السكر التراكمي، أو هيموغلوبين A1c، أو الهيموغلوبين المُسكَّر (HbA1c) يعطي تقييماً لمستوى السكر بالدم خلال الأشهر 2-3 الماضية، فيُستخدَم هذا الفحص لتشخيص الإصابة بمرض السكري، وتحديد مدى السيطرة على مستويات السكر في الدم لمرضى السكري في الأشهر التي تسبقه، الأمر الذي يساعد الأطباء على تحديد ما إذا كان هناك حاجة لتعديل العلاج، ولكن ما هي العوامل التي قد تؤثر في قيمة السكر التراكمي، مُسبِّبة إعطاء نتائج غير دقيقة؟[١]


العوامل المؤثرة في تحليل السكر التراكمي

يوجد العديد من العوامل التي قد تؤثر في قيمة السكر التراكمي، وتسبِّب الحصول على نتيجة غير دقيقة فيما يخص مستويات السكر في الدم، ومن ذلك معدل إنتاج كريات الدم الحمراء وموتها، ومعدل ارتباط السكر بالهيموغلوبين، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى،[٢] وفي الجدول الآتي تلخيص لذلك:


العامل المؤثر
أمثلة على الأسباب المؤدية لارتفاع مستوى السكر التراكمي
أمثلة على الأسباب المؤدية لانخفاض مستوى السكر التراكمي
أمثلة على الأسباب المؤدية لتغيُّر مستوى السكر التراكمي (زيادة أو نقصان)
سرعة تكوّن خلايا الدم الحمراء.[٢]
*قلة إنتاج كريات الدم الحمراء.
*نقص الحديد.
*نقص فيتامين ب12.

*زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء.
*أخذ عقار الإريثروبويتين (بالإنجليزية: Erythropoietin)‏.
*أخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد أو فيتامين ب12.
*القصور الكبدي المزمن.
تغيُّرات الهيموغلوبين الناتجة عن عوامل جينية أو كيميائية.[٢]


*اعتلال الهيموغلوبين.

عملية ارتباط السكر بالهيموغلوبين[٣]
*إدمان الكحول.
*القصور الكلوي المزمن.
*انخفاض درجة الحموضة (PH).
*تناول دواء الأسبرين.
*تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ج (vitamin C) أو فيتامين هـ (Vitamin E).
*زيادة درجة حموضة (PH) الدم.
العوامل الجينية المؤثرة في عملية ارتباط السكر بالهيموغلوبين.
عمر كريات الدم الحمراء.[٣]
*استئصال الطحال الذي يزيد من عمر كريات الدم الحمراء.
*اعتلال الهيموغلوبين.
*تضخُّم الطحال.
*التهاب المفاصل الروماتويدي -أحد أمراض المناعة الذاتية-.
*تناول بعض الأدوية مثل: الأدوية المضادة للفيروسات.

تجدر الإشارة إلى أنّ جميع هذه العوامل تقلِّل من عمر كريات الدم الحمراء.
عوامل أخرى[٢]
*ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم.

*تناول جرعات كبيرة من الأسبرين.
*استخدام أدوية المسكنات الأفيونية لوقت طويل.
*ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية.


ويمكن الحديث عن هذه العوامل بشيء من التفصيل على النحو الآتي:


فقر الدم، والحديد، وفيتامين ب12

قد يُسبِّب نقص مستوى الحديد، أو فيتامين ب12، أو الفولات في الجسم الإصابة بفقر الدم، وهو نقص كريات الدم الحمراء أو الهيموغلوبين، فجميع هذه المواد ضرورية لتصنيع كريات الدم الحمراء، ففي هذه الحالات يكون معدل إنتاج خلايا الدم الحمراء بطيئًا، فتزداد نسبة كريات الدم الحمراء الأكبر عمرًا في الدم، التي حدث وأن ارتبطت بسكر الجلوكوز مسبقًا، الأمر الذي يزيد من نسبة الهيموغلوبين المرتبط بالجلوكوز، ممّا يرفع من قيمة السكر التراكمي، دون أن يكون سبب ذلك هو ارتفاع مستويات السكر في الدم.[٤]


وعلى العكس من ذلك يزيد أخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب12 أو الحديد من سرعة تكوّن خلايا الدم الحمراء، وبالتالي يزداد عدد كريات الدم الحمراء الحديثة التي لم ترتبط بعد بسكر الجلوكوز، فيقل معدل السكر التراكمي، دون أن يكون لذلك علاقة بانخفاض مستوى السكر في الدم.[٣]


حقن الإريثروبويتين

حقن الإريثروبويتين هي حقَّن تحتوي على مادة مشابهة لهرمون الإريثروبويتين الذي تصنعه الكلى في الغالب، ويُستخدَم لعلاج فقر الدم الناتج عن قصور وظائف الكلى غالبًا، إذ يحفِّز هذا الهرمون في الحالات الطبيعية النخاع العظمي على تصنيع المزيد من كريات الدم الحمراء،[٥] فيزيد الإيرثيروبيوتين من معدل إنتاج كريات الدم الحمراء، وبالتالي يزيد من نسبة كريات الدم الحمراء الحديثة، التي لم ترتبط بعد بالجلوكوز، فيُسبِّب ذلك انخفاض في مستوى السكر التراكمي، ولا يكون ذلك ناتجًا عن انخفاض مستويات السكر في الدم.[٤]


أمراض الكبد

تؤثر أمراض الكبد في قيمة السكر التراكمي بزيادته أو نقصانه، فمثلًا يعاني العديد من الأشخاص المُصابين بأمراض الكبد من فقر الدم، ممّا يؤثر في قيمة السكر التراكمي كما تبين سابقًا، كما أنّ العديد من العوامل المرتبطة بالكبد تؤثر في فترة حياة كريات الدم الحمراء بزيادتها أو نقصانها، الأمر الذي يؤثر في قيمة السكر التراكمي، فمثلًا في حال أدت أمراض الكبد إلى زيادة تكسُّر كريات الدم الحمراء، والنزيف فهذا يُسبِّب انخفاض قيمة السكر التراكمي، أما في حال أدت أمراض إلى ارتفاع مستوى مادة البيليروبين في الدم، فهذا يُسبِّب ارتفاع مستوى السكر التراكمي، دون أن يكون لذلك علاقة بمستوى السكر في الدم.[٦][٧]


للمزيد، تابع مقال: كيفية الحفاظ على صحة الكبد لمرضى السكري

أمراض الكلى

تؤثر أمراض الكلى في قيمة السكر التراكمي، خصوصًا في الحالات المتقدمة منها، فمثلًا يقل معدل إنتاج كريات الدم الحمراء عند الأشخاص المُصابين بأمراض الكلى، ممّا يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، كما قد يحتاج بعضهم أخذ حقن الإريثروبويتين، وهذا بدوره يؤثر في مستوى السكر التراكمي كما تبين سابقًا.[٨]


بالإضافة إلى ما سبق قد تؤثر أمراض الكلى في تركيب بروتين الهيموغلوبين، ومن أسباب ذلك انخفاض قدرة الكلى على إزالة الفضلات والأحماض من الدم، وهذا بدوره يؤثر في قيمة السكر التراكمي،[٨] كما قد يُسبِّب غسيل الكلى عند بعض المرضى انخفاض قيمة السكر التراكمي.[٩]


اعتلال الهيموغلوبين

اعتلال الهيموغلوبين (Hemoglobinopathies) هي مجموعة من الأمراض الموروثة والمؤثرة في معدل إنتاج الهيموغلوبين أو تكوينه، ومن الأمثلة على ذلك الثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي،[١٠] وهذا بدوره يؤثر في معدل السكر التراكمي إمّا بزيادته أو نقصانه، إذ يقيس السكر التراكمي نسبة ارتباط سكر الجلوكوز بالهيموغلوبين، وبالتالي فإن اختلاف تركيب الهيموغلوبين يؤثر في معدل ارتباط السكر فيه، كما يؤثر معدل إنتاجه وتحلله في قيمة السكر التراكمي كما تبين سابقًا،[٤] فمثلًا قد وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة JAMA عام 2017م أنّ نسبة السكر التراكمي أقل عند الأشخاص المُصابين بفقر الدم المنجلي،[١١] كما وُجد أنّ ارتفاع نسبة هيموغلوبين ف (HbF) وهو شكل الهيموغلوبين الذي يوجد بنسبة كبيرة عند الأجنة، يؤثر في نسبة السكر التراكمي عند قياسه باستخدام بعض الطرق المخبرية.[١٢]


أمراض الطحال

يعد الطحال مسؤولًا عن إزالة كريات الدم الحمراء القديمة أو التالفة، لذا في حال استئصال الطحال أو جزء منه، ستبقى كريات الدم الحمراء القديمة في الدم، والتي يكون جزء منها مرتبطاً بسكر الجلوكوز، الأمر الذي يُسبِّب ارتفاع مستوى السكر التراكمي،[٩] في حين أنّ زيادة حجم الطحال وتضخمّه قد يُقلِّل من نسبة السكر التراكمي.[٣]


انحلال الدم

تؤثر بعض العوامل في عمر كريات الدم الحمراء، مُسبِّبة زيادة معدل تحللها وموتها، الأمر الذي يُقلِّل من عمر كريات الدم الحمراء، وهذا بدوره يقلِّل من عدد كريات الدم الحمراء التي قد سبق لها، وارتبطت بسكر الجلوكوز، ممّا يقلِّل من نسبة السكر التراكمي، ومن هذه العوامل:[٩]

  • بعض أمراض المناعة الذاتية.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأدوية المضادة للفيروسات.
  • بعض الأمراض الوراثية المؤثرة في الدم.


المراجع

  1. "HbA1c Test", LabTestsOnline-UK , 8/1/2021, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Gallagher et al (2011), HbA1c: alcoholism, chronic renal,Variable HbA1c: genetic determinants. "Use of Glycated Haemoglobin (HbA1c) in the Diagnosis of Diabetes Mellitus: Abbreviated Report of a WHO Consultation.", NCBI, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "some of the factors that influence HbA1c (glycosylated haemoglobin) and its measurement", GP notebook, 1/2018, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What is the Hb A1c test and why shouldn’t it be used as the only diagnostic tool for diabetes?", myhealthexplained.com, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  5. "Epoetin Alfa (Injection Route)", Mayo Clinic, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  6. "HbA1c Levels as a Parameter of Glycemic Control in Patients with Liver Diseases", ANNALS of Hepatology, 2017, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  7. Jeffrey Nadelson , Sanjaya K. Satapathy, and Satheesh Nair (2016), "Glycated Hemoglobin Levels in Patients with Decompensated Cirrhosis", Hindawi, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Matthew Garza, "Your A1C May Not Be Reliable If You Have Chronic Kidney Disease", The diaTribe Foundation, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت Sharon Orrange (2/7/2020)، "Could Your Hemoglobin A1C Test Be Wrong?"، GoodRx ، اطّلع عليه بتاريخ 4/3/2021. Edited.
  10. "Hemoglobinopathies", CDC, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  11. Mary E. Lacy, Gregory A. Wellenius, Anne E. Sumner, et al (7/2/2017), "Association of Sickle Cell Trait With Hemoglobin A1c in African Americans", JAMA Network, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  12. Curt L. Rohlfing, Shawn M. Connolly, Jack D etal, (2008), "The Effect of Elevated Fetal Hemoglobin on Hemoglobin A1c Results", watermark.silverchair, Retrieved 28/2/2021. Edited.