يمكن أن يشكّل انخفاض السّكر في الدم بشكلٍ غير طبيعي حالة حرجة تتطلّب علاجا فوريًّا، وخاصة إذا كان انخفاض السّكر حدث بشكلٍ سريع، ممّا يترتّب عليه ضرورة الكشف المبكّر عن انخفاض السكّر وعلاجه فورًا، هذا بالإضافة لأهميّة السكّر للدّماغ، فانخفاضه قد يؤدّي إلى أعراض مثل الدوخة، أو الإغماء، أو الغيبوبة، ويعتمد تشخيص انخفاض السكر في الدم بدايةً على ظهور الأعراض لدى المريض، وقد يُتبَع بفحوصاتٍ مخبرية للتأكّد من التشخيص.[١]



تشخيص انخفاض السّكر في الدم

يتمّ تشخيص انخفاض السكر في الدم بالاعتماد على الحالة الصّحية للمريض، كأن يكون مصابًا بمرض السكري، أو غير مصاب به، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢][٣]

  • شخص سليم غير مصاب بمرض السكري: تتمثّل خطوات التشخيص على النحو الآتي:
  • يُجرى التشخيص الأفضل عند ظهور الأعراض، وحتى إذا ظهرت الأعراض بعد تناول الطعام، ويتمّ أخذ عينة من الدم لقياس مستوى السكر فيه.
  • يُجرى الفحص البدني إذا اختفت الأعراض عندما يتناول الشخص طعامًا يحتوي على السكر.
  • يتم التحقيق عبر إرسال عينة من الدم إلى المختبر لقياس كمية هرمون الإنسولين في الدم، بالإضافة إلى تحليلٍ لوظائف الكبد، ومستويات هرمون الكورتيزول في الدم.
  • يطلب الطبيب من الشخص المكوث في المستشفى في بعض الحالات، والصيام 48 ساعة في حالة الاشتباه بوجود ورمٍ إنسوليني يكمن وراء حدوث انخفاض سكر الدم، وخلال فترة مكوثه في المستشفى يتمّ قياس مستويات السكر والأنسولين في الدم عند ظهور الأعراض، أو مرة واحدة كل 6 ساعات، وفي حالات الورم الإنسولين تكون مستويات سكر الدم أقل من 40 ملغرام/ ديسيلتر مع ارتفاع مستويات هرمون الإنسولين، مع العلم بأنّ ذلك ليس مؤكدًا، إذ إنّ هذه المؤشرات قد تظهر أيضًا في الحالات التي يستخدم بها الشخص السليم أدوية السكري أو الإنسولين دون أن تُوصف له.
  • شخص مصاب بمرض السكري: يتمّ قياس مستوى سكر الدم بعد ظهور الأعراض، فإذا بلغت قيمة القراءة أقلّ من 70 ملغرام/ ديسيليتر، فتجب مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب.


التّحاليل والفحوصات


تحليل تحمّل الغلوكوز

إنّ تحليل تحمّل الغلوكوز (Glucose tolerance test) هو الطّريقة الأكثر مصداقية للكشف عن انخفاض السّكّر في الدم، ويتم إجراؤه لتأكيد التّشخيص بعد ظهور الأعراض، ويُجرى على مدة 6 ساعات، وتتمثل خطوات إجراء تحليل تحمّل الغلوكوز على النحو التالي:[٤]

  • يصوم الشخص بعد وجبة المساء في الّليلة التي تسبق إجراء الفحص.
  • يقوم المخبري بسحب عينة دم من المريض مع عينة بول، وذلك في الصباح حيثُ يكون السكر بأقل مستوياته.
  • يُعطى الشخص محلولاً يحتوي على كمية عالية من الغلوكوز.
  • يتم سحب عينة من الدم خلال 30 دقيقة، وتكرار ذلك بعد مرور ساعة واحدة فقط من شرب المحلول السكري.
  • يتم سحب عينة من الدم كل ساعة بعد ذلك لمدة 5-6 ساعات، مرفقة بعينة بول مع كل مرة يتم فيها سحب الدم.
  • يتم إخضاع عيّنة الدم وعيّنة البول للفحص المخبري لتحديد كمية الغلوكوز الموجودة فيهما.
  • يتم تحليل نتائج الاختبار من قبل الطبيب لمقارنة مستويات الغلوكوز بالمستويات الطبيعية.


تحليل التحمّل الجلوكوز بعد الأكل

إذا كان الشخص يعاني من انخفاض في سكر الدّم بعد ساعتين إلى 3 ساعات من تناول الطّعام، ولم يكن مُصابًا بمرض السكري فقد يُشير ذلك إلى حدوث حالة تُعرف طبيًا بمصطلح نقص سكر الدّم التفاعلي (Reactive hypoglycemia)، وهنا قد يقيس الطبيب استجابة الشخص للجلوكوز الموجود في وجبة الطعام، ومن خلال ذلك يؤكد ما إذا كان الجسم يُطلق الإنسولين الزائد استجابةً للطعام أم لا.[٥][٦]


فحص السكر في الدم بعد الصيام ل72 ساعة

إنّ التشخيص هنا قائم على بلوغ مستويات السّكّر في الدّم أقل من 50 ملغرام/ ديسليتر في نفس وقت ظهور الأعراض، وأنّ تتحسن عند أخذ سكر الديكستروز (Dextrose)، بحيث تؤخذ عينة دم في أنبوب يحتوي على مثبّطات جلايكوليكية (Glycolytic inhibitor)، وإذا ثبت حدوث انخفاض في سكر الدم دون سبب واضح لذلك فلا بدّ من إجراء المزيد من الفحوصات؛ مثل قياس مستوى الإنسولين في الدم، والأجسام المضادة للإنسولين، ويعد الوضع المثالي لإجراء الاختبار هو الصيام لمدة 72 ساعة، ولكن قد تكون 48 ساعة كافية مع عدم تناول السكّر، وتُقاس كمية السكر في الدم عند ظهور الأعراض، وكل 4-6 ساعات أو كل ساعة إلى ساعتين إذا انخفض السكّر إلى أقل من 60 ملغرام/ ديسيلتر، ثمّ يتم إنهاء الصيام بعد مرور 72 ساعة إذا كانت الأعراض غير موجودة ومستوى الغلوكوز في الدم طبيعياً، أو إذا انخفض مستوى سكر الدم إلى أقل من 45 ملغرام/ ديسيلتر مع وجود أعراض انخفاض السكّر، ويتم إجراء بعض القياسات عند إنهاء الصيام ومنها:[٧]

  • قياس مستويات بيتا هيدروكسيدات: (بالإنجليزية: Beta-hydroxybutyrate)، ويكون منخفضًا في حالة الورم الإنسوليني.
  • مستويات السلفونيل يوريا: (بالإنجليزية: Serum sulfonylurea)، ويستخدم للكشف عن انخفاض السكّر الناجم عن استخدام الأدوية.
  • مستويات غلوكوز الدم بعد إعطاء حقنة غلوكاغون: وذلك للكشف عن الورم الإنسوليني.


قد تكون مستويات السكر بعد الصيام لدى المرأة أقل من الرجل، وقد تنخفض لديها مستويات السكر إلى 50 ملغرام/ ديسيلتر دون أعراض، وبشكلٍ عامّ إذا لم يحدث انخفاض سكر الدم المصحوب بالأعراض بالرغم من مُضي 48 إلى 72 ساعة، فقد يلجأ الطبيب إلى توجيه الشخص لممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة، فإذا لم يحدث نقص السكر في الدم، فيتم استبعاد الإصابة بالورم الإنسولين ولا داعي لإجراء المزيد من الفحوصات.


التّشخيص العلاجي

يُعد التّشخيص العلاجي (بالإنجليزية: Therapeutic diagnosis) أحد طرق تشخيص انخفاض السكر في الدم، حيث يتم فيها إلزام الشخص المشتبه بإصابته بانخفاض سكّر الدم بنظام غذائي صحيّ ومناسب، بحيث تتم مراقبة الاستجابة وردة فعل جسمه، فإن اختفت أو قلت شدة الأعراض بعد شهر أو شهرين فهذا يؤكد التشخيص، وتعدّ هذه الطّريقة أكثر سهولة وأقل تكلفة بالإضافة إلى أنّها لا تسبّب ضغوطًا على المريض.[٨]


كيف أستدل على حدوث انخفاض السكر في المنزل؟

إذا كان المريض مصابا بالسكّري، وخاصّة في بداية الإصابة فقد يلاحظ حدوث نوبات انخفاض سكر الدم بين الحين والآخر، ولا بدّ حينها من التحقّق من نسبة سكر الدم باستخدام مقياس غلوكوز الدم، وخاصّة في حال ظهور أحد الأعراض التالية:[٩]

  • اهتزاز أو رجفة في الجسم.
  • عدم انتظام دقات القلب وخاصة إن كان هُناك زيادة في معدل ضربات القلب.
  • الشّعور المستمر بالجوع.
  • التهيّج.


لعلك تساءلت: ما هي أنواع انخفاض السكر في الدم؟

المراجع

  1. "Hypoglycemia Diagnosis", news-medical, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  2. "Hypoglycemia", health.harvard, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  3. "Hypoglycemia", mayoclinic, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  4. "Diagnosing Hypoglycemia", hypoglycemia, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  5. you are a person,insulin in response to food. "A Mixed Meal Tolerance Test for Clinical Trials", verywellhealth, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  6. "Mixed Meal Tolerance Test", cincinnatichildrens, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  7. "Hypoglycemia Workup", medscape, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  8. "How Hypoglycemia Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 1/2/2021. Edited.