يعدّ مستوى سكر الدم منخفضًا عن الحد الطبيعي عندما يصل إلى أقلّ من 70 ميليغراماً/ديسيلتر، ويكون المُصاب حينها بحاجةٍ إلى التدخّل الفوري لرفع مستوى سكر الدم إلى الحدّ الطّبيعي، وتجنُّب حدوث أية مضاعفات مرتبطة به.[١][٢] ويوجد العديد من الأمراض التي تزيد من خطر حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم، فما هي هذه الأمراض؟ وكيف تؤثر في مستويات سكر الدم؟



انخفاض مستوى سكر الدم يؤثر بشكلٍ رئيسي في الدماغ، الذي يعتمد على السكر كمصدر أساسي للطاقة.




كيف يحافظ الجسم على مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية؟

يتم الحفاظ على مستويات السكر بشكل رئيسي بمساعدة هرمونين ينتجهما البنكرياس هما: الإنسولين والجلوكاغون؛ فبعد تناول الطعام، يتكسر الطعام ويتحول إلى جزيئات بسيطة أهمّها الجلوكوز، فتدخل الكميات المناسبة منه إلى خلايا الجسم بمساعدة هرمون الإنسولين لاستخدامه كمصدر للطاقة، بينما تُخزّن الكميات الزائدة في الكبد والعضلات على شكل سكر الجلايكوجين، وهذا يساعد على خفض مستويات السكر في الدم.[٣]


وفي حالة الصّيام أو الانقطاع عن الأكل لعدة ساعات، ينخفض مستوى سكر الدم، فيقوم البنكرياس بإفراز هرمون الجلوكاجون، الذي يُحفّز الكبد على تفكيك سكر الجلايكوجين إلى سكر الجلوكوز، ومن ثمّ إطلاقه إلى مجرى الدم، وبهذه الآلية يحافظ الجسم على مستوى سكر الدم ضمن المعدل الطّبيعي.[٣]


أمراض تسبب انخفاض السكر في الدم

وفيما يأتي سنذكر أهم الأمراض التي تتسبب بانخفاض سكر الدم بشيءٍ من التفصيل. [٣]

أدوية علاج مرض السكري

على الرغم من أنّ مرض السكري هو المرض المُسبِّب لارتفاع مستويات السكر في الدم، إلا أنّه أيضًا من مسبِّبات هبوط السكر في الدم، خصوصًا في فترة العلاج؛ حيث يستخدم المريض حقن الإنسولين، أو أحد أدوية السكري،[٤] ويكون ذلك نتيجة أحد الأسباب الآتية:[٥]

  • تناول جرعةٍ زائدة من هرمون الإنسولين، أو أحد الأدوية الخافضة لمستوى سكر الدم.
  • عدم تناول وجبات الطعام بكمياتٍ كافية.
  • تأخير تناول بعض وجبات الطعام عن موعدها المحدّد، أو نسيان تناولها.
  • ممارسة التمارين الرّياضية المُجهِدَة، دون تناول الطعام بكمياتٍ كافية، أو دون تحديد جرعة الإنسولين أو الدواء بشكل مناسب.
  • شرب الكحول.



يحدث مرض السكري إمّا بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، أو عدم إنتاج كمياتٍ كافية منه، وقد ينجم عن خللٍ في استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين.





انخفاض مستوى السكر الدم يكون أكثر شيوعاً عند استخدام الإنسولين، وأقل شيوعًا في حال العلاج بالأدوية الفموية الخافضة للسكر.




فقدان الشهية العصبي

يعدّ فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) اضطرابًا في طبيعة الأكل؛ إذ يشعر المُصاب بشكلٍ سلبي تجاه جسمه، فيعتقد بأنه يعاني من السمنّة حتى وإن كان وزنه طبيعيًا، ممّا يدفعه إلى محاولة تقليل وزنه قدر الإمكان بعدّة طرق مثل: الامتناع عن تناول الطعام، أو ممارسة التّمارين الرياضية المُجهِدة، أو تناول بعض الأدوية المُسهلة أو المدرّة للبول بعد تناول الطعام،[٦] فيتسبب ذلك في استنفاد الجلايكوجين والجلوكوز من الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى سكر الدم.[٧]


أمراض الغدة النخامية

قد يُصاب الجسم ببعض الأمراض المسبِّبة لانخفاض هرمونات الغدة النخامية، ممّا يؤثر في مستوى هرمونات الغدد الأخرى؛ ونظرًا لدور هذه الهرمونات في المحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي، خصوصًا هرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية، وهرمون النموّ الذي تفرزه الغدة النخامية نفسها، فإن انخفاض إفرازها قد يتسبب بحدوث انخفاض مستوى سكر الدم.[٨][٢][٩]



تعدّ الغدة النّخامية الغدة الرئيسة في الجسم؛ فهي تتحكّم في أداء معظم الغدد الأخرى المُفرِزة للهرمونات.




أمراض الغدة الكظرية

من الممكن أن تتعرّض الغدة الكظرية إلى اضطراباتٍ تتسبب في تقليل تراكيز الهرمونات التي تفرزها، والضّرورية للحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن المعدّل الطبيعي، مثل: هرمون الكورتيزول، وهرمون الأدرينالين، والنورأدرينالين.[١٠][١١]


أمراض الكبد

قد تسبب إصابة الكبد بالأمراض مثل التهاب الكبد الحاد، أو تليف الكبد نقصًا في مستوى سكر الدم؛[٣] إذ إنّ أيّ اضطرابٍ مؤثر في سلامة خلايا الكبد وعملها يؤثر في قدرة الكبد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية، إذ قد تؤثر هذه الأمراض في قدرة الكبد على إطلاق الجلوكوز وتحريره إلى الدم.[١٢]



تنتج مشاكل الكبد غالبًا عن استخدام الكثير من الأدوية، أو شرب الكحول بكثرة.




أمراض الكلى المزمنة

تعدّ أمراض الكلى المزمنة من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى سكر الدم، سواءً كان المريض يعاني من مرض السّكري أم لا، وتتطلّب السّيطرة على مرض السكري عند مصابي أمراض الكلى المزمنة اعتباراتٍ خاصّة، فقد يعاني مريض السكري المُصاب بأمراض الكلى المزمنة من عدّة مشكلات تُفاقِم من اختلال مستوى السكر في جسمه، وفيما يأتي سنوضّح ذلك بشيء من التفصيل:[١٣]

  • ضعف وظائف الكلى عند مصابي أمراض الكلى: ففي حالة مرضى السكري، تنخفض قدرة الكلى على ترشيح الإنسولين الزائد والأدوية الفموية المُستخدمة في تنظيم مستوى السكر إلى خارج الجسم، مما يتسبب ببقائها في الجسم لمدةٍ أطول، وتعريض المُصاب إلى نوبات انخفاض مستوى سكر الدم.



يكون مريض السكري الذي يعاني من أمراض الكلى المزمنة بحاجةٍ إلى جرعةٍ أقلّ من الإنسولين مقارنةً بمرضى السكري الآخرين وغير المصابين بأمراض الكلى.


  • تأثر أنسجة الجسم الأخرى عند الإصابة بأمراض الكلى: إذ تتراجع قدرة بعض أنسجة الجسم على تكسير هرمون الإنسولين وإبطال فعاليته في حال الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
  • انخفاض الشهية عند الإصابة بأمراض الكلى: ممّا يتسبب بسوء التّغذية الذي يقلل من كمية السكر الدّاخلة إلى الجسم.


الأورام

تساهم الإصابة ببعض الأورام النادر حدوثها في مفاقمة الاضطرابات التي تؤثر في مستوى سكر الدم، مثل سرطان البنكرياس الذي يتسبب بإنتاج كمياتٍ زائدة من هرمون الإنسولين، أو الأورام التي تنتج مواد شبيهة بهرمون الإنسولين مثل IGF-II، مما يؤدي إلى زيادةٍ امتصاص السكر من الدم إلى داخل الخلايا بدرجة تفوق المعدلات الطبيعية، الأمر الذي يعرِّض المُصاب إلى هبوطٍ في مستوى سكر الدم.[١٤][١٥]


أسباب أخرى محتملة لانخفاض سكر الدم

قد تتسبب بعض العوامل الأخرى في انخفاض مستوى سكر الدم، فيما يأتي سنبيّن أبرزها:

  • عدم تناول كميات كافية من الكربوهيدرات في الوجبات الغذائية اليومية.[١٦]
  • عدم تناول الطعام أو تأخير الوجبة.[١٦]
  • زيادة النشاط البدني إلى حد كبير.[١٦]
  • الحمل.[١٧]
  • تناول بعض أنواع الأدوية كبعض المضادات الحيوية وأدوية علاج الملاريا.[١٨]


نصائح لمنع انخفاض سكر الدم

تساعد عدداً من النّصائح على الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن حدوده الطبيعية، والتي نذكر بعضًا منها على النحو التالي:[١٩][٢٠]

  • التعرّف إلى عوامل الخطر المسببة لانخفاض مستوى سكر الدم ومحاولة تجنبها.
  • الالتزام بالجرعة المناسبة من هرمون الإنسولين، أو الأدوية الخافضة لسكر الدم في حال الإصابة بالسكري، وأخذها في الأوقات الصحيحة التي يوصي بها الطبيب.
  • مراقبة مستوى سكر الدم باستمرار.
  • تناول غذاء صحي متوازن يحتوي على كمية كافية من الكربوهيدرات.
  • حمل وجبةٍ خفيفة تمدّ الجسم بالسكر عند الحاجة.
  • أخذ قسطٍ كافٍ من النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية المناسبة. لعلك تساءلت: ما هي أفضل التمارين الرياضية لمرضى السكري؟



المراجع

  1. ↑ "Hypoglycemia (Low Blood sugar)", diabetes, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Hypoglycemia", health harvard, 27/6/2019, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Hypoglycemia"، stclair، 13/3/2020، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2021. Edited.
  4. ↑ "differences between type 1 and type 2 diabetes", www.diabetes.org.uk, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  5. ↑ hypoglycemia occurs when someone,you don't have enough. "Diabetic hypoglycemia", www.mayoclinic.org, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  6. ↑ " Anorexia nervosa ", nhs, 4/1/2018, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  7. ↑ " Hypoglycemia May Be The Cause of Death in Anorexia Nervosa", gaudianiclinic, 23/11/2015, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  8. ↑ "Hypopituitarism", hopkinsmedicine, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  9. ↑ "Pituitary gland", www.yourhormones.info, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  10. ↑ " Adrenal Insufficiency (Addison's Disease) ", pituitary, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  11. ↑ "Adrenal Glands", hopkinsmedicine, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  12. ↑ "Hypoglycemia associated with liver disease and ethanol ", pubmed, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  13. ↑ Maureen F. Moen, Min Zhan, Van Doren Hsu, Lori D. Walker, Lisa M. Einhorn, Stephen L. Seliger and Jeffrey C. Fink (1/4/2009), "Frequency of Hypoglycemia and Its Significance in Chronic Kidney Disease", cjasn, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  14. ↑ Prof. Margaret Eckert-Norton, PHD, FNP-BC, CDE, Ramon Martinez, M.D., Susan Kirk, M.D. (23/7/2020), "Non Diabetic Hypoglycemia", hormone, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  15. ↑ Lana Burgess (10/8/2018), "Can you have hypoglycemia without diabetes?", medicalnewstoday, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت "Low Blood Glucose (Hypoglycemia)", niddk, 31/8/2016, Retrieved 10/2/2021. Edited.
  17. ↑ "Hypoglycemia", emedicine.medscape.com, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  18. ↑ "Can you have hypoglycemia without diabetes?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  19. ↑ "Detection, Prevention, and Treatment of Hypoglycemia in the Hospital", spectrum.diabetesjournals.org, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  20. ↑ "10 Ways to Prevent Low Blood Sugar", http://www.diabetesforecast.org/, Retrieved 14/2/2021. Edited.