يُعرَف ظهور السكر طبيًا باسم البيلة السكرية (بالإنجليزية: Glycosuria)، وهو ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في البول، والذي يمكن تشخيص حدوثه بسهولة بأخذ عينة من البول، وتحليلها للكشف عن وجود السكر فيها،[١] ففي الأحوال الطبيعية يحتوي البول على كمية صغيرة من سكر الجلوكوز، تبلغ حوالي 0-15 ميليغرام/ديسيلتر، والتي قد تختلف بدرجة بسيطة باختلاف المختبر،[٢] إلا أنّ ارتفاع مستويات السكر في البول قد يشير إلى وجود مشكلة صحيّة،[١] فما هي أسباب ظهور السكر في البول؟




أسباب ظهور السكر في البول

يعد ارتفاع مستويات السكر في الدم السبب الرئيسي لزيادة مستويات السكر في البول، إذ تعمل الكليتان السليمتان على ترشيح وتصفية السكر الزائد من الدم، للتخلُّص منه عن طريق البول،[٣] فللكليتين دور مهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية له، وذلك عن طريق تصفية الجلوكوز الموجود في الدم ثم إعادة امتصاصه، ممّا يجعل البول خاليًا من السكر في الحالات الطبيعية، لكن في حال ازدياد مستويات السكر في الدم إلى حد يتجاوز القدرة الطبيعية للكلى على إعادة امتصاص السكر يظهر السكر في البول،[٤] ويمكن تفصيل أسباب ظهور السكر في البول على النحو الآتي:


ارتفاع مستويات سكر الدم

يعد ارتفاع مستويات السكر في الدم السبب الوحيد لظهور السكر الزائد في البول عند الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل في الكلى، إذ إنّ ارتفاع مستويات سكر الدم لفتراتٍ طويلة أو قصيرة، يجعل من الصعب على الكليتين إعادة امتصاص جميع كمية السكر الموجودة، بالتالي يتمّ التخلّص منه وطرحه في البول، وهي آليةٌ مؤقتة تساعد على تخليص الجسم من السكر الزائد.[١] ويمكن تفصيل الأسباب المؤدية إلى ذلك على النحو الآتي:


الإصابة بمرض السكري النوع الأول والثاني

يحدث مرض السكري بنوعيه الأول الذي غالبًا ما يُصيب الأطفال، والثاني وهو النوع الشائع الذي يصيب البالغين عادةً نتيجة اختلال عمل هرمون الإنسولين الضروري للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية، ممّا يُسبِّب ارتفاع مستويات السكر في الدم، فتتخلص الكلى من السكر الزائد عن طريق البول.[٥]


يمكن أن ترتفع مستويات السكر في البول بشكلٍ طفيف عند مرضى السكري بعد تناول وجبات الطعام، وهو أمرٌ لا يستدعي القلق،[٦] لكن تجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع مستويات السكر في البول لدى مرضى السكري قد يكون إشارة أحيانًا على الإصابة بمشاكل صحيّة تستدعي العلاج الطارئ على الفور، وذلك نتيجة للارتفاع الشديد في مستويات السكر في الدم، الذي قد ينتج أحيانًا عن عدم كفاية العلاج أو عدم الالتزام به.[٧]


الإصابة بسكري الحمل

يمكن أن يكون ظهور السكر في البول علامةً على الإصابة بسكري الحمل، وهو ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل، والتي تعاود انخفاضها للوضع الطبيعي بعد أسابيع قليلة من الولادة،[١] لكن يجب الإشارة إلى أنّ الكلى تسمح بخروج كميات أكبر من السكر خلال فترة الحمل، لذا لا يعد ظهور السكر في البول دليلًا تشخيصًا على إصابة الحامل بسكري الحمل، ولا بد من إجراء فحص الدم لتأكيد التشخيص.[٥]


مشكلات في وظائف الكلى

يمكن أن يظهر السكر في البول نتيجةً لضعفِ وظائف الكلى، والذي يحدث نتيجة اختلال عمل الكليتين في ترشيح السكر من الدم وإعادة امتصاصه،[٥][٨] ممّا يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في البول، على الرغم من أنّ مستويات السكر في الدم طبيعية.[٥]


قد ينتج ضعف وظائف الكلى عن الإصابة بأمراض وراثية أو غير وراثية مؤثرة في الكلى،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم، أو مستويات ضغط الدم لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى لدى مرضى السكري، لذا من الضروري على مرضى السكري الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية للحفاظ على صحة الكلى.[٨]


تناول بعض أنواع الأدوية

يمكن أن تسبب بعض أنواع أدوية علاج السكري طرح الكليتين مزيدًا من السكر في البول، بحيث تمنع هذه الأدوية الكليتين من إعادة امتصاص السكر، فيساعد هذا على التقليل من مستويات السكر في الدم، والسيطرة عليها ضمن مستوياتها الطبيعية، وتنتمي هذه الأدوية إلى المجموعة الدوائية مثبطات ناقل جلوكوز الصوديوم 2 (بالإنجليزيّة: SGLT2 inhibitors)، ومن الأمثلة عليها:[١]

  • داباجليفلوزين (بالإنجليزية: Dapagliflozin).
  • كاناجليفلوزين (بالإنجليزية: Canagliflozin).
  • أمباغليفلوزين (بالإنجليزية: Empagliflozin).


يجدر الإشارة إلى ضرورة شرب كميات كافية من الماء أثناء شرب هذه الأدوية، الأمر الذي يساعد على التخلُّص من السكر الزائد عبر البول.[١]


أسباب أخرى

نذكر من الأسباب الأخرى لارتفاع مستويات السكر في البول، والتي قد تؤثر في عمل الكلى أو مستويات السكر في الدم ما يلي:[٩]

  • زيادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم، المؤثرة في عمل الكلى.
  • الإصابة بأمراض في الكبد، مثل تشمع الكبد، إذ تؤثر في أيض الكربوهيدرات داخل الجسم، ممّا يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • المشاعر الجياشة مثل: الخوف، والغضب، والتوتر، إذ تؤدي هذه إلى ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين، المُسبِّب لارتفاع مستويات السكر في الدم.
  • ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
  • ما بعد إجراء عملية الاستئصال المعدي.
  • بعض الأمراض الوراثية مثل: فرط تيروزينِ الدم (بالإنجليزية: Tyrosinemia)‏، والداء السيستيني (بالإنجليزية: Cystinosis).
  • اختلال امتصاص سكر الجلوكوز والجالاكتوز داخل الأمعاء.
  • مرض ويلسون.
  • التسمُّم بالمعادن الثقيلة مثل: الحديد أو الزئبق.


لعلك تساءلت: هل يمكن الشفاء من السكري؟

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Glycosuria (Sugar in Urine): Symptoms, Causes & Treatment "، diabetesstrong.com، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. Edited.
  2. ↑ "Glucose — Urine", www.ucsfbenioffchildrens.org, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  3. ↑ "Glucose (Urine)", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  4. ↑ Curtis L. Triplitt (11/4/2012), "Understanding the Kidneys' Role in Blood Glucose Regulation", AJMC, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "What to know about glycosuria", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  6. ↑ "Glucose urine test", www.ucsfhealth.org, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  7. ↑ "Sugar in Urine", Healthgrades, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Kidneys and Diabetes", Diabetes.co.uk, 15/1/2019, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  9. ↑ "glycosuria", medindia, Retrieved 12/1/2021. Edited.