يعد سكري الحمل أحد أنواع مرض السكري، حيث يصيب بعض النساء الحوامل أثناء فترة الحمل، وعلى الرغم من عدم إمكانيّة منع الإصابة به بشكل تام، إلا أنّه من الممكن اتخاذ بعض الإجراءات التي تساهم في تقليل فرص الإصابة به وتقليل الآثار المترتبة عليه.[١][٢]
طرق الوقاية من سكري الحمل
في الحقيقة يرافق الحمل الكثير من التغيرات الهرمونية والجسدية التي قد تتسبب ببعض الإرهاق لجسم المرأة الحامل، وتحرص الكثير من النساء الحوامل عادةً على اتخاذ قرارات وتغييرات صحية للمساهمة في توفير أفضل بيئة لنموّ الطفل وتطوره بشكل طبيعي وسليم، وفيما يأتي سنذكر بعض هذه التغيرات الصحية التي تساهم في المحافظة على حمل صحّي والتقليل من فرص الإصابة بسكري الحمل:[٣]
1-ابدئي الحمل بوزن صحي
من المهم أن تحرصي على زيادة نشاطك البدني والتخفيف من وزنك إذا كنتِ تعانين من الوزن الزائد وتخططين للحمل في المستقبل القريب، وذلك بهدف المساهمة في تقليل فرص الإصابة بسكري الحمل، إذ تساهم الأنشطة البدنية في تحسين حساسية خلايا الجسم لهرمون الإنسولين واستجابتها له، وبالتالي المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل المُستهدف،[٤] لذا من المهم أن تحاولي إجراء تغييرات دائمة على عاداتك الغذائية اليومية، مثل إدخال الخضار والفواكه إلى وجباتك، ممّا يساعدك على تخفيف الوزن والمحافظة عليه ضمن المعدل الطبيعي خلال الحمل.[٥]
للمزيد: السمنة ومرض السكري
2- اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًّا أثناء فترة الحمل
إن إجراء تغييرات على نظامك الغذائي الآن لا يحميك أنت وطفلك أثناء الحمل فحسب، بل يساعدك أيضًا على تطوير عادات أكل أفضل مدى الحياة، لذلك ننصحك باستشارة طبيبك أو أخصّائي التغذية لمساعدتك على اختيار الأطعمة المناسبة لك، التي قد تساهم في الحفاظ على مستوى سكر الجلوكوز في الدم ضمن المعدل المُستهدف، بالإضافة إلى تحديد المقدار المناسب للحصص الغذائية، والتوقيت المناسب لتناول الوجبات، وعادةً ما ينصح الأطباء وأخصّائيو التغذية النساء قبل الحمل بما يأتي:[٦][٧]
- تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات.
- تناول البروتين الصحي الخالي من الدهون والكربوهيدرات المعقدة.
- الحد من الدهون، وخاصة الدهون المشبعة والمتحولة، مثل: الزبدة، وزيت النخيل، وزيت جوز الهند، والجبن، واللحوم المُصنَّعة.
- التقليل من تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكر.
- الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل الخضار والفواكه، والمنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل: الشوفان، والأرز البني، والقمح الكامل، كما قد ينصحك طبيبك بأخذ مكملات غذائية تحتوي على الألياف أحيانًا.
3- حافظي على نشاطك البدني
حقيقةً وُجِد أنّ النساء الحوامل اللواتي يمارسن الرياضة منذ بداية الحمل وقبله، يكنّ أقل عرضةً للإصابة بسكري الحمل مقارنة بالنساء اللواتي لا يمارسن الرياضة أبدًا، بغض النظر عن أوزانهنّ إن كانت صحية أو زائدة،[٨] وفي الواقع، قد تساهم ممارسة الرياضة الآمنة والمناسبة خلال الحمل مثل السباحة والمشي السريع في المحافظة على مستويات صحية لنسبة السكر في الدم، والتقليل من خطر الإصابة بسكري الحمل بدرجة كبيرة.[٦]
4- راقبي مستوى السكر في دمك بانتظام
تعدّ المتابعة الدورية وزيارة الطبيب المختص من أهم الأمور التي تساهم في وقايتك من الإصابة بسكري الحمل أو تدارك شدّته والتحكّم به في حال الإصابة، كما من الضروري مراقبة مستوى السكر باستمرار من خلال إجراء فحص نسبة السكر في الدم بشكل متكرر أثناء فترة الحمل حسب توجيهات الطبيب، حيث يتسبب الحمل بتغيير حاجة الجسم للطاقة بشكل مستمر ومفاجئ، مما قد يتسبب بتغيُّر مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة، إذ يعد السكر في الدم المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الجسم.[٩]
5- حافظي على زيادة صحية في وزنك خلال الحمل
يعد اكتساب الوزن أثناء الحمل مؤشّرًا طبيعيًّا وصحيًّا، إذ من الطبيعي أن يزداد وزنك بمعدل معيّن مع تقدّم مراحل الحمل، ولكن قد تزداد فرصة إصابة المرأة الحامل بسكري الحمل في حالة اكتسابها الكثير من الوزن بسرعة كبيرة، لذلك من المهم أن تتابعي مع طبيبك وتسأليه عن الزيادة الصحيّة المتوقّعة في وزنك في كل مرحلة من مراحل حملك،[٥] ويمكن بيان المعدلات الصحية التقريبية لاكتساب الوزن خلال فترة الحمل بناءًا على ما توصي به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) على النحو الآتي:[١٠][١١]
الوزن قبل الحمل | الزيادة الطبيعية في الوزن حال الحمل بجنين واحد (كيلوغرام) | الزيادة الطبيعية في الوزن حال الحمل بتوأم (كيلوغرام) |
النحافة مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 | 18-13 | 28-22.5 |
الوزن الطبيعي مؤشر كتلة الجسم بين 18.5-24.9 | 16-11 | 24.5-18 |
زيادة الوزن مؤشر كتلة الجسم بين 25-29.9 | 11-7 | 22.5-14 |
السمنة مؤشر كتلة الجسم أكثر من أو يساوي 30 | 9-5 | 19-11 |
مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس لنسبة الدهون في الجسم، وهو يساوي وزن الجسم بالكيلوغرام مقسومًا على مربع طول الشخص بالمتر المربع.
6- احرصي على أخذ قسط كاف من النوم
أشارت دراسة نشرت في مجلة BMC Women's Health عام 2010 ميلادي وأُجريت على عدد كبير من النساء الحوامل من أعراق وأعمار مختلفة في الولايات المتحدة، إلى أنّ انخفاض عدد ساعات النوم لدى الحوامل يساهم في زيادة احتمالية إصابة النساء بسكري الحمل، حيث أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يحصلن على ساعات نوم تقل عن 4 ساعات يوميًا، يرتفع احتمال إصابتهنّ بسكري الحمل مقارنة بالنساء اللواتي يحصلن على أكثر من 9 ساعات من النوم،[١٢] لذا من المهم أن تحرصي على أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم خلال يومك، وخاصّةً في المساء، إذ تحتاجين إلى النوم ما يقارب 7-9 ساعات ليلًا لتمنحي جسدك الراحة التي يحتاجها خلال فترة الحمل، وإضافةً إلى ما سبق من الممكن أن تلجئي إلى استخدام أساليب تساعدك على الاسترخاء والنوم إذا كنتِ تعانين من الأرق أو صعوبةً في الاستغراق في النوم، مثل: الاستحمام، أو قراءة كتاب، أو التأمل.[١٣]
7- داومي على أخذ حبوب فيتامين د
تعتبر المكملات الغذائية والفيتامينات من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق حملٍ سليم وصحّي، ومن المهم أنّ تحرصي على أخذ المكملات الغذائية التي ينصحك بها الطبيب طيلة فترة حملك بدقّة، ومن هذه المكملات حبوب فيتامين د، حيث بينت دراسة أجريت عام 2013م على عيّنة عشوائية من النساء الحوامل المعرّضات للإصابة بسكري الحمل، أنّ أخذ حبوب فيتامين د في الثلث الأول والثاني من الحمل يلعب دورًا مهمًّا في تقليل احتمال إصابتهنّ بسكري الحمل.[١٤]
دواعي مراجعة الطبيب
احرصي على زيارة الطبيب عند التخطيط للحمل، وذلك من أجل تقييم صحتك العامة ومعرفة فرصة إصابتك المُحتملة بسكري الحمل، أمّا بعد الحمل وكجزء من الرعاية الصحية سيجري الطبيب العديد من الفحوصات والتقييمات للتحقق من سكري الحمل لديكِ، وفي حال إصابتك به، فقد يوصي طبيبك بخضوعك إلى بعض الفحوصات الإضافية المتعلقة بمستوى السكر في دمك وأخرى متعلقة بصحة جنينك، والتي غالبًا ما يتم إجراؤها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.[١٥]
للمزيد: ما هو سكري الحمل وما أعراضه؟
المراجع
- ↑ "Interventions to prevent women from developing diabetes during pregnancy: an overview of Cochrane systematic reviews", cochrane, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (13/5/2019), "Ways to prevent gestational diabetes", medicalnewstoday, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ Brandon Peters (21/1/2020), "The Effects of Lack of Sleep and Poor Sleep During Pregnancy ", verywellhealth, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ "Preventing Gestational Diabetes", niddk, 24/5/2017, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Gestational diabetes", mayoclinic, 26/8/2020, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Gestational Diabetes: Can I Lower My Risk?", webmd, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ Colleen de Bellefonds (28/12/2020), "Gestational Diabetes (GD) During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "What can help prevent gestational diabetes?", ncbi, 22/10/2020, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ "Gestational Diabetes and Pregnancy", Centers for Disease Control and Prevention, 14/7/2020, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ "Weight Gain During Pregnancy", CDC, 7/12/2020, Retrieved 13/2/2021. Edited.
- ↑ "Defining Adult Overweight and Obesity", CDC, 17/9/2020, Retrieved 13/2/2021. Edited.
- ↑ "Glucose intolerance and gestational diabetes risk in relation to sleep duration and snoring during pregnancy: a pilot study", ncbi, 14/5/2010, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ Colleen de Bellefonds (19/10/2017), "The Surprising Link Between Sleep and Gestational Diabetes", whattoexpect, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ Shole Shahgheibi, Fariba Farhadifar, and Bahar Pouya (28/1/2016), "The effect of vitamin D supplementation on gestational diabetes in high-risk women: Results from a randomized placebo-controlled trial", ncbi, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 19/1/2021. Edited.