراض ظاهرة في الغالب، وعادةً ما يتم اكتشافه خلال الثلث الثاني من الحمل، فتساعد هذه الفحوصات على التحكم بمستويات السكر في الدم للوقاية من المضاعفات المُحتمل ظهورها بسبب السكري، وبذلك يتم المحافظة على سلامة الأم والجنين ومنع أي صعوبات في الولادة.[١][٢]


سبب ظهور سكري الحمل

في الحقيقة لا يمكن تحديد المسبِّب المباشر للإصابة بسكري الحمل (Gestational Diabetes Mellitus) بشكل دقيق في كثير من الحالات بسبب كثرة وتعقيد الأسباب المؤثرة فيه؛ حيث يمكن أن يتأثر في بعض العوامل الوراثية وأنماط الحياة السائدة.[١] وفي الواقع لا يدل إصابة الأم الحامل بسكري الحمل على نقص إنتاج الإنسولين أو مقاومة الخلايا له بالضرورة، إنمّا يرتبط في كثير من الأحيان بعدم قدرة الجسم على مجاراة تأثير بعض التغيرات التي يمر بها جسم المرأة الحامل أثناء فترة الحمل، ومن أهمها ارتفاع نسب بعض الهرمونات مثل الإستروجين (Estrogen)، والكورتيزول (Cortisol)، وهرمون محفز الألبان البشري المشيمي (Human Placental Lactogen).[٣]


ولفهم ما سبق يجدر بيان أنّ هذه الهرمونات قد تمتلك تأثيراتٍ مضادّة لتأثير هرمون الإنسولين؛ ممّا يعيق عمله داخل جسم الأم الحامل، فيؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم بدلاً من أن تمتصه الخلايا. ويجدر بالذكر أنّ هذا التأثير يبدأ عادةً بعد مرور 20-24 أسبوعاً من الحمل،[٣] ومع تقدّم نمو المشيمة أثناء الحمل تزداد حاجة جسم الأم الحامل لإنتاج هذه الهرمونات، ممّا يزيد في تصنيعها، وبالتالي تتسبب بالمزيد من مقاومة الإنسولين وإعاقة عمله، وغالبًا ما يستطيع البنكرياس السيطرة على هذا التأثير المضاد ومجاراته من خلال إنتاج كميات إضافية من هرمون الإنسولين، إلا أن الكميات الإضافية من الإنسولين قد لا تكون كافيةً للتغلب على تأثير هرمونات الحمل في بعض الحالات، ما يؤدي إلى إصابة الأم الحامل بسكري الحمل، مع العلم أنّه عادة ما يختفي بعد الولادة.[٣]

عوامل تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل

في الحقيقة تمتلك بعض النساء الحوامل قابليّةً للإصابة بسكري الحمل أكثر من غيرهنّ، حيث من الممكن أن ترفع عدة عوامل من نسبة خطر إصابتهنّ بسكري الحمل، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • قلة ممارسة النشاط البدني، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، والاستلقاء لفترات طويلة.
  • التشخيص بالإصابة بمرحلة ما قبل السكري قبل الحمل.[٤][٥]



مرحلة ما قبل السكري: تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعدلات الطبيعية بقليل، إلا انّها أقل من المعدلات التي يُشخَص بها السكري.


  • وجود تاريخ شخصي سابق للإصابة بسكّري الحمل.[٤]
  • الإصابة بمتلازمة تكيُّس المبايض (Polycystic ovarian syndrome).[٤]
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[٤]
  • ارتفاع مستوى الدهون في منطقة وسط الجسم والبطن.[٤]
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو أمراض القلب، أو أيّة غيرها من الأمراض.[٦]
  • تعرّض الأم الحامل للإجهاض سابقًا.[٦]
  • تعرّض الأم سابقًا إلى حالة إنجاب جنين ميّت أو مصاب بتشوّهات خلقية.[٦]
  • زيادة عمر الأم الحامل.[٦]
  • انحدار الأم الحامل من أعراق معيّنة، مثل الأصول الإسبانية، والأصول الهنديّة الأمريكية، والأصول الأمريكية الآسيوية.[٦]
  • السمنة: ترتفع نسبة الإصابة بسكري الحمل عند النساء الحوامل اللواتي يزيد مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهنّ عن 30.[٧][٨] للمزيد من المعلومات: السمنة ومرض السكري



يعبّر (BMI) عن نسبة وزن جسم الشخص إلى طوله، ويبلغ المعدل الطبيعي المعتدل لمؤشر كتلة الجسم بين 18.5 إلى 24.99.


  • الحمل بتوأم أو أكثر.[٤]
  • زيادة كمية السوائل حول الجنين، وهي حالة طبية تدعى بالاستسقاء السلوي (Polyhydramnios).[٩]
  • زيادة حجم الجنين ووزنه عن الحد الطبيعي.[٩]
  • إنجاب طفل يزيد وزنه عند الولادة عن 4.5 كيلوغرامًا أو حصول بعض المضاعفات في حمل سابق.[١٠]
  • تناول أدوية معينة: كالكورتيزون أو أدوية مضادات الذهان (Antipsychotic Medications).[١٠]


هل يمكن منع الإصابة بسكري الحمل؟

الجواب نعم؛ ففي الواقع لا يمكن منع الإصابة بسكري الحمل في بعض الحالات، لكن يمكن الوقاية من الإصابة به قبل الحمل وخلاله من خلال الحفاظ على وزن صحي، واتّباع نظام حياة صحي؛ يتضمن القيام بالأنشطة البدنية وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، وتناول الوجبات الصحية الغنية بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا يؤدي أيضًا إلى تقليل فرص الإصابة بالنوع الثاني من السكري بعد الحمل.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب "Gestational diabetes", medlineplus, 18/8/2020, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  2. "Gestational diabetes", mayoclinic, 26/8/2020, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Gestational Diabetes Mellitus (GDM)", hopkinsmedicine, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Colleen de Bellefonds (28/12/2020), "Gestational Diabetes (GD) During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  5. is a serious health,1 in 3—have prediabetes. "Prediabetes - Your Chance to Prevent Type 2 Diabetes", CDC, 11/6/2020, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج Michael Dansinger (13/12/2019), " Gestational Diabetes", webmd, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  7. " - Gestational diabetes ", nhs, 6/8/2019, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  8. "What is the body mass index (BMI)?", The National Health Service , Retrieved 17/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Why diabetes develops in pregnancy ", hse, 28/3/2019, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Diabetes - gestational ", betterhealth, 28/11/2019, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  11. "Ways to prevent gestational diabetes", Medical news today, Retrieved 15/1/2021. Edited.