يؤثر مستوى السكر في الدم في الحالة المزاجية لدى العديد من الأشخاص، وقد يترتب على ذلك مُعاناتهم من اضطرابات مزاجية مختلفة؛ كالاكتئاب أو القلق وغيرها، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن العلاقة التي تربط مرض السكري وتقلب المزاج.[١]

العلاقة بين مرض السكري وتقلب المزاج

تتغير الحالة المزاجية لمريض السكري تبعًا لتغيرات مستويات السكر في الدم؛ سواء أكانت مرتفعة أم منخفضة،[٢] وقد يُعاني مريض السكري من الضغط النفسي نتيجة إصابته بهذا المرض وخوفه من المضاعفات والمخاطر المحتملة لهذا المرض، مما يتسبب باضطراباتٍ مزاجيةٍ لديهم، إذ يشعر بعض مرضى السكري بالتوتر تجاه محاولتهم السيطرة على مستويات سكر الدم لديهم، وقد يشعرون بالقلق من تبعات انخفاض أو ارتفاع السكر خلال النوم أو القيادة، أو قد يشعرون بالضيق جرّاء تأثير ذلك في علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية، أو مخاوف بشأن إمكانية الاستمرار بالعمل في ظل اضطراب مستويات سكر الدم لديهم، وهذه العوامل جميعها قد تُساهم في توليد حالة من القلق والعصبية، وقد ينعكس ذلك سلبًا على مجرى حياتهم وعلاقاتهم مع الآخرين.[٣]


كيفية تأثير مرض السكري على تقلب المزاج

قد تؤدي التغيرات في مستويات السكر في الدم إلى تغيراتٍ سريعة على المزاج، إضافة إلى المُعاناة من أعراض نفسية أخرى،[٤] وقد يُرافق التغيرات المزاجية المفاجئة حالات من الإغماء خاصة عند انخفاض مستويات السكر لفتراتٍ طويلةٍ جدًا،[٥] وبناءً على ما سبق يُمكن القول أنّه من المهم منع حدوث انخفاض في مستويات سكر الدم تحت المدى الطبيعي لذلك، فلا يقل ذلك أهمية عن الوقاية من الارتفاع الشديد في مستويات سكر الدم، وعليه تجدُر مراجعة الطبيب بشأن تحقيق أفضل سيطرة على مستويات سكر الدم،[٢] ويُجدر الانتباه للأعراض التي قد تُصاحب انخفاض وارتفاع مستويات سكر الدم، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]

  • أعراض انخفاض سكر الدم: والتي تتضمن:
  • التشتت والاضطراب الذهني.
  • سرعة الانفعال والتهيج.
  • الإرهاق والتعب.
  • التعرق الشديد.
  • العصبية.
  • الرجفة.
  • أعراض ارتفاع سكر الدم: والتي تتضمن:
  • سرعة الغضب.
  • الشعور بالحزن.
  • الشعور بالعطش.
  • الشعور بالكآبة.
  • التوتر.
  • الإرهاق.


كيفية السيطرة على تقلبات المزاج لدى مريض السكري

هُناك العديد من الطرق التي تُساعد على تحقيق السيطرة على التقلبات المزاجية المرافقة للإصابة بداء السكري، والتي يُمكن اتباعها في حالات الارتفاع أو الانخفاض في مستويات سكر الدم، ويُمكن تطبيقها من قِبل الشخص المريض نفسه، أو بالاستعانة بأحد أفراد أسرته أو المُقربين منه، ونذكر من أبرز هذه الطرق ما يأتي:[٦]

  • تناول الطعام على مدار اليوم، بحيث يتم تنظيم البرنامج الغذائي بما يمكن من تقسيم وجبات الطعام على فترات مختلفة، والحرص على وعدم قضاء ساعات طويلة بدون إمداد الجسم بالغذاء.
  • ممارسة الرياضات التي تُساعد على تحقيق التوازن العاطفي، وتهدئة الانفعالات والمشاعر السلبية، ومن أبرز التمارين التي يُوصي بها الخبراء لهذا الغرض: اليوغا وتمارين التأمل.
  • تناول الطعام بكمياتٍ صحية.
  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب مع الالتزام بالتعليمات والإرشادات المُتعلقة بها.
  • مراقبة مستويات سكر الدم بشكلٍ مستمر، بحيث تُمكن مراقبة مستويات السكر المستمرة من تحقيق السيطرة على مستوياته والتحكم بالحالة المزاجية بشكلٍ أسهل.
  • البوح بالمشاعر، حيث يساهم التعبير عن المشاعر في التغلب على التوتر والإحباط، إضافةً إلى أنّ ذلك يُساهم في التوصل بشكلٍ أسرع إلى حالة مزاجية أفضل.
  • تقليل التعرض للإجهاد والضغوط السلبية، إذ إنّ هذا النوع من المشاعر السلبية يُساهم في إحداث تغيراتٍ جسدية، وإفراز هرمونات من شأنها التأثير في مستويات سكر الدم.[١]
  • تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف، إذ إنّ هذه العناصر الغذائية تمتلك تأثيرًا خفيفًا في مستويات سكر الدم مقارنةً بغيرها من العناصر الغذائية الأخرى.[١]
  • التقليل من الكربوهيدرات الضارة والمشروبات عالية السكر، فهي تلعب دورًا في اضطراب مستويات السكر في الدم.[١]
  • ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم.[٧]
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، وينصح الخبراء بالحصول على نوم بمعدلٍ يتراوح بين 7-9 ساعات بشكلٍ يومي.[٧]
  • المحافظة على التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والمحافظة على حياة اجتماعية جيدة، فذلك يساهم في السيطرة على التوتر وتقلب المزاج، إضافةً إلى تحسين الحالة النفسية للمريض.[٧]


دواعي مراجعة الطبيب

بشكلٍ عامّ، تجدر مراجعة الطبيب عند شعور مريض السكري باضطرابات مزاجية أو مشاكل نفسية، وهُناك العديد من الحالات الأخرى التي تستلزم من مريض السكري مراجعة الطبيب، والتي نذكر منها ما يأتي:[٨]

  • تكرار واستمرار المُعاناة من تقلبات الحالة المزاجية.
  • فقدان الرغبة والاهتمام تجاه ممارسة الأنشطة اليومية المُعتاد ممارستها.
  • الشعور باليأس، والإحباط، والحزن الشديد.
  • فقدان السيطرة على مستويات السكر في الدم.
  • فقدان القدرة على الالتزام بالخطة العلاجية التي يُوصي بها الطبيب للسيطرة على مرض السكري ومستويات سكر الدم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Is Your Mood Disorder a Symptom of Unstable Blood Sugar?", SPH, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Can diabetes affect your mood?", diabetes nsw, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  3. "How does diabetes affect mood and relationships?", medical news today, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  4. "Diabetes And Mental Health", MHA, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  5. "What’s Causing My Mood Swings?", WebMD, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  6. "Domestic Violence, Anger, and Diabetes", very well health, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What causes mood swings in males and females?", Medical News Today, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  8. "Can Diabetes Cause Mood Swings?", Healthline, Retrieved 15/2/2021. Edited.