غيبوبة السكر هي أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن مرض السكري، نتيجة الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد لمستويات السكر في الدم، والتي تتطلب معالجة طبية طارئة،[١] لكن لحسن الحظ يوجد العديد من التدابير المساعدة على الوقاية منها،[٢] فما هي التدابير المساعدة على الوقاية من الإصابة بغيبوبة السكر؟





الوقاية من غيبوبة السكر

يمكن الوقاية من الإصابة بغيبوبة السكر عن طريق اتباع كافة التدابير اللازمة للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المستويات المطلوبة التي يحددها الطبيب،[٣] ويمكن بيان طرق الوقاية من غيبوبة السكر على النحو الآتي:


الالتزام بالخطة العلاجية التي وصفها الطبيب

يساعد الالتزام بالخطة العلاجية وأخذ أدوية السكري التي وصفها الطبيب بناءً على إرشاداته على الوقاية من الإصابة بغيبوبة السكر،[٤] وغيرها من المضاعفات الناتجة عن السكري، إذ يوصي الطبيب بتناول الأدوية المناسبة للسيطرة على مستويات السكر بالدم، إلا أنّك تلعب الدور الأساسي في ذلك بالالتزام بتناول الأدوية الصحيحة في الوقت المناسب، ويمكن أن تساعدك التدابير الآتية على ذلك:[٥]

  • احرص على الحصول على الأدوية التي وصفها الطبيب مباشرةً بعد وصفها: يمكنك أن تسأل الصيدلاني عن التطبيقات الإلكترونية المساعدة على تذكُّر تناول الأدوية، أو سؤاله إن كانت الصيدلية توفر خدمة بعث الرسائل للتذكير بضرورة العودة لشراء الدواء عند اقتراب انتهائه، وفي حال كانت الأدوية غالية الثمن بالنسبة إليك قد يساعدك الصيدلاني على إيجاد بدائل للدواء ذات تكلفة أقل، وفي الحقيقة يساعك معرفة الهدف من تناول الدواء على الالتزام بأخذه، لذا اسأل الطبيب أو الصيدلاني عن ذلك.
  • احرص على تناول الأدوية في الأوقات التي حدّدها الطبيب: فهذا يساعدك على الحصول على الفائدة القصوى من الدواء.
  • أخبر الطبيب عن معتقداتك ومخاوفك حول الأدوية التي ستأخذها: إذ يساعدك هذا على التغلُّب عليها وإيجاد حلول لبعض منها، كما هو الحال في حال قلقك من تناول عدد كبير من حبوب الأدوية يوميًا.


الالتزام بجدول مناسب لتناول وجبات الطعام

يساعد الالتزام بجدول لتناول وجبات الطعام الرئيسية والوجبات الخفيفة على السيطرة على مستويات السكر في الدم،[٤] والوقاية من ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر، إذ يجب الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن، كما يساعد الالتزام بتناول الكمية المناسبة ذاتها من الكربوهيدرات في الوجبات على ذلك، إذ يُسبِّب تناول الكربوهيدرات ارتفاع مستويات السكر بدرجة أكبر وبسرعة أعلى من ارتفاعها عند تناول البروتينات، ويجب الإشارة إلى أنّه يُنصَح بتناول الكربوهيدرات في الأطعمة التي تحتوي على الألياف أيضًا، إذ يُسبِّب تناول الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات والتي لا تحتوي على الألياف كالمشروبات الغازية ارتفاع مستويات السكر بالدم بسرعة أكبر من الكربوهيدرات التي تحتوي على الألياف، كما هو الحال في البطاطا الحلوة.[٦]


يُنصَح باستخدام صحن بقطر يصل لحوالي 22 سينتمتر عند تناول وجبات الطعام، وملء نصفه بالخضروات التي لا تحتوي على الكربوهيدرات مثل السلطة أو البروكلي، ثم ملء أحد أرباعه بالأطعمة التي تحتوي على البروتينات الخالية من الدهون مثل: الدجاج، أو البيض، أو البقوليات، أما ربعه الأخير فيمكن ملئه بالأطعمة النشوية أو الحبوب كالبطاطا، أو الأرز، أو المعكرونة.[٦]


مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار

يساعد إجراءك للفحوصات اللازمة لمعرفة مستويات السكر في الدم باستمرار على الكشف عن حدوث أي زيادة أو انخفاض فيها،[٤] ويختلف عدد المرات التي من الضروري إجراء فحوصات السكر فيها من مريض لآخر اعتمادًا على العديد من العوامل، فمثلًا يستدعي تناول بعض الأدوية لعلاج السكري إجراء الفحوصات بشكل أكثر تكرارًا، كما هو الحال عند أخذ حقن الأنسولين، أو بعض الأدوية الفموية التي تزيد من خطر حدوث انخفاض مستويات السكر في الدم، كأدوية السلفونيل يوريا (بالإنجليزية: Sulphonylurea)، وكذلك يجب على الأشخاص المُصابين بالسكري من النوع الأول قياس مستويات السكر بشكل أكثر تكرارًا،[٧] وهو نوع السكري الأكثر شيوعًا عند الأطفال.[٨]


يجدر التنويه إلى ضرورة زيادة عدد مرات الفحص عند ممارسة التمارين الرياضية، خصوصًا في حال كانت ممارستها بشكل غير منتظم، إذ قد يُسبِّب ذلك انخفاض مستوى السكر في الدم، حتى بعد ساعات من انتهاء التمرين.[٤]


تجدر الإشارة إلى أنّ بعض المُصابين قد يحتاجون لاستخدام أجهزة المراقبة المستمرة لمستويات السكر في الدم (GCM)، وفيها تُوضَع أداة حساسة تحت الجلد، وتظهر المعلومات منها على جهاز لاسلكي، وتُستخدَم هذه غالبًا في حال كانت مستويات السكر في الدم غير مستقرة وخارج المستويات المطلوبة لها باستمرار، أو في حال كان المُصاب لا يشعر بأعراض انخفاض السكر في الدم لديه، حيث تنبّه هذه الأجهزة الشخص عند انخفاض مستويات السكر لديه.[٩]


الكشف عن وجود مركبات الكيتون في البول عند ارتفاع مستويات السكر في الدم

يُنصَح بإجراء فحص للكشف عن وجود مركبات الكيتون في البول في حال تجاوز مستويات السكر في الدم 250 ميليغرام/ديسيلتر فيما يزيد عن فحصين متتاليتين، خصوصًا في حال الإصابة بمرض ما، ومن ثم مراجعة الطبيب على الفور في حال وجودها،[١٠] وذلك باستخدام شرائط الفحص الخاصة واتباع التعليمات الموجودة على عبوة الفحص، فوجود الكيتونات قد يشير إلى الإصابة بأحد مضاعفات السكري الخطيرة المؤدية إلى الإصابة بغيبوبة السكر، وهي الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزيّة: Diabetic ketoacidosis).[١١]


استشارة الطبيب حول الإجراءات اللازمة عند الإصابة بالمرض

قد تؤدي الإصابة بالأمراض أو العدوى إلى زيادة مستويات السكر في الدم، لذا من الضروري استشارة الطبيب حول الإجراءات الواجب اتخاذها في حال حدوث ذلك،[٩] ومن الأمور الواجب الحرص عليها ما يأتي:[١٢]

  • قم بقياس مستوى السكر في الدم كل 4 ساعات.
  • افحص وجود الكيتونات في البول، وراجع الطبيب على الفور في حال وجودها.
  • راقب درجة حرارة الجسم باستمرار.
  • احرص على تناول 30-50 غرام من الكربوهيدرات كل 3-4 ساعات إن استطعت ذلك.
  • اشرب كميات كافية من السوائل؛ للوقاية من الإصابة بالجفاف خصوصًا في حال إصابتك بالإسهال أو التقيؤ، فيُنصَح بشرب كوب من السوائل كل ساعة تقريبًا أثناء استيقاظك.
  • لا تتوقف عن أخذ حقن الأنسولين حتى لو لم تكن تستطع تناول الطعام الصلب، فبدلًا منه يمكنك شرب المشروبات التي تحتوي على السكر لمنع هبوط مستويات السكر في الدم.
  • استشر الطبيب فيما إذا كان يوجد ضرورة للتوقُّف عن تناول بعض أدوية علاج السكري الفموية.
  • استشر طبيبك قبل أخذ أي دواء لعلاج المرض أو العدوى المُصاب بها، كأدوية علاج الاحتقان أو السعال.


الحرص على توفر حقن الغلوكاغون ومصدر للسكريات سريعة المفعول طوال الوقت

من الضروري توفُّر عقار الغوكاغون (بالإنجليزية: Glucagon) ومصدر سريع للسكريات طوال الوقت في حال كنت من الأشخاص الذين يأخذون حقن الإنسولين لعلاج السكري، فهذا يساعد على علاج انخفاض مستويات السكر بالدم بسرعة في حال حدوث ذلك، ومن المصادر السريعة للسكريات: عصير البرتقال، وحبوب الجلوكوز،[١٠] أما الغلوكاغون هو عقار يتوفر على شكل حقنة تحت الجلد، ويعمل عن طريق تحفيز الكبد على إطلاق السكريات المُخزنَة فيه، ويُستخدَم لعلاج الحالات الطارئة من الانخفاض الشديد لمستويات السكر في الدم.[١٣]




من الضروري إخبار الأصدقاء والأشخاص القريبين كيفية التعرُّف على الأعراض والعلامات التي تشير إلى حدوث انخفاض أو ارتفاع شديد في مستويات السكر بالدم، وكيفية إعطاء الحقن اللازمة.



[١٠]


ارتداء قلادة أو سوار طبي يشير إلى الإصابة بالسكري

فهذا يساعد على تمكُّن الآخرين من معرفة حالتك وإصابتك بالسكري، وعمل الإجراءات اللازمة، خصوصًا في حال فقدانك الوعي، وعدم إدراكك لما يدور حولك.[٩]


الانتباه لحدوث أعراض الارتفاع أو الانخفاض في مستوى السكر في الدم

يساعد معرفة هذه الأعراض والانتباه إليها على اتخاذ التدابير اللازمة للعلاج بسرعة دون تأخير، ممّا يساعد على الوقاية من حدوث المضاعفات مثل غيبوبة السكري، ويمكن بيان الأعراض على النحو الآتي:[١٤][١٥]

  • أعراض ارتفاع مستوى السكر في الدم: وتتضمن هذه:
  • كثرة التبول.
  • الشعور بالرغبة الشديدة في النوم.
  • الشعور بالعطش، أو الجوع الشديد، أو كليهما.
  • الغثيان.
  • زغللة العينين.
  • أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم: وتتضمن هذه:
  • الارتعاش.
  • تسارع ضربات القلب.
  • التعرُّق.
  • القلق.
  • الشعور بالجوع الشديد.
  • الشعور بالضعف أو التعب.
  • الهيجان.

المراجع

  1. "Diabetic Coma", Cleveland Clinic, 12/2/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  2. Kate Bass (26/9/2018), "How do you recover from a diabetic coma?", MedicalNewsToday, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  3. "Diabetic Coma: Prevention", Cleveland Clinic, 12/2/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Diabetic coma", Mayo ClinicSEARCH, 26/6/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  5. "Taking Medication", Association of Diabetes Care & Education Specialists, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب want to plan,higher than protein or fat. "Diabetes Meal Planning", CDC, 2/4/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  7. "How often do I need to test my blood glucose?", .Diabetes.co.uk, 15/1/2019, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  8. Romesh Khardori (24/12/2020), "Type 1 Diabetes Mellitus", Medscape, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Diabetic coma", NCH Healthcare System, 22/5/2015, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Diabetic coma", Drugs.com, 26/1/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  11. your cells don't,a coma or even death. "Ketones in Urine", MedlinePlus , Retrieved 11/1/2021. Edited.
  12. Michael Dansinger (17/7/2020), "How Do I Manage My Blood Sugar When I’m Sick?", WebMD, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  13. "Glucagon Injection", MedlinePlus, 15/11/2019, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  14. "Diabetic Coma", Diabetes.co.uk, 15/1/2019, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  15. "High and Low Blood Sugar Symptoms", .Diabetes.co.uk, 15/1/2020, Retrieved 11/1/2021. Edited.