يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية من التقنيات الحديثة التي تمكنت من علاج أمراض مختلفة والسيطرة عليها، وقد أقيمت عديد من الأبحاث والدراسات بشأن معرفة مدى فائدتها وفعاليتها في إنتاج الخلايا البنكرياسية المنتجة لهرمون الإنسولين، وبالتالي القضاء على مرض السكري، فهل تمكن العلماء من تحقيق ذلك؟[١]

دور الخلايا الجذعية في علاج مرض السكري

يعد العلاج بالخلايا الجذعية أحد العلاجات الواعدة لمرضى السكري،[٢] إذ تساعد زراعة الخلايا الجذعية في الجسم على نمو وتمايز خلايا وأنسجة جديدة تساعد على إفراز الإنسولين، وكذلك إصلاح الأنسجة التالفة وتعزيز التجديد التلقائي فيها،[٣] فبالرغم من اختلاف نوعي مرض السكري، إلا أن القاسم المشترك بينها هو ارتفاع مستويات السكر في الدم.[٤][٥]



  • النوع الأول من داء السكري: فيه يقوم جهاز المناعة بتدمير خلايا البيتا البنكرياسية والتي تنتج هرمون الإنسولين.
  • النوع الثاني من السكري: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وفيه يعاني المصاب به من تدهور خلايا البيتا البنكرياسية بشكل تدريجي، بما يؤثر في قدرتها على إنتاج كميات كافية من الإنسولين إلى جانب وجود مقاومة ضد الإنسولين.





تمثل الخلايا الجذعية مجموعة الخلايا التي تتمايز منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف المتخصصة.




هل نجحت الخلايا الجذعية في علاج السكري؟

الإجابة نعم، إذ تمكن العلماء في التجارب السريرية من استخدام الخلايا الجذعية عالية القدرات (Pluripotent) لإنتاج خلايا تطلق هرمون الإنسولين استجابة لارتفاع سكر الجلوكوز في الدم،[٤] ويتم العمل على تطوير الخلايا الجذعية كوسيلة لتشكيل خلايا البنكرياس البائية بأعداد كبيرة دون حدوث آثار سلبية نتيجة هذه الزراعة، إذ تعمل الخلايا الجذعية بعد زراعتها على الانتقال نحو الأنسجة التالفة وتُشكّل منها خلايا جديدة قادرة على إفراز هرمون الإنسولين، وبذلك يمكن السيطرة على النوع الأول من مرض السكري مع تقليل الحاجة للعلاجات الأخرى،[٦] ولكن بعد إجراء هذه العملية فإن الأمر يستوجب خضوع المريض لفحوصات دم بشكلٍ يومي إلى جانب الحاجة للأدوية في بعض الحالات.[٤]


ما هي الفئات الملائمة للخضوع لعلاج السكري بالخلايا الجذعية؟

يعد العلاج بالخلايا الجذعية خيار علاجي متقدم لمرضى السكري من النوع الأول،[٧] ويُعتبر كذلك خياراً ملائماً لمرضى السكري من النوع الثاني، فعلى الرغم من وجود القليل من خلايا بيتا البنكرياسية لديهم، إلا أن وجود المزيد منها يساهم في تعزيز قدرة الجسم وتقويته لإفراز مزيد من الإنسولين بهدف التغلب على مقاومة الإنسولين،[٦] وتجدر الإشارة إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد بديل ممتاز وواعد لمرضى السكري من النوع الثاني الذين خضعوا لجراحة زراعة الخلايا البنكرياسية التي تنتج الأنسولين (Islet transplantation) ولكنها لم تحقق النتائج المرجوة أو المترقبة منها في السيطرة على سكر الدم حتى عند استخدام حقن الإنسولين إلى جانبها.[٨][٩]


ما هي مزايا استخدام علاج الخلايا الجذعية لمرض السكري

يوفر علاج مرضى السكري مجموعة من المزايا لمرضى السكري سواء النوع الثاني أو الأول، ونذكر من المزايا والفوائد طويلة الأمد ما يأتي:[١٠]

  • إطالة العمر المتوقع للمريض.
  • تقليل أعراض مرض السكري التي يشكو منها المريض.
  • منع حدوث المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، مثل: العمى، أو أمراض القلب، أو الفشل الكلوي، أو الحاجة لبتر الأطراف.
  • تقليل الحاجة للأدوية، وقد يتم الاكتفاء بأدوية خفض السكر الفموية للسيطرة على مستويات سكر الدم المرتفعة.


ما هي مخاطر العلاج بالخلايا الجذعية؟

يترتب على علاج السكري بالخلايا الجذعية عدد من المخاطر والأضرار، والتي نوضح منها التالي:[١١]

  • رفض جهاز المناعة في الجسم الخلايا الجذعية التي تمت زراعتها في جسم المريض.
  • تكوين الأورام، إذ إن الخلايا الجذعية قادرة على الانقسام لعدد كبير من المرات، وتتمايز إلى أنواع عديدة ومختلفة من الخلايا في جسم الإنسان، وقد يؤدي إنتاج عدد كبيرة من الخلايا بهذه الطريقة إلى زيادة فرصة تشكل الأورام، لذلك يستلزم علاج السكري بالخلايا الجذعية إجراء المزيد من الأبحاث، والتعامل مع الأمر بحذر قبل اتخاذ خطوة الخضوع لهذه الجراحة.


هل هناك علاج دائم لمرض السكري؟

الإجابة لا، فمجرد تشخيص الإصابة بهذا المرض فإنه يرافق الشخص مدى حياته، ولكن قد يتراجع المرض لبعض الأوقات فتقل أو تختفي الأعراض والعلامات الظاهرة، على الرغم من استمرارية وجوده في الجسم.[١٢]


هل العلاج بالخلايا الجذعية يضمن التعافي التام من مرض السكري؟

الإجابة لا، فكما ذكرنا سابقاً أنّ العلاج بالخلايا الجذعية قادر على تخفيف الأعراض ومنع حدوث المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، وكذلك إبطاء تقدم المرض، وتحسين نوعية الحياة، ولكنه لا يعني بالضرورة أن الشخص تعافى تمامًا من السكري فقد يبقى المريض بحاجة لاستخدام أدوية السكري للسيطرة على المرض بشكلٍ تام.[١٣]


المراجع

  1. "Treating Diabetes with Stem Cells", cryo-cell, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  2. "Stem cell therapy for diabetes", ncbi, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  3. "Stem Cell Research & Therapeutics", medcraveonline, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Diabetes: how could stem cells help?", eurostemcell, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  5. "STEM CELL THERAPY AND DIABETES", bioeden, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Can stem cells treat diabetes?", dvcstem, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  7. "Current progress in stem cell therapy for type 1 diabetes mellitus", biomedcentral, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  8. "Mesenchymal Stem Cell Therapy in Diabetes Mellitus: Progress and Challenges", hindawi, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  9. cells are the body's raw materials — cells from which,more cells called daughter cells.&text=No other cell in the,to generate new cell types. "Stem cells: What they are and what they do", mayoclinic, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  10. "Stem Cell Therapy for Diabetes", reelabs, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  11. "What are the risks of stem cell therapy?", stemcell, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  12. "A review of therapies and lifestyle changes for diabetes", medicalnewstoday, Retrieved 9/12/2021. Edited.
  13. "Type 2 Diabetes Stem Cell Therapy", trustemcell, Retrieved 9/12/2021. Edited.