تتعدّد المشاكل الصحيّة التي قد تصيب مريض السكري، وأحدها هي ضعف السمع، وفي الحقيقة فإنّه يسهل تشخيص كل من السكري وضعف السمع، ولكن غالبًا ما تبقى هذه المشاكل غير مُكتشفَة إلى حين ظهور بعض الأعراض التي تضطّر المريض لتقييم حالته ومراجعة الطبيب،[١] لكن كيف يؤثر مرض السكري في حاسة السمع؟ وكيف يمكن لمريض السكري الحفاظ على حاسة السمع لديه؟

ضعف السمع لدى مرضى السكري

أشارت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Annals of Internal Medicine عام 2008 ميلادي إلى أنّ الإصابة بضعف السمع أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المُصابين بالسكري بحوالي الضعف مقارنةً مع الأشخاص غير المُصابين بالسكري،[٢] وفي الحقيقة قد يصيب ضعف السمع أي مريض سكري ضمن أي فئة عمرية، وقد يحدث بشكل مفاجئ أحيانًا، لذلك من الضروري إجراء فحوصات سمعيّة سنويًّا، فالكشف المبكر عن حدوث ضعف في السمع يزيد من فرصة نجاح وفعالية العلاجات المُساعدة.[٣]


كيف يؤثر مرض السكري في حاسة السمع؟

لم يتمكن العلماء من معرفة الأسباب المؤدية لضعف السمع لدى مرضى السكري بدقة إلى الآن، لكن من الممكن تفسير ذلك بتضرُّر الأوعية الدموية الصغيرة والأعصاب في الأذن الداخلية نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار لدى بعض مرضى السكري، إذ يُؤثر الارتفاع المستمر في مستويات السكر في الدم في التروية الدموية ووصول الأكسجين للخلايا والأنسجة في الأذن الداخلية، ومع تضرُّر الأعصاب والأوعية الدموية هناك يصعب السمع.[٤]


علامات ضعف السمع لدى مرضى السكري

قد يصعب ملاحظة أعراض ضعف السمع لدى مرضى السكري في البداية، فغالبُا ما يتطور ضعف السمع لديهم ببطء، وفي الحقيقة قد يلاحظ أصدقاء المُصاب وأفراد أسرته علامات ضعف السمع عليه قبل أن يلاحظها هو أحيانًا،[٥] ونذكر من أعراض وعلامات ضعف السمع لدى مرضى السكري الآتي:[٣]

  • رفع مستوى صوت التلفاز لدرجة عالية، فقد يشكو أفراد عائلة المُصاب من ذلك باستمرار.
  • مواجهة المريض لصعوبة في السمع في الأماكن التي يكثر بها الضوضاء.
  • تكرار طلب المريض لإعادة الكلام ممن حوله في المحادثات.
  • طنين الأذن والشعور بأصوات كالهمس داخلها.
  • صعوبة فهم المحادثات الهاتفية.
  • صعوبة سماع الأصوات العالية الرفيعة، مثل: صوت الأطفال، وصوت الإناث.
  • صعوبة متابعة المحادثات التي تنطوي على أكثر من شخصين.[٥]
  • اعتقاد المريض أنّ الآخرين يتمتمون.[٥]

متى تجب مراجعة الطبيب؟

على مريض السكري أن يحدد موعدًا مع الطبيب في الحالات التالية:[٤]

  • ملاحظة أي من علامات فقدان السمع التي أشرنا لها.
  • فقدان السمع في واحدة من الأذنين أو كلتاهما بشكل مفاجئ.
  • الشعور بألم حاد في الأذن، أو ظهور أي من العلامات الدالة على الإصابة بعدوى الأذن،[٤] كالألم، والحمّى، وخروج بعض الإفرازات من الأذن، والحكّة، وغيرها العديد.[٦]


ماذا على المريض أن يفعل إذا كان يشك أنّه أصيب بضعف السمع؟

يترتب على المريض استشارة طبيبه على الفور في حال شكّ بإصابته بضعف السمع، أو بأي من الحالات الثلاثة المذكورة سابقًا، فقد يحوله طبيبه العام إلى طبيب مختصّ بمشاكل السمع، والذي سيجري له فحوصات كاملة لتقييم حاسة السمع لديه، ويبلغ المريض بكل ما عليه فعله للعلاج.[٥]


علاج ضعف السمع لدى مرضى السكري

يتضمن العلاج أحد الآتي:[٤]

  • سماعات الأذن الرقمية: تساعد هذه السماعات على رفع مستوى الصوت الداخل للأذن.
  • زراعة القوقعة: وذلك في حال فشل سماعات الأذن بتحسين السمع لدى المريض.
  • زرع جذع الدماغ السمعي: (بالإنجليزيّة: Auditory brainstem implants) وتستخدم هذه في الحالات الشديدة، التي يكون فيها العصب السمعي متضررًا للغاية.
  • لغة الإشارة أو قراءة حركة الشفاه: وتُستخدَم هذه في الحالات الشديدة للغاية لمساعدة المريض على التأقلم مع وضعه.


الحفاظ على السمع عند مريض السكري

على مريض السكري اتباع الإرشادات التالية للحفاظ على السمع:

  • المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المستويات التي أوصى بها الطبيب: وذلك باتباع توصيات الطبيب كافة فيما يخص العلاج وتناول أدوية السكري، بالإضافة إلى تناول غذاء صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وفقدان الوزن الزائد، والحرص على مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار.[٧][٨]
  • الإقلاع عن التدخين: إذ يعد التدخين أحد العوامل التي قد تسبِّب ضعف السمع أيضًا.[٧]
  • تجنب الضوضاء: مثل: أصوات الدراجات النارية، ومكبرات الصوت في الحفلات، وأصوات المناشير، بالإضافة إلى سماعات الأذن التي قد تصدر أصواتًا عالية، إذ قد تضر هذه كلها بحاسة السمع لدى الشخص، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الأحيان قد لا يستطيع المرء منع أصوات الضوضاء، كصوت الحفريات في الطرق، لذلك من المُستحسن في هذه الحالة مغادرة المكان بأقرب وقت ممكِّن، ويمكن الحكم على الصوت بأنه مرتفع جدًّا إذا كان الشخص بحاجة لأن يصرخ حتى يستطيع الآخرون سماعه.[٩]
  • ارتداء سماعات الحماية: في حال حتمية التعرّض للأصوات العالية جدًّا، فمن الممكن ارتداء سماعات تقي من الضوضاء، مثل: سدادات الأذن، أو سماعات الأذن التي تحدّ من الضجيج.[٩]
  • تجنّب وضع أي شيء داخل الأذن: إذ يعد جلد قناة الأذن رقيقًا جدًّا، وبالتالي من السهل تعرضه للضرر، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى، وربما قد يتسبب بثقب طبلة الأذن.[١٠]
  • علاج عدوى الأذن على الفور: فإهمال علاجها قد يؤدي إلى الإصابة بضعف السمع، لذا من الضروري مراجعة الطبيب فور ظهور أي من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بعدوى الأذن.[١٠]
  • استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء: إذ قد تؤثر بعض الأدوية في حاسة السمع، والطبيب هو الشخص الأقدر على تحديد مدى منافع العلاج ومأمونيته للشخص، لذا من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص تناول بعض الأدوية بما فيها المضادات الحيوية، والأسبرين.[١٠]
  • الحفاظ على نظام غذائي جيد: فكما أن الغذاء الجيد مفيد لصحة العضلات، والقلب، والعينين، وأعضاء الجسم الأخرى، فهو كذلك مفيد للأذن، كما يجب تجنُّب شرب الكحول.[١٠]
  • إجراء فحص سمعي كل 12-18 شهراً: وذلك حتى لو لم يكن الشخص مصابًا بالسكري.[٣]
  • استخدام خيار إلغاء الضوضاء في سماعات الرأس إن كان متوافرًا: بدلًا من رفع صوت الموسيقى في الجهاز لتغطية الضوضاء المحيطة.[٣]


المراجع

  1. "Hearing Loss and Diabetes", asha, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  2. "Hearing Loss Is Common in People with Diabetes", nih, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Diabetes and hearing loss", diabetesqld, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Hearing Loss and Deafness", diabetes, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Diabetes and Hearing Loss", diabetes, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  6. "Ear infections", NHS, 1/5/2018, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Madeline R. Vann (18/4/2012), with many conditions associated,protect your ears as well. "How to Keep Diabetes From Affecting Your Hearing", Everyday Health, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  8. "Diabetes", Mayo Clinic, 30/10/2020, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "8 Ways to Prevent Hearing Loss", webmd, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "How to Prevent Hearing Loss", clearliving, Retrieved 29/3/2021. Edited.