تحتاج خلايا الجسم المختلفة إلى هرمون الإنسولين الذي يصنعه البنكرياس حتى تستطيع استخدام السكر كمصدر للطاقة، ويعتبر مرض السكري حالة مرضية مزمنة تؤثر في الآلية التي ينظم بها الجسم نسبة السكر في الدم، إمّا بسبب فقدان البنكرياس قدرته على إنتاج الإنسولين في النوع الأول من السكري، أو بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بكفاءة أو عدم إنتاجه بكمية كافية في النوع الثاني من السكري.[١][٢]


النوع الأول من مرض السكري

يعتبر النوع الأول من السكري مرضًا مناعيًا ذاتياً؛ يصنّع فيه الجسم أجسامًا مضادة تهاجم الخلايا التي تنتج الإنسولين في البنكرياس، وبذلك يفقد البنكرياس قدرته على إنتاج الإنسولين، وإن غياب الإنسولين يؤدي إلى تجويع الخلايا بسبب عدم قدرتها على استخدام السكر مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، وإن لم يتم السيطرة عليه فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، وعلى صعيد آخر يُعتبر مرض السكري من النوع الأول أقل انتشارًا من النوع الثاني؛ فبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC يشكل مرضى النوع الأول من السكري ما نسبته 5-10% فقط من مرضى السكري ككل.[٣][٤]



  • يعرف السكري من النوع الأول باسم سكري الأطفال؛ لأنّه عادةً ما يصيب صغار السن من الأطفال والمراهقين والشباب، إلّا أنّه قد يصيب الأفراد من كافة الفئات العمرية.
  • يحتاج مريض السكري من النوع الأول إلى استخدام حقن الإنسولين طيلة حياته، لذلكُ يُسمى بالسكري المعتمد على الإنسولين.



أسباب الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري

حتى الآن لم يتم اكتشاف سبب مباشر للإصابة بالنوع الأول من السكري، ومن المرجح أنّه مرض مناعي ذاتي يحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة عن طريق الخطأ لخلايا جزر لانجرهانز (Islets of Langerhans) المنتجة للإنسولين، ومن جانب آخر قد يكون للجينات، أو التعرض لعوامل بيئية معينة، أو التعرض لفيروسات معينة دور في الإصابة به.[٥]


عوامل خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول:

إنّ عوامل الخطر ليست أسبابًا مباشرة للإصابة بالمرض، ولكن في حال وجودها فإنّها تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض ونذكر منها ما يأتي:[٥][٦]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.
  • عوامل وصفات جينية تؤثر في طريقة إنتاج الإنسولين أو استخدامه.
  • العيش في منطقة بعيدة عن خط الاستواء.
  • العمر، وتحديدًا الأطفال بين 4-7 سنوات والمراهقين بين 10-14 سنة.[٥]
  • الإصابة بمقدمات تسمم الحمل والإصابة بعدوى أثناء مرحلة الحمل.[٧]
  • الإصابة باليرقان، أو الضائقة التنفسية، أو العدوى في مرحلة الطفولة المبكرة.[٧][٥]


أعراض الإصابة بالنوع الأول من السكري

في بداية المرض من الممكن أن لا يظهر أي أعراض؛ لأنّ تدمير عدد كافٍ من خلايا بيتا قد يستغرق شهورًا أو سنوات، وفي بعض الحالات يمكن أن تظهر أعراض مرض السكري من النوع الأول في غضون أسابيع أو شهور قليلة، وفي حال ظهورها فإنها قد تكون شديدة، ونذكر من أعراض مرض السكري ما يأتي:[٥]

  • زيادة العطش.
  • جفاف الفم.
  • التعب والإرهاق.
  • كثرة التبول.
  • التبول اللاإرادي ليلًا على غير العادة لدى الأطفال.
  • الشعور بالجوع، وازدياد الشهية، وفقدان الوزن رغم ذلك.[٨]
  • صعوبة التنفس.[٨]
  • التقيؤ واضطراب المعدة.[٨]
  • عدوى متكررة في المسالك البولية، والمهبل، والجلد.[٨]
  • التقلبات المزاجية.[٨]



إن أعراض مرض السكري قد تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى، لذا لابدّ من مراجعة الطبيب من أجل التشخيص الصحيح.




تشخيص السكري من النوع الأول

يتم التشخيص بناءً على الأعراض السريرية والفحوصات التشخيصية التالية:


فحص السكر التراكمي

يقوم فحص السكر التراكمي (HbA1c) على قياس نسبة ارتباط السكر بالهيموجلوبين، ويعطي الفحص دلالةً على معدل السكر الموجود في الجسم خلال فترة الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، حيث يجرى مرتين خلال فترتين منفصلتين، وفي حال كانت النتيجة أعلى من 6.5% في المرتين فإن هذا مؤشر على الإصابة بمرض السكري.[٥]



الهيموجلوبين: هو بروتين ينقل الأكسجين في الدم، ويمكن للسكر الارتباط به.




للمزيد: العوامل المؤثرة في تحليل السكر التراكمي

اختبار سكر الدم العشوائي

في اختبار سكر الدم العشوائي (Random blood sugar test) يتم قياس تركيز السكر في الدم في أي وقت خلال اليوم بغض النظر عن وقت تناول الطعام، ويعتبر أي تركيز أعلى من 200 ميلليغرام لكل ديسيلتر مؤشر على الإصابة بالسكري خصوصًا إذا ارتبطت النتيجة بوجود أعراض السكري المذكورة أعلاه.[٥]


اختبار السكر الصيامي

في إجراء اختبار السكر الصيامي (Fasting blood sugar test) يطلب من الفرد الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل عن الطعام والشراب، ومن ثم يقاس تركيز السكر في الدم، ويعتبر أي تركيز أعلى من 126 ميلليغرام لكل ديسيلتر في اختبارين منفصلين مؤشرًا على الإصابة بمرض السكري.[٩]


اختبار تحمل الجلوكوز

في اختبار تحمل الجلوكوز (Oral glucose tolerance test, OGTT) يتم إعطاء الفرد محلولًا سكّريًا يحتوي على 75 غرامًا من الجلوكوز ليشربه، وبعد ساعتين من شرب المحلول يقاس تركيز السكر في الدم فإن كان تركيزه 200 ميليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر فذلك مؤشرٌ على الإصابة بالسكري، ومن النادر أن يتم إجراء هذا الاختبار لتجنب مضاعفات رفع تركيز السكر في دم الفرد.[٩][١٠]


علاج مرض السكري من النوع الأول

حتى يومنا هذا لا يوجد علاج شافٍ من مرض السكري من النوع الأول، لكن الالتزام مدى الحياة بالخطة العلاجية يساعد على السيطرة على المرض، والوقاية من مضاعفاته، ويمكّن المريض من عيش حياة صحية ومنتجة، وتهدف الخطة إلى خفض مستوى السكر في الدم والحفاظ عليه ضمن المستوى الصحي المستهدف، وتكون هذه الخطة العلاجية متكاملة، فهي تتضمن يأتي:[١١]

  • العلاج الدوائي بالإنسولين، والذي يتوافر على شكل حقن أو مضخة، وبجرعات وأشكال مختلفة لذلك من المهم الالتزام بدقة بتعليمات الطبيب.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ومحسوب الكاربوهيدرات.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام. (لعلك تساءلت: ما هي أفضل التمارين الرياضية لمرضى السكري؟)
  • إجراء الفحوصات الدورية لقياس سكر الدم.



إن الطبيب المختص هو المخوّل لإعطاء المشورة الطبية الحكيمة والمناسبة لحالة المصاب الصحية، لذلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة، والحرص على إعلامه بالتاريخ المرضي، وكافة الأدوية المستخدمة، والفحوصات المخبرية المجراة، فضلًا عن أهمية سؤاله عن كافة ما يتعلق بالمرض.




لعلك تساءلت: هل يمكن الشفاء من السكري؟


المراجع

  1. "Diabetes Mellitus: An Overview", cleveland clinic, Retrieved 16/1/2021.
  2. "What is Diabetes?", The National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  3. "Type 1 Diabetes", CDC, 11/3/2020, Retrieved 15/1/2021.
  4. Jessica Lucier Ruth S Weinstock, Diabetes Mellitus Type 1, Page 2.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "type 1 diabetes", mayo clinic, Retrieved 16/1/2021.
  6. Hannah Nichols (22/12/2020), "Diabetes: The differences between types 1 and 2", medical news today, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Risk Factors for Type 1 Diabetes Mellitus among Children and Adolescents in Basrah", Oman Medical Journal, 2011, Page 10.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Type 1 Diabetes", webmd, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Type 1 Diabetes Mellitus", health harvard, 1/12/2018, Retrieved 17/1/2021.
  10. Jessica Lucier Ruth S. Weinstock, StatPearls, Page 2.
  11. "Type 1 Diabetes: How Is It Treated?", kids health, 1/8/2018, Retrieved 17/1/2021.