تعد السمنة من المشاكل الصحيّة الشائعة التي نواجهها في عصرنا الحالي، وقد يلجأ البعض إلى إجراء العمليات الجراحية للتخلُّص من الوزن الزائد، ومن ذلك بالون المعدة (بالإنجليزية: Intragastric Balloon)، والتي يتم إجراؤها باستخدام المنظار،[١][٢] وتنطوي على وضع بالون من السيليكون مملوء بمحلول ملحي أو الهواء داخل المعدة، ممّا يقلِّل من مساحة المعدة المتاح ملؤها بالطعام،[٣] لكن ما هي فوائد إجراء بالون المعدة لمرضى السكري؟



بالون المعدة لمرضى السكري

قد يساعد بالون المعدة على تحسين بعض المشاكل الصحية المرتبطة بزيادة الوزن مثل مرض السكري،[١] فقد لوحظَ تحسُّن مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري الذين يعانون من السمِّنة، وخضعوا لمثل هذه العمليات،[٤] وقد أشارت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Diabetes عام 2018 ميلادياً إلى أنّ بالون المعدة من الطرق الفعالة لفقدان الوزن لدى مرضى السكري؛ إذ ساهمت هذه العملية بفقدان حوالي 17% من وزن المريض الكلي على مدى 6 أشهر، وهذا من شأنّه تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم لديهم،[١] إذ تساعد هذه العملية على تقليل كمية الطعام التي يمكن لمريض السكري تناولها، وتعزِّز من شعور الشبع لديه عند تناول كميات صغيرة من الطعام، كما أنّها تساعد على إبطاء إفراغ المعدة، وتؤثر في عمل الهرمونات التي تتحكَّم بالشهية، فيساهم ذلك كله بفقدان الوزن الزائد.[٥]


تجدر الإشارة إلى أنّ عملية بالون المعدة أكثر أمانَا من عمليات فقدان الوزن الأخرى، إذ إنّها تنطوي على استخدام المنظار عبر الفم بدلًا من إحداث جرح كبير في الجلد للوصول إلى المعدة، إلا أنّها من العمليات المؤقتة، فعادةً ما يُزال البالون بعد 6 أشهر من وضعه،[٦][٥] وفي الحقيقة تعد هذه العملية من الإجراءات الأقل كلفة مقارنة بعمليات فقدان الوزن الأخرى، كما يمكن إجراؤها لبعض المرضى الذي لا يمكنهم الخضوع للعمليات الأخرى بناءً على رأي الطبيب.[٧]


فوائد بالون المعدة لمرضى السكري

تساعد عملية بالون المعدة على فقدان الوزن بشكِّل فعال، الأمر الذي من شأنه إحداث فرق كبير للمرضى المصابين بالسكري كما ذُكر،[٧] فعلى الرغم من أنّ فقدان الوزن الزائد لا يُعالج مرض السكري غالبًا، إلى أنّه يساعد على تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، وتقليل كمية الأدوية المُستخدمة، بالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالسكري، ومن ذلك أمراض القلب، والكلى، والأعصاب،[٨] وذلك عن طريق تحسين استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين.[٩]


تساهم زيادة الوزن في التُسبِّب بمقاومة الإنسولين، أي تصبح خلايا الجسم أقل استجابة لتأثير هرمون الإنسولين عليها، ويعد هرمن الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس ضروريًا لخفض مستويات السكر المرتفعة في الدم، إذ يساعد على نقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا، لكن في حال زيادة الوزن وحدوث مقاومة الإنسولين يبقى السكر داخل الدم وترتفع مستوياته هناك، فيحتاج الأشخاص المصابون بزيادة الوزن حوالي 2-3 أضعاف كمية هرمون الإنسولين التي يحتاجها الشخص الطبيعي للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وهذه الكمية أكبر من الكمية التي يستطيع البنكرياس إنتاجها لدى مرضى السكري، ممّا يُسبِّب ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهم، إلا أنّ فقدان الوزن يساهم في تحسين استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين، وفي بعض الحالات قد يكون ذلك كافيًا لإعادة مستويات السكر إلى المستويات الطبيعية، وقد يعني هذا عدم الحاجة إلى دواء، أو من الممكن تقليل جرعات الأدوية المتناولة.[٩][٨]


وذلك كله فضلًا عن دور بالون المعدة في تحسين مستويات ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية، والكوليسترول لدى مرضى السكري.[٧]


من هم مرضى السكري الذين يمكنهم الخضوع لبالون المعدة؟

يوصي الطبيب بإجراء بالون المعدة عادةً في حال عدم جدوى اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وتناول الأدوية والعلاج النفسي في فقدان الوزن الزائد، إذ تعد مثل هذه الجراحات الخيار الأخير التي يلجأ له الطبيب بعد محاولة جميع العلاجات الأخرى، وذلك في حال كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى مريض السكري يتجاوز 35 كيلوغرام/متر مربع،[١٠] ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس لكمية الدهون في الجسم بناءً على وزنه وطوله، ويعد مؤشر كتلة الجسم طبيعيًا في حال كانت مستوياته بين 18.5-24.9 كيلوغرام/متر مربع.[١١]


ما الذي يمكن توقعه بعد بالون المعدة؟

يمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[١٢]

  • يشعر المريض بالنعاس لفترة من الوقت بعد العملية، ويُعطى الأكسجين عبر الأنف حتى يستيقظ بشكل كامل.
  • يتحقق الطاقم الطبي من النبض، وضغط القلب، ودرجة الحرارة، والتنفس، للاطمئنان على صحة المريض.
  • قد يصف الطبيب أدوية مضادة للتقيّؤ للمساعدة على التخلُّص من الشعور بالغثيان والتقيؤ بعد العملية.
  • يستطيع المريض شرب كميات صغيرة من السوائل الصافية بعد حوالي 6 ساعات من العملية، ويستمر النظام الغذائي السائل حتى بداية الأسبوع الثاني.[٦]
  • يمكن البدء في تناول الأطعمة اللينة في بداية الأسبوع الثاني.[٦]
  • يستطيع المريض العودة إلى النظام الغذائي العادي بعد حوالي 3 أسابيع من إجراء بالون المعدة.[٦]
  • يتحتم على مريض السكري الالتزام بتناول طعام صحيّ وممارسة الرياضة باستمرار بعد العملية.[٥]
  • يُحدَد موعد لمراجعة أخصائي التغذية بعد حوالي 4 أسابيع من العودة إلى المنزل، ليترتب عليه بعدها مراجعة أخصائي التغذية دوريًّا.[١٢]
  • يُترك البالون داخل المعدة لمدة تصل إلى 6 أشهر، ثم يُزال أو يُستبدَل اعتمادًا على ما يحدده الطبيب.[٥]


متى يتعافى المريض؟

يستطيع المريض عادة العودة إلى منزله في نفس يوم العملية أو في اليوم التالي،[١٣] ويصف الطبيب عادة بعض الأدوية المضادة للتقيؤ، بالإضافة إلى الأدوية التي تساعد على الحد من إنتاج حمض المعدة، وأدوية مسكِّنة للألم للمريض.[١٢]


يمكن للمريض العودة إلى العمل بعد 1-2 أيام من العملية اعتمادًا على طبيعة عمل المريض ووضعه الصحي، ويُنصَح عادةً بالبدء بممارسة تمارين التمدد بعد أسبوع من العملية، فهذا يساعد على التعافي ويسهِّل العودة إلى النشاطات اليومية، لكن يُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب قبل ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية.[١٣]


ما هي الآثار الجانبية لبالون المعدة؟

من الآثار الجانبية المُحتملة لبالون المعدة ما يلي:[١٤][١٥]

  • الشعور بعدم الراحة في منطقة البطن.
  • ألم في الحلق خلال اليوم الأول.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ألم في البطن وتشنجات هناك خاصةً أول يومين بعد العملية.
  • الحرقة وعسر الهضم، ويمكن تجاوز ذلك بتناول الأدوية التي وصفها الطبيب، وتناول كميات صغيرة من الطعام في كل مرة.
  • الانتفاخ والتجشؤ، ويُنصَح بهذه الحالة بتجنُّب النوم على الجانب الأيسر -الجانب الذي تقع فيه المعدة-.
  • رائحة كريهة للفم، نتيجة للطعام العالق على البالون، ويمكن التخلُّص منه بشرب السوائل الصافية أو مص قطع من الثلج.[١٥]
  • منع الطعام من الدخول للمعدة والإصابة بالعدوى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Impact of the Intragastric Balloon Associated with Diet on the Treatment of Diabetic Patients with Overweight or Grade I Obesity and Its influence on the Production of Enterohormones", diabetes, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  2. "TWO YEARS RESULT ON GLYCEMIC CONTROL OF OBESE TYPE 2 DIABETES PATIENTS FOLLOWING INTRAGASTRIC BALLOON REMOVAL", SAGES, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  3. "Weight Loss (Bariatric) Surgery Procedures", Diabetes.co.uk, 15/1/2019, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  4. "Diabetes", Drugs.com, 30/10/2020, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Intragastric balloon", Drugs.com, 1/5/2020, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Intragastric balloon", mayoclinic, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "How Weight Loss Surgery Helps Type 2 Diabetes", webmd, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب you weigh less, your,normal level, which eliminates diabetes. "Losing Weight Can Have Big Impact on Those with Diabetes", News Network Mayo Clinic, 14/12/2012, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Understanding Obesity and Type 2 Diabetes"، obesityaction، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. Edited.
  10. Alan A Saber (16/2/2021), "What are the indications for bariatric surgery?", Medscape, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  11. "Calculate Your Body Mass Index", NHLBI , Retrieved 1/4/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Intra gastric balloon procedure", sth.nhs, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Inserting a gastric balloon", healthdirect, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  14. "ORBERA Gastric Balloon", ohsu, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Gastric Balloon for Weight Reduction", Hull University Teaching Hospitals , 10/5/2016, Retrieved 1/4/2021. Edited.