أيهما أخطر السكري من النوع الأول أم الثاني؟

يشكل مرض السكري من النوع الثاني حوالي (90%) من مجمل عدد المصابين بمرض السكري، بينما يؤثر النوع الأول على (8%) فقط، وقد يتمَ الخلط بين كلّ من مرض السكري من النوع الأول والثاني، إلّا أنّهما في الحقيقية حالتان مختلفتان في عدة جوانب، ولكن هل هذا يعني أنّ إحدى الحالتين تعدّ أخطر من الأخرى؟^[١][٢]

أيهما أخطر السكري من النوع الأول أم الثاني؟

في الحقيقة لا يمكن تحديد أي النوعين أخطر من الثاني، فكلا النوعين يترافق مع حدوث مضاعفات صحية في حال عدم علاجه والسيطرة عليه، وتعتمد الخطورة على درجة سيطرة المريض على السكر في دمه، لكن النوع الثاني عموماً يتميز بأنه أخف من النوع الأول،^[٣] ويعود ذلك لما يأتي:^[١][٤]

• مضاعفات مرض السكري الصحية تحتاج عدة سنوات حتى تظهر في العادة ومن المعروف أنّ مرض السكري من النوع الأول في الغالب يظهر في مرحلة الطفولة وقبل سن 40 عاماً، بينما غالباً يظهر مرض السكري من النوع الثاني مع التقدم في السنّ أي بعد 40 عاماً، مما يعني أن الفرد المصاب بالنوع الأول يعيش مع المرض لفترات أطول وبالتالي تزيد احتمالية الإصابة بالمضاعفات الصحية الناتجة عن السكري، بينما يظهر النوع الثاني في عمر أكبر وبالتالي تكون احتمالية تطور المضاعفات أقل.

• في النوع الأول يهاجم الجهاز المناعي، الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس، ويقوم بتدميرها، بذلك لا يتم إنتاج الأنسولين في الجسم نهائيًا، بالتالي يعتمد العلاج جميع مرضى النوع الأول على الإنسولين فقط بأخذ جرعة إنسولين مع كل وجبة طعام بالإضافة لجرعة ما قبل النوم (عدة جرعات يومياً)، بينما في النوع الثاني، يفرز البنكرياس الأنسولين بشكل طبيعي أو أقل من الطبيعي، ولكن استجابة الجسم لعمله قليلة، ما يعني أن هناك كمية من الإنسولين موجودة في الجسم طوال الوقت، ولكنها لا تستطيع العمل كما ينبغي فيعالج المريض بأدوية تحسن استجابة الجسم للإنسولين الموجود مثل المتفورمين (الجلوكوفاج/مساعد السكري) وقد يحتاج تدعيم العلاج أحياناُ تدعيم بأدوية أخرى لخفض السكر أكثر مثل حبوب خفض السكر أو الإنسولين.

أيّهما تسهل السيطرة عليه أكثر، السكري من النوع الأول أم الثاني؟

النوع الأول، لا يمكن السيطرة عليه إلا بأخذ حقن الإنسولين عدة مرات يومياً للتحكم في مستويات السكر في الدم، بينما النوع الثاني يمكن السيطرة عليه بتغيير نظام الحياة، إلى جانب تناول حبوب أدوية السكري والإنسولين إذا وجد الطبيب حاجة لذلك، ويعد تلقي العلاج والسيطرة على الحالة، سواء بالنسبة للنوع الأول أو الثاني، أمرًا مهماً، لأنه سيساعد في عدم تأثير المرض على ممارسة الحياة اليومية، وتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة المحتملة، وللسيطرة على المرض في كلا النوعين، يجب اتباع نمط حياة صحي، مثل تناول الغذاء الصحي المتوازن، وتقليل السكريات والكربوهيدرات، وممارسة الرياضة بانتظام، ويمكن علاج كل من النوعي على النحو الآتي:^[٥]

• السكري من النوع الأول: يتمّ الحصول على عدة جرعات يومية الأنسولين.^[٦]
• السكري من النوع الثاني: توجد عدة فئات دوائية لعلاجه، بعضها يتم تناوله عن طريق الفم، بينما البعض الآخر بالحقن، وجميعها تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ولكن تختلف في آلية عملها.^[٧]

ماهي المضاعفات الصحية لمرض السكري؟

يتشابه النوعين بالمضاعفات الصّحية التي يمكن أن تظهر؛ ففي حال عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، وعدم إدراة المرض بشكلٍ صحيح، أو لم يتمّ الحصول على جرعات الأنسولين، قد تتطور المضاعفات على النحو الآتي:^[٥][٨]

• الحماض الكيتوني لدى المريض، التي تعني تراكم الأحماض في الدم، سواء مريض النوع الأول أو الثاني، لكنّها تعدّ أقل شيوعًا وشدّةً في النوع الثاني، وهي حالة تتطلب التدخل الطبي فورًا للسيطرة عليها بإعطاء الأدوية اللازمة.^[٩]
• تلف الأعصاب.
• مشاكل في البشرة، مثل حدوث عدوى.
• مضاعفات في العين، وتشمل الإصابة بالمياه الزرقاء، أو إعتام عدسة العين (المياه البيضاء).
• مضاعفات في القدم، مثل الشعور بتنميل أو خدر في القدم.
• أمراض الكلى.
• أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تزداد احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
• ارتفاع ضغط الدم.