تحدث زيادة الوزن بسبب تراكم الدهون في الجسم، وممّا لا يمكن إنكاره هو وجود ارتباطٍ وثيق بين زيادة الوزن ومرض السكري، إذ تزيد السمنة وزيادة الوزن من فرص حدوث الأمراض المزمنة في الجسم، كمرض السكري، فما هي العلاقة بينهما، وكيف يؤثّر الوزن في مرض السكّري، هذه الأسئلة وغيرها ستتمكن من الحصول على إجابتها بعد قراءة هذا المقال.[١]


هل يؤثر الوزن في مرض السكري؟

الإجابة نعم، إذ يُشار إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من السّمنة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني، إذا ما قورنوا مع الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة الوزن، وتُعرَف السمنة بزيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن 30 كيلوغراماً/متر مربع،[٢] ومؤشر كتلة الجسم هو أحد القياسات التي تستخدم الوزن والطول لمعرفة ما إذا كان وزن الجسم صحيًا، فيُعد وزن الجسم طبيعيًا في حال تراوح مؤشر كتلة الجسم ما بين 18.5-24.9،[٣] وبذلك إشارةٌ إلى دور زيادة الوزن في زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خصوصًا في حال زيادة الدهون المتراكمة في منطقة البطن،[٢] فأشارت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة (Advances in Therapy) عام 2018م إلى أنّ السمنّة تشكّل ما نسبته 80-85% من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[٤]


أمّا بالنسبة إلى فقدان الوزن، فقد يكون له مساهمة كبيرة في خطّة علاج مرضى السكري، ولكن ليس كعلاجٍ حتمي له، فبالإضافة إلى دوره في تحسين الصّحة العامّة لمريض السكري، فإنه يساهم في زيادة السيطرة على مستويات السكر في الدم ممّا يسمح بتقليل الحاجة لاستخدام أدوية علاج السكري، وذلك بعد استشارة الطبيب، ويُقلِّل من خطر الإصابة ببعض المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري.[٥]


تأثير زيادة الوزن على مرض السكري

تتسبب زيادة الوزن في زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من خلال زيادة مقاومة خلايا الجسم لتأثير هرمون الإنسولين عليها (بالإنجليزية: Insulin Resistance)، وذلك من خلال الآتي:[٢]

  • زيادة حالة الالتهاب في الجسم: إذ تدفع الدهون المتراكمة في منطقة البطن الخلايا الدهنيّة على إطلاق مواد كيميائية محرّضة للالتهاب (Pro-inflammatory chemicals) داخل الجسم، فتعطِّل هذه المواد استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين،[٢] إذ يساعد هرمون الإنسولين في الحالات الطبيعية على نقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، وبالتالي يساهم في خفض مستويات السكر المرتفعة في الدم،[٦] لذا فإن الإصابة بالسمنة تؤدي إلى حدوث نقص في استجابة الخلايا للإنسولين، وبالتالي يبقى السكر في الدم ولا ينتقل إلى داخل الخلايا، ممّا يُسبِّب ارتفاع مستوى سكر الدم، الأمر الذي يُشار إليه بمقاومة الإنسولين، وهو العلامة المميّزة لمرض السكري من النوع الثاني.[٦]
  • تغيُّرات في أيض الدهون: تُسبِّب السمنة إطلاق بعض المركبات الدهنية داخل الدم، والتي تؤثر في استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين.[٢]


ولا يقتصر الأمر على زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، بل من الممكن أن تتسبب زيادة الوزن بمشكلاتٍ لدى المرضى المُشخّصين بمرض السكري، فزيادة الوزن قد تزيد من احتمالية حدوث المضاعفات ذات الصّلة بمرض السكري على المدى الطويل، وفقاً لما أشارت إليه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).[٧]


تأثير خسارة الوزن في مرض السكري

تحمل خسارة الوزن العديد من الفوائد لمرضى السكري، فعلى النقيض من زيادة الوزن، يمكن لخسارة الوزن عند مرضى السكري أن تساعد في الأمور التالية:[٨][٩]

  • تحسين مقاومة الإنسولين: تساعد خسارة الوزن عند مريض السكري على زيادة حساسية خلايا الجسم لتأثير هرمون الإنسولين عليها، وتقلِّل من مقاومتها له، بعكس ما تفعله زيادة الوزن.
  • انخفاض ضغط الدم، وتحسين مستوى كوليسترول الدم: إذ إنّ فقدان الوزن من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بعدّة أمراض مُحتمَلٌ أن تُصاحِب مرض السكري من النوع الثاني، مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى كوليسترول الدم، وجميعها قد تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري على المدى الطويل.
  • زيادة الطاقة وتحسين المزاج العامّ: وذلك لأنّ فقدان الوزن، والحفاظ على رشاقة الجسم مرتبط بزيادة الثقة بالنفس ومنح الراحة، فيساعد فقدان الشخص لوزنه الزائد من خلال اتّباع نظام صحي غذائي مناسب، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين مزاجه ورفع مستويات الطاقة لديه.
  • الحماية من مضاعفات مرض السكّري والحدّ منها: إذ إن فقدان الوزن والمحافظة على صحّة الجسم تساعد على الوقاية من الإصابة بمضاعفات السكّري الشائعة، مثل مشكلات العين، أو القلب، أو الكلى.

كم الوزن المطلوب للتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري أو مضاعفاته؟

يعد فقدان 5-10% من وزن الجسم بدايةً، من أهمّ الأمور التي يُنصَح بها للتقليل من خطر احتمالية الإصابة بمرض السكّري أو الحدّ من مضاعفاته قدر الإمكان،[١٠] لكن يجب في النهاية الوصول إلى الوزن الطبيعي تبعًا لما يشير إليه مؤشر كتلة الجسم، أي 18.5-24.9 كيلوغرام/متر مربع، وأن يكون محيط الخصر أقل من 80 سينتمتر للنساء، وأقل من 94 سينتمتر لغالبية الرجال.[١١]

المراجع

  1. "Obesity and Diabetes", www.news-medical.net, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Diabetes and Obesity", diabetes, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  3. "What is the body mass index (BMI)?", NHS, 15/7/2019, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  4. "Body Weight Considerations in the Management of Type 2 Diabetes", Advances in Therapy, 2018, Folder 36, Page 44-58 . Edited.
  5. "Losing Weight Can Have Big Impact on Those with Diabetes", newsnetwork, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Meredith Cotton (1/3/2019), "How insulin works", Kaiser Permanente, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  7. "Risk Factors for Diabetes-Related Complications", cdc, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  8. "8 Ways Weight Loss Can Help Control Diabetes", everydayhealth, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  9. "Type 2 Diabetes: Tips to Lose Weight Successfully", endocrineweb, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  10. "Endoscopic Weight Loss Program", hopkinsmedicine, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  11. "weight loss and diabetes", Diabetes UK, Retrieved 6/2/2021. Edited.